ترجمات عبرية

هآرتس: لدينا أبرتهايد صريح وواضح ومتفق عليه

جدعون ليفي – هآرتس 2022-06-10

تجربة دمج حزب عربي في الائتلاف نجحت؛ اكثر مما هو متوقع، حتى التذمر بشأن فشلها من قبل رئيس الائتلاف ومراسلي اليسار الصهيوني يدل على نجاحها. التجربة نجحت لأنها كشفت عدة حقائق مجردة، التي فقط من اجلها كان من الجدير إجراء التجربة. هذه التجربة ليس فقط لم تغلق الطريق أمام الأحزاب العربية للمشاركة في الحكومات في المستقبل، بل حسنت احتمالاتها. من الآن سيعرف سياسيون يهود الذين اعتقدوا بأنه سينجح، لا يمكن أن ينجح في أي يوم، لأن ما يمكن أن ينجح مرهون في أيديهم.
ما الذي لا يمكن أن ينجح؟ لا يمكن شراء احزاب عربية فقط بالمال. تلك الأيام انقضت. في شراكة معوجة كهذه ليس العرب هم الذين فشلوا، بل اليهود الذين صدقوها. نوزع الأموال ونحولهم إلى صهاينة. هذه التجربة التي فشلت، فشلها هو نجاح. لن يجربوا مرة أخرى. الأحزاب العربية يمكنها المشاركة في الحكومات فقط عندما تكون هذه الأحزاب مؤهلة لذلك. جميعها بعيدة جدا عن ذلك. ولكن الفشل الحالي ربما سيعلمها درسا وسيقربها. في المرة القادمة عندما ستحتاج الاحزاب اليهودية الى اصوات العرب ستعرف بأن أسلوب المال وحده ليس الأسلوب المناسب. سيكون عليها التخلص من بعض مبادئ الصهيونية، على رأسها بالطبع تفوق اليهود في الدولة. وطالما أن التفوق موجود فلن تكون شراكة حتى لو شقت الحكومة طريقا سريعا فيه ستة مسارات بين سخنين وجنين وأقامت فرعا لمستشفى ايخيلوف في الطيبة. المال ليس كل شيء. اسألوا منصور عباس.
إن إلقاء الذنب على الأحزاب العربية وتهديدها بلغة الزعرنة، مثلما فعل أول من أمس وزير العدل جدعون ساعر، أثبت إلى أي درجة الطريق بعيدة عن الشراكة. لم تكن في حكومة التغيير شراكة وبداية للمساواة حتى للحظة. فقد طلب من عباس اجتياز اختبارات الصهيونية وحني الرأس بخضوع مقابل سلاسل الخرز الملونة التي رميت له. لم يكن هناك أي قرار سياسي اهتم برأيه. هذا كان يتوقع أن يفشل من البداية. اليمين في الحكومة الذي هو أغلبية، ما زال بعيدا جدا عن أن يكون ناضجا للشراكة.
اليسار الصهيوني غير ناضج أكثر ولو بقليل. الحقائق التي كشفتها التجربة هي أن جميع الأحزاب الصهيونية متشابهة أكثر مما تخيلنا. اليسار واليمين كتوأمين سياميين يرتبطان بسرة الصهيونية. وحتى بالفأس لا يمكن فصلهما. أيضا الميكروسكوب الالكتروني لا يمكنه العثور على الفروق بينهما. والآن ها هو التصويت على “قانون يهودا والسامرة”. هل يجب علينا قول المزيد؟. بدءا بميرتس ومرورا بيوجد مستقبل والعمل وانتهاء بيمينا وساعر، جميعها صوت واحد مع الأبرتهايد.
التصويت على القانون كان مثل الدخول إلى غرفة مظلمة من أجل استخراج صورة وطباعتها. حتى في مرحلة وجود الصورة في المحلول الكيماوي، ظهرت بوضوح: خريطة طريق مشروخة ومشلولة ومبتورة. لا يوجد يسار يهودي في اسرائيل، فقط يمين متطرف ويمين معتدل. ولا يوجد موضوع يعني اليسار – وسط اقل من الاحتلال. هل كان ميرتس سيصوت في أي وقت مع قوانين أبرتهايد للمثليين في المناطق؟ منظومتان قانونيتان في المناطق، الأولى للأشخاص العاديين والثانية للمثليين؟ هل كان يمكن أن يحدث ذلك في أي وقت؟. هل كانت كوكبة سياسية واحدة ستؤدي الى ذلك؟ هل العمل برئاسة ميراف ميخائيلي كان في أي وقت سيصوت مع قوانين ابرتهايد للنساء في الضفة الغربية؟ منظومتان قانونيتان منفصلتان، للرجال والنساء؟ هذا لم يكن ليحدث في أي وقت.
من هنا فان كل شيء يتعلق بسلم الأولويات. اليسار في اسرائيل، على سبيل المثال، حقوق الشعب الفلسطيني لا تعنيه. حقوق الحيوانات تعنيه أكثر. ولو حتى من اجل الكشف عن ذلك كان من الجدير إجراء التجربة. فقط من اجل الكشف أيضا عن قوانين الأبرتهايد المغطاة، التي عرف قلائل فقط عن وجودها. ولدحض ادعاءات الدعاية الصهيونية بأن اسرائيل ليست أبرتهايد مثل جنوب إفريقيا في السابق، فقط لأنه لا توجد فيها قوانين أبرتهايد، كان من الجدير إجراء التجربة. وهاكم الحقيقة المجردة: حتى قوانين أبرتهايد توجد لدينا، صريحة وواضحة، وتمت صياغتها بلهجة متشددة، والأكثر فظاعة هو أنه متفق عليها من قبل الجميع. الجميع. الجميع.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى