شؤون مكافحة الاٍرهاب

“جهاديون” أرتبطوا بأجهزة إسخبارات أوروبية، بريطانيا و فرنسا

وحدة التقارير والدراسات ” 2 “ – 2/7/2020

كشفت الكثير من التحقيقات، والتقارير الإعلامية وشهادات بعض قيادات التنظيمات المتطرفة، إنهم كانوا على ارتباط باجهزة إستخبارات داخل أوروبا او في سجون تشرف عليها الولايات المتحدة، مثل سجن بوكا في العراق مابعد عام 2003. لقد شهدت دول أوروبا خاصة، إستقطاب و “ترحيب” الى “الجهاديين” ودعاة الإسلام السياسي، رغم تورط هذه العناصر والجماعات في عمليات إرهابية في اوطانهم. أوراراق الإستخبارات البريطانية على سبيل المثال كشفت الكثير عن اسرار علاقة الإخوان بالاستخبارات البريطانية، وهذا يعني ان الإستخبارات استخدمت الجماعات المتطرفة ورقة ضغط سياسيةضد دول المنطقة وضد دول اخرى مثل دول الاتحاد السوفياتي سابقا.

أبرز الجماعات المتطرفة

بريطانيا

جماعة”المهاجرون”

حملت جماعة «المهاجرون» التي تأسست عام 1996 العديد من الأسماء خلال تلك السنوات واستمرت في السخرية من أجهزة الأمن البريطانية من خلال قدرتها على مواصلة العمل رغم حظرها عام 2006 لارتباطها بالإرهاب. وبعد فترة خمول، عاودت الجماعة حشد صفوفها بعد أن غيرت اسمها وتبنت تكتيكات أقل وضوحاً من سابقاتها واستخدمت تطبيقات مشفرة عبر الإنترنت وعقدت لقاءاتها في سرية تامة. وبحسب عضو سابق في الجماعة، فقد عاودت الشبكة عقد لقاءاتها في شرق لندن، تحديداً مدينة «لوتون» وكذلك ببلدة «بدفوردشاير» المجاورة.

تزعمها مصطفى كمال مصطفى الشهير بـ” أبو حمزة المصري”، الذي قدم من مصر إلى بريطانيا عام 1979، واتخذ “أبو حمزة ” مسجد “فينسبري بارك” منطلقا لخطبه النارية قبل طرده منه واعتقاله، تم عزل ” ابو حمزة المصري” من منصبه كإمامٍ للمسجد في 4 فبراير عام 2003، ولكنه استمر على الرغم من ذلك في إلقاء خطبه الدينية بالشارع المقابل للمسجد. واشتهرت الجماعة بتعاطفها العلني مع زعيم القاعدة “أسامة بن لادن”، وتحاول خلق كراهية بسبب الانتماء الديني”، وتتهم حكام الدول العربية بالكفار ، كما وصفت بريطانيا أيضا في في عامي 1997 و 1998 بالدولة الكافرة،

الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة

مقرها الرئيسى جنوب مدينة”مانشستر” وهى فرع من فروع الحركة الإسلامية المتطرفة العالمية التي تستقي أفكارها من تنظيم القاعدة،وتضم “عبد الحكيم بلحاج” و”خالد الشريف” (حاربا مع القاعدة في أفغانستان) وغيرهما، وترفض “الجماعة الليبية المقاتلة” وصفها بـ”المتطرفة”، لكنها تؤيد إنشاء نظام حكم إسلامي في بريطانيا. اعتمدت “الجماعة الليبية المقاتلة” على جمعية “سنابل” الخيرية التى تم انشاؤها عام 1991 في مدينة مانشستر بشكل أساسي لجمع التمويل في بريطانيا، إذ تمتلك الجمعية محالاً وممتلكات ومكاتب في مدن “مانشستر وميدلزبروه وبرمنغهام ولندن”،لم تكن الواجهة المالية للجماعة الليبية المقاتلة فقط، بل كانت بمثابة حاضنة للجهاديين في بريطانيا».

توقع دكتور كيني، صاحب كتاب  “الدولة الاسلامية في بريطانيا”، استئناف بعض المتطرفين أعمالهم حالما تنتهي قيود الإفراج المشروط. ويقول دكتور كيني”أتوقع كذلك أن بعضهم سيعزفون عن تنظيم المهاجرون وأنشطته الخطيرة،ويواصلون حياتهم في منأى عنه.”. وأصدرت منظمة “هوب نات هايت” تقريرا وفقا لـ”اندبندنت عربية” فى 14 فبراير 2019  مفاده أن مؤيدي جماعة “المهاجرون” شوهدوا في الشوارع ينتشرون وينشرون الدعاوى المتطرفة ويلقون خطباً في شرق لندن، وظهروا في هايد بارك في “ركن المتكلمين” أو (Speakers Corner الشهير) .

حزب التحرير: له مقرات في أنحاء أوروبا، مقره الرئيسي بريطانيا. تصنف بريطانيا الحزب بـ”المتطرف” ولكن لم يتم حظره لأنها لا تصنفه حزبا يحض على العنف. ومع ذلك وصف تقرير لقناة “بي بي سي” البريطانية الحزب بأنه يروج للعنصرية على موقعه الإلكتروني وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى  3 فبراير 2020 مكافحة الإرهاب في بريطانيا … مكافحة الإرهاب في بريطانيا … خريطة الجماعات المتطرفة .

فرنسا

فرسان العزة: سعت جماعة “فرسان العزة” إلى إقامة “مجتمع إسلاموي يرغب الجميع في الهجرة إليه” وهي لم تدعو صراحة إلى استخدام العنف المسلح لكن موقعها الإلكتروني ـ المغلق حاليا-  الذى كان يعلن أن الجماعة تقوم بتجنيد الأنصاروالمتعاطفين مع التظيمات المتطرفة. وتم حل الجماعة عام 2012 وفقا لـ”مونت كارلو ” فى  16 يناير 2020.

منظمة ” كيلوميناتيم – جنود على درب الله” : نشرت المنظمة رسائلها تحت غطاء مساعدة المحتاجين. واستخدمت الإنترنت ومواد دعائية تتضمن محتوى متطرف، للدفاع عن الإرهاب. تتمركز المجموعة في منطقة “فال دواز” شمالي باريس، وتضم (15)عضوا. يرأس المجموعة   “كيلوميناتي ماستا إكس” بحسب “سكاى نيوز عربية” فى 26 فبراير 2020.

ذكر هيجو ميشيرون مؤلف كتاب “الجهاد الفرنسي الضواحي، سوريا، باريس، السجون”  بعض الأرقام  التي تؤكد مدى خطورة الجماعات المتطرفة على الأمن والسلم في قلب المجتمع الفرنسي، ففي الفترة من 2012 إلى 2018. تورط ما لا يقل عن (2000) فرنسي في التنظيمات المتطرفة ؛ الأمر الذي ترتب عليه زيادة كبيرة في أعداد نزلاء السجون الفرنسية، خاصة فيما يتعلق باستقبال العناصر الإرهابية الخطرة التي تورطت في عمليات إرهابية في مناطق الصراعات وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 5 مارس 2020 .

أبرز قيادات الجماعات المتطرفة

بريطانيا : أنجم تشودري: تولى “أنجم تشودري” رئاسة جماعة  “المهاجرون” ويوصف بـ”داعية داعش” ، لكن التنظيم بات مدرجا في قائمة المنظمات الإرهابية. كان أنجم تشودري على صلة بنحو ( 25 %) من التنظيمات الإرهابية التي جرى إدانتها في بريطانيا بين عامي 1988 – 2015.

فرنسا : الأخوان بالحسين : يعتقد أن أكبرهما “محمد مرشد” المسلح الذي هاجم متجرا يهوديا بباريس في 2015. بدأت محكمة خاصة في باريس فى 6 يناير 2020 محاكمتهم بالإضافة إلى (24) شخصاً أخرين ذهبوا في عامي 2014 و2015 إلى العراق وسوريا، ويُشتبه بأن (19) منهم جهاديون. تبنى هؤلاء إيديولوجيا المتطرفين الإسلاميين إما في مسجد سري في المنطقة الباريسية أو لدى قيادات متطرفة وفقا لـ”يورونيوز” .

مراد فارس: هو علاء الدين بن علي (25 عاماً)  ينحدر من “تونو-لي-بان” في شرق فرنسا يعد أحد أبرز مجندي الإرهابيين في فرنسا لإرسالهم إلى سوريا، والمتهم أيضا بإدارة مجموعة من المقاتلين الناطقين بالفرنسية. ورد اسمه في ملفات عدة مرتبطة بإرسال مقاتلين إلى سوريا وبدأت محاكمته فى  باريس فى  20 يناير 2020  وفقا لـ”سكاى نيوز عربية”. مكافحة الإرهاب في فرنسا … خريطة الجماعات المتطرفة .

تقارير استخباراتية  تحذر من مخاطر الجماعات المتطرفة – مكافحة الإرهاب

أصدر “أندرو باركر” مدير وحدة مكافحة الاستخبارات الداخلية البريطانية ، تحذيراً عاماً نادراً ما يصدرعن الجهاز الأمني بشأن خطورة استمرار تهديد الشبكات الإرهابية ـجماعة  المهاجرونـ المتعاطفة مع تنظيم “داعش” وفقا لـ”العربية نت” فى 20 مايو 2019. وتواجه بريطانيا مشاكل مختلفة تتمثل في عودة ظهور خلية إرهابية محظورة نشأت على أراضيها  تسمي “المهاجرون” ويعد التنظيم العائد المتورط في تفجيرات لندن 2005 أحد أكثر الشبكات إفرازاً للمتطرفين.

كشف تقرير برلماني وفقا لـ”العربية” فى 26 يونيو 2019 عن تغلغل متطرفين في مؤسسات وإدارات وأجهزة رسمية كالشرطة والجيش والنقل العام والمستشفيات وقطاع التعليم، وبحسب التقرير فإن القطاع العام يواجه خطر انزلاق بعض موظفيه نحو التشدد، ما يثير قلق الدولة، نظراً لحساسية الوضع في تلك المؤسسات.

“جهاديون” عملاء الى الإستخبارات

كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الأجهزة كانت تسمح لأبو حمزة المصري بالنشاط في مسجد “فينسبري بارك” شرط عدم تعريض الأمن البريطاني للخطر، كما نقلت عن عميل للاستخبارات البريطانية، وعن مقربين منه القول إن “أبو حمزة” كان مخبراً بشكل غير مباشر  ينقل المعلومات عن المتطرفين الآخرين. واتصل جهاز الاستخبارات البريطاني (MI5) به عام 1997. واعترف المصري أنه كان عميل لجهاز الاستخبارات البريطانى “MI5” ، وشرطة اسكتلانديارد من أجل توفير معلومات هدفها حفظ الأمن في شوارع لندن من أواخر1990إلى عام 2000.

تحدثت الصحافة الفرنسية عن اعترافات “إيفوار بونيه” الرئيس السابق لمديرية مكافحة التجسس (1982-1985) أثناء إدلائه بشهادته عن الهجوم الإرهابي الذي نفذ في باريس في 9 من أغسطس 1982، عن مفاوضات مع المتطرفين والاتفاق معهم، وضمان أمنهم في جميع أنحاء البلاد، مقابل تخليهم عن القيام بأنشطة إرهابية في فرنسا. ونقلت صحيفة “لو باريزيان” عن رئيس جهاز مكافحة التجسس آنذاك، قوله للإرهابيين: “لا أريد مزيدا من محاولات الاغتيال على الأراضي الفرنسية. في المقابل، سوف أسمح لكم بدخول فرنسا، وأؤكد لكم أنه لن يحدث لكم أي شيء”. وفقا لـ”روسيا ليوم” فى 14 أغسطس 2019 .

الخلاصة

كشفت التحقيقات، وأعترافات بعض قيادات الجماعات المتطرفة، ارتباطها باجهزة الاستخبارات، وكانت تنفذ اجندتها وتحظى بحمايتها، وهذا ماكان ومازال يثير الكثير من التسائولات، حول حرية تنقل وحركة هذه القيادات امام أعين الإستخبارت الأوروبية. لم يعد سرا ان الجماعات المتطرفة اليوم، هي ايضا اصبحت تمتلك خبرات أمن وإستخبارات، والبعض منها حصل على التدريب، ربما عبر الانترنيت واخر على ايدي ضباط إستخبارات انشقوا عن حكوماتهم والتحقوا بالتنظيمات الإرهابية، وهذا يعني ان عناصر وقيادات الجماعات المتطرفة، تعايشت مع اجهزة الاستخبارات. في ذات الوقت عمل عناصر وقيادات الجماعات المتطرفة مع الاستخبارات، يكشف ازدواجية المباديء وزيف “ايدلوجي” من شأنه ان يعمل ارتداد عند اتباع هذه الجماعات، وتتحمل الحكومات مسؤولية ذلك، باعتباره عمل يتناقض مع الدساتير الاوروبية.

التوصيات

أن تخضع اجهزة الإستخبارات الى المراجعة من قبل اللجان الامنية الخاصة في البرلمانات، وان يتم الكشف عن تقارير الإستخبارات، بضغوطات برلمانية، خاصة من قبل احزاب المعارضة، من اجل ان يطلع الرأي العام  على حقيقة تلك الجماعات.

*جميع حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات.

الهوامش

«الجهاد الإسلامي»… من السجون والضواحي الفرنسية إلى سوريا والعراق … الشرق الأوسط

https://bit.ly/3ey8QjK       

فرنسا تحل منظمة يقودها مغني راب.. والإرهاب هو السبب… سكاى نيوز عربية

https://bit.ly/2NuQMuL             

فرنسا: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب لقيادي سابق في “جيش الإسلام” السوري … فرانس 24

https://bit.ly/2Z9wGf3

القضاء الفرنسي يبدأ محاكمة جهاديين معظمهم قتلوا في المعارك في سوريا والعراق .. يورنيوز

https://bit.ly/3fTpTNg

بدء محاكمة أحد أبرز مجندي الإرهابيين في فرنسا … سكاى نيوز عربية

https://bit.ly/3duwqfO

“داعية داعش” يعود إلى بيته في بريطانيا … سكاى نيوز عربية

https://bit.ly/2Nwtt3K

جماعة «المهاجرون» في بريطانيا تعيد تجميع صفوفها… الشرق الأوسط

https://bit.ly/2BKL8lx

بريطانيا.. اعتقال 3 من أبناء أبو حمزة المصري بقضية احتيال “مليونية” …الحرة

https://arbne.ws/383cvUj

نيويورك تايمز تحذر: عودة وشيكة لخلية تطرف في بريطانيا … العربية نت

https://bit.ly/2BDoMCA

الاستخبارات الفرنسية اتفقت مع الإرهابيين … روسيا اليوم

https://bit.ly/2ZbucwH

القضاء الفرنسي يطلق سراح زعيم جماعة “فرسان العزة” الإسلامية بعد قضاء 5 سنوات في السجن … مونت كارلو

https://bit.ly/3eDj3Ly

رغم حظره في ألمانيا… «حزب التحرير» يتوسّع … الشرق الأوسط

https://bit.ly/2YD7A9d

أخطر “المجموعات الإرهابية” البريطانية تنبعث إثر الإفراج عن سجناء إرهابيين … اندبندنت عربية

https://bit.ly/3g5IrtH

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى