ترجمات عبرية

جيروزاليم بوست –  هيليل فريش – الخطأ الاستراتيجي الأكبر لإيران

جيروزاليم بوست –  هيليل فريش – 9/2/2020

في بعض الأحيان، يكون سبب الانهيار السياسي هو وجود الكثير من الأعداء.

عندما هاجمت اليابان قاعدة “بيرل هاربور” الأمريكية، كان “هتلر” سعيدًا. لقد ظن أن اليابان، كحليف، ستهاجم الاتحاد السوفيتي من الشرق، مما يحرم السوفييت من القدرة اللازمة للدفاع عن موسكو. وكان “هتلر” مخطئاً. فمن خلال جلب الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية، مهّد اليابانيون الطريق نحو نهاية “هتلر”. لقد اكتسب أعداء أكثر من اللازم.

عندما هدد تنظيم “الدولة الإسلامية” باجتياح بغداد بعد الاستيلاء على الموصل، تساءل النقاد عما إذا كان صعود التنظيم سيكون بمثابة عودة لصعود الإمبراطورية العربية في القرن السابع.

ربما كان الأمر كذلك، ولكن الوضع اختلف عندما بدأ التنظيم في قتل الأمريكيين ومواطني الحلفاء الآخرين في العراق وجذب المقاتلين الإسلاميين الشيشان. بدأ الأمريكيون وحلفاؤهم في قصف قواعد ومقاتلي “الدولة الإسلامية” ليتبعهم “بوتين”. ولكن “الخلافة” لم تعش طويلا بما يكفي لتندم على حماقتها.

في المقابل، فهم “ديفيد بن جوريون” خطر وجود أعداء أكثر من اللازم. في عملية حوريف عام 1948، أتقن الجيش الإسرائيلي تكتيكاته في المناورة والنيران وأطاح بالقوات المصرية في سيناء. لكن بريطانيا، التي أبرمت اتفاقا دفاعيا مع مصر، كانت تمثل حالة أعداء أكثر من اللازم للجيش الإسرائيلي. بناءً على ذلك، أمر “بن جوريون” بسحب القوات الإسرائيلية، مما أثار غضب القائد “يغئال ألون”.

على مدار التاريخ، ساعد فن اختيار الأعداء، والأهم من ذلك، الحد من أعدادهم في تحديد القادة الناجحين وغير الناجحين.

تشير صورة “أمير علي حجي زاده”، قائد القوات الجوية للحرس الثوري، وخلفه أعلام إيران والميليشيات التابعة لها، إلى أن الجمهورية الإسلامية تتبع خطى “هتلر” و”الدولة الإسلامية” بدلاً من خطى “بن جوريون”. وحاولت إيران إيصال رسالة مفادها: مثلما أن أي جنرال أمريكي يتحدث في مقر الناتو لا يكون محاطا فقط بالعلم الأمريكي بل بأعلام جميع الدول الأعضاء في الحلف، كذلك لدى إيران حلفاء. وكان “حجي زاده” محاطًا بأعلام “حزب الله” والميليشيات الموالية لإيران في العراق و”الحوثيين” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي”. لكن إيران أخطأت. وبدلاً من إثارة التشابه مع الولايات المتحدة وحلفائها، أظهرت الصورة الفرق الأساسي لطهران عن الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة مدعومة بتحالف من الدول التي تردع الأعداء من أجل المنفعة المتبادلة لجميع أعضاء “الناتو”. لكن لدى إيران وكلاء يعملون على تعميق العداوة بين إيران والدول التي يعمل فيها الوكلاء. 

إن صورة الجنرال الإيراني لا تبعث برسالة عن تضامن الجمهورية الإسلامية مع الدول ذات السيادة، وإنما عن موقفها كجهة فاعلة مركزية تقوض تلك الدول. وفي حين أن الجنرال الأمريكي المحاط بأعلام “الناتو” يثير الصداقة، فإن الجنرال الإيراني المحاط بأعلام الوكلاء يعزز العداوة.

لحسن الحظ بالنسبة للنظام الإيراني، يريد الرئيس “ترامب” عقد صفقة، حتى تتمكن إيران من الانتقال إلى دولة تختار أصدقاءها وأعداءها بشكل انتقائي بدلاً من إنشاء تحالف قوي ضد الجميع. تفكك تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي ساعدت إيران في هزيمته. ويبدو أن أي رد من طهران على “ترامب” قد يشير إلى مصير مماثل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى