ترجمات عبرية

جدعون ليفي يكتب – السيئون من وحدة 8200

بقلم: جدعون ليفي، هآرتس 17/2/2019

بالصدفة تزامن يوم الاربعاء الماضي خبرين على هامش “هآرتس”. الاول حدث عن تنكيل سادي لجنود لواء نيتسح يهودا بفلسطينيين، الثاني عن التدخل الدولي المدهش لشركات التجسس الاسرائيلية.

كما يبدو، سلوك جنود “نيتسح يهودا” هو الاكثر قرفا. فعليا، افعال خريجي الموساد ووحدة 8200 اكثر اقلاقا، الجنود المنكلين سيعاقبون بدرجة ما. بشكل عام هم ايضا جاءوا من هوامش المجتمع. خريجو السايبر في المقابل هم النخبة الجديدة، ابطال المرحلة، الجيدون والواعدون، هم المستقبل الفاخر لدولة الحداثة والهايتيك. من الذي لا يريد أن يخدم ابنه أو ابنته في 8200؟ من الذي لا يتفاخر بالعمل في الموساد؟.

ولكن عدد من هؤلاء الناس الطيبين يفعلون افعال سيئة جدا، اكثر استفزازا للكملة لفلسطيني مكبل أمام ابنه. في 8200 لا يقتلون ولا يضربون، ولكن ضرر خريجيها يمكن أن لا يكون أقل سوءا. قصص النجاح كثيرة. اسماء اللعبة هي ستارت أب، إكزت واموال سريعة. بقمصان وجينز يجمع الاثرياء الجدد الاموال. في استراحات الظهيرة هم يوصون على السوشي ويلعبون فيفا 17 ومورتال كومبات. معظمهم يأتون من الوحدة 8200. الى جانب نجاحهم المثير للانطباع تطورت مساكب العفن. خريجو الوحدة الاكبر في الجيش الاسرائيلي وربما ايضا الاهم، الطيارون الجدد، يعرفون كل شيء. واحيانا اكثر من اللازم.

التحقيق الطويل والمقلق الذي نشر في “نيو يوركر” كشف قصة شركات التجسس الاسرائيلية، بالاساس مجموعة بي.اس.واي، التي تتشكل من خريجي الموساد و8200. ليس هناك مكان في العالم هي لا تتدخل فيه – من الغابون وحتى رومانيا، من هولندا وحتى الانتخابات الامريكية. كما أنه لا توجد وسيلة لا تستخدمها، الاموال تغطي على كل شيء. مشروع “الفراشة”، الحرب التي اعلنها مرتزقة السلاح والحاسوب الاسرائيليين من بي.اس.واي في الجامعات الامريكية على نشطاء بي.دي.اس، كانت مثيرة للاشمئزاز بشكل خاص: رجال الشركة مع الاعضاء القدامى – ران بن براك، نائب رئيس الموساد السابق ومرشح يوجد مستقبل للكنيست يعقوب عميدرور، الجنرال ومستشار الامن القومي السابق – تابعوا نشطاء مناهضين لاسرائيل في الجامعات وقاموا بتأديبهم.

“هذا مثلما يحدث في الحرب”، قال البطل بن براك، شركة اسرائيلية خاصة تعمل في الجامعات الامريكية ضد نشطاء سياسيين مقابل 2.5 مليون دولار في السنة. هذه الاموال تبرع بها يهود، الذين اولادهم (تعهدوا لهم بأنهم يستثمرون بمستقبل اسرائيل) يدرسون في تلك الجامعات. تخيلوا أن شركة اجنبية تتابع طلاب من اليمين في اسرائيل وتنشر عنهم معلومات تسيء لسمعتهم. ولكن للاسرائيليين كل شيء مسموح. عوزي اراد قال لـ “نيو يوركر” بأنه يخجل من هؤلاء المرتزقة.

هذه النشاطات ينفذها افضل ابناءنا، حسب تقرير رونان بارو وآدم التوس، فان الشركات الاسرائيلية تسيطر الآن على سوق المعلومات والمضاربات العالمية. يوجد لها افضلية كبيرة “انبوب ضخم من التأهيل يخرج سنويا من الجيش. كل شركة ما عليها فعله هو الوقوف على الباب والقول لهؤلاء الاشخاص أنتم تهموننا”، قال مؤسس شركة تروجنز لمحاربة الارهاب، غادي افيران. هذا دائما يبدأ بالارهاب، حقيقي أو متخيل. وينتهي بالجشع.

في البداية كان لنا “انبوب ضخم من الكفاءات”، الذي خرج من ازقة جباليا وجنين غني بالتجربة مع العنف ضد العاجزين. حقول التدريب لصناعة السلاح الاسرائيلية، الطائرات القاذفة بدون طيار واذرع التحكم القاتلة جلبت الكثير من الاحترام والاموال للدولة. الآن يضاف اليها بروح العصر ايضا المتدخلون من نخبة الموساد ووحدة 8200. وعندما سيسأل أحد ما اسرائيل من أين لها هذه الوقاحة للتدخل بهذا الشكل، سنقتبس عميدرور الذي قال “اذا كان هناك من هم مستعدون لتمويل ذلك، فهذا سليم من ناحيتنا”. قبل أن نواصل تشجيع الشباب هنا على التجند للوحدة 8200 والتفاخر بها من الجدير التذكر أن هذا العفن ايضا يخرج منها.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى