شؤون إسرائيلية

توقعات اولية لنتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ 24

بقلم  د. حازم الشنار  *- 17/3/2021

أعاد لي “الفيس” قبل أيام مقالة كنت قد كتبتها لتحليل نتائج الانتخابات الاسرائيلية قبل عام، وبالمقارنة مع المعطيات الحالية عشية الانتخابات الرابعة في غضون عامين فإن تغييرات كبيرة قد طرأت على الخارطة السياسية في اسرائيل داخل معسكرات اليمين والوسط واليسار، مع ان المعسكرين: الموالي لنتنياهو والمعارض له، بقيا متعادلين تقريبا، وعليه فان تلك التغيرات تستدعي القيام بتحليل جديد لميزان القوى في الساحة السياسية الاسرائيلية.

أبرز الخلفيات والاتجاهات في المعركة الانتخابية الحالية..

* ظل الصراع على بقاء نتنياهو في الحكم ومحاسبته على قضايا الفساد هو محور المعركة الانتخابية ومع ذلك لا يوجد توائم وانسجام داخل المعسكر المناوئ له.

* ظلت التغيرات التي تمت في الغالب داخل كل معسكر بذاته. فمثلا التنافس على أصوات اليمين ستكون بين نتنياهو و بينت وستكون المعركة الرئيسية على أصوات الوسط بين لبيد وساعر والاحزاب الصغيرة ذات البعد الاجتماعي اما في اليسار ستكون بين القائمتين العربيتين وبينها وبين وميرتس وكذلك بين ميرتس والعمل وستسعى  الاحزاب الصهيونية وعلى رأسها “الليكود” لكسب الصوت العربي.

* يلاحظ تكالب الاحزاب الصهيونية على الصوت العربي وخصوصا من نتنياهو الذي نجح في شق “القائمة المشتركة” بتقديم الوعود الوهمية لمنصور عباس، وبذلك نجح في اضعاف تأثير العرب كقوة مؤئرة في الكنيست.

*  نجح نتنياهو في توحيد احزاب اليمين المتطرف حوله.

*  نجح نتنياهو في توظيف نجاحاته الدبلوماسية وخصوصا التطبيع العربي والعسكرية ضد ايران وسوريا وتنفيذ البرامج الاستيطانية الواسعة في حرف انظار قسم كبير من الجمهور الإسرائيلي عن قضايا الفساد التي تلاحقه.

*  لا يلقى موضوع حل القضية الفلسطينية اي اهتمام داخل الحلبة السياسية الاسرائيلية بل بالعكس فإن التنافس على تدعيم الاستيطان هو الاكثر رواجا كعامل جذب للمنتخبين في البرامج الانتخابية للأحزاب الصهيونية.

*  استطاع نتنياهو ان ينقذ نفسه من الانتقادات على عدم نجاحه في التعامل مع ازمة كورونا من خلال التوفير المبكر للقاحات واتمام جزء مهم من عملية التطعيم، كما حاول احتواء الاثار الاقتصادية للإغلاقات من خلال تقديم مساعدات للفئات المتضررة.

* احجام الادارة الامريكية الجديدة من القيام بأي ضغوط على نتنياهو يعطيه مرونة وحرية اكبر في الانتخابات وتجنب تأثير خسارة حليفه ترامب وتجميد “صفقة القرن”.

اهم التغيرات والتوقعات قبل اسبوع من الانتخابات..

التطورات المتوقعة في معسكري اليمين والوسط..

سيؤدي انقسام “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو نتيجة انشقاق جدعون ساعر وتأسيسه حزب “امل جديد” لخسارة الليكود نحو8 مقاعد ومع ذلك سيبقى القوة الاولى حيث يحتمل حصوله على 28 مقعدا، بينما من الممكن ان يحصل حزب ساعر على عدد من مقاعد الوسط اخذت التوقعات حولها بالتقلص تدريجيا من 18 إلى ان وصلت اليوم إلى 9  ولو اخذنا متوسط هذه التوقعات لكان ما سيحصل عليه 13، ليحل بذلك مكان “ازرق ابيض” برئاسة بيني غانتس الذي يحتمل ان يتلاشى كليا، وفي أحسن الأحوال ان يحصل على 4 مقاعد. في حين من المحتمل ان يحافظ حزب “يش عتيد” بقيادة  يائير لبيد على قوته ويظل القوة الثانية في الكنيست وان يفوز بـ 18 مقعدا على الاقل، بينما يحتمل ثبات حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة افيغدور ليبرمان (7 مقاعد).

وتمتازهذه المرحلة بتعزز قوة معسكر اليمين بعد تكتل احزاب اليمين برئاسة نفتالي بينت وإمكانية حصوله على 11 مقعدا، وتوحد اليمين المتطرف برئاسة بتسليل سموتريتش واحتمال حصوله على 5 مقاعد.

بينما يراوح حزبا المتدينين الغربيين “يهودوت هتوراة” برئاسة موشيه غافني  والشرقيين “شاس” برئاسة اريه درعي مكانهما (نحو 8 مقاعد لكل منهما أو حتى احتمال خسارتهما لمقعد واحد).

التطورات المتوقعة في معسكر “اليسار”..

تراجع مواقف احزاب اليسار السياسية وتساوقها مع طروحات المركز واليمين خصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتحالف بيرتس مع نتنياهو ادى الى تضاؤل قوتها في الوسط اليهودي واحتمال مراوحة حزبي “العمل” برئاسة ميراف ميخائلي  وميرتس برئاسة  نيتسان هورويتز على 5 مقاعد لكل منهما، مع ان بعض التوقعات تشير الى امكانية حصول الاول على 7 مقاعد وان لا يصل الثاني نسبة الحسم، بينما  سيؤدي انقسام “القائمة المشتركة” نتيجة خروج القائمة الإسلامية العربية الموحدة بقيادة منصور عباس منها الى خسارتها نحو 5-6 مقاعد بحيث تحصل الاولى بقيادة ايمن عودة  على  9-10 بينما ترواح الثانية حول نسبة الحسم ويرجح عدم نجاحها.

الخلاصة..

وبالمحصلة فإن معسكر نتنياهو من “الليكود” واليمين واليمين المتطرف والمتدينين سيحصل على نحو 60 مقعدا والمعسكر المقابل سيحصل على 60 مقعدا علما بأن تحالف اليمين برئاسة بينت ما زال يرفض التحالف مع نتنياهو. لكن هذه التوقعات ليست حاسمة وقد يكون هناك مفاجآت كثيرة لم تكشفها استطلاعات الرأي، فهناك من الاصوات غير المحسومة والمترددة ما يكفي لـ15 مقعدا، كما ان مليون ومئتي الف لم يدلوا بأصواتهم في الانتخابات الماضية من الممكن ان يقرر قسم منهم ان يقوم بالتصويت هذه المرة. فأي مقعد إضافي يفوز به أحد المعسكرين ويخسره المعسكر المقابل من الممكن ان يساعد الجانب الفائز في تشكيل حكومة ضيقة، وإذا تعاون كل من يائير لبيد وجدعون ساعر وافيغدور ليبرمان ونفتالي بينت ويني غانتس (اذا فاز) ربما ينجحون مع غيرهم في اسقاط حكم نتنياهو. وتظل هذه التوقعات ضعيفة وعليه فإن الأزمة السياسية في اسرائيل ستبقى قائمة وربما يتم اللجوء الى جولة انتخابات خامسة.

* اقتصادي وأكاديمي فلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى