شوؤن دولية

تقرير اتحاد قدامى الاستخبارات الأمريكية المحترفين بخصوص النووي الإيراني


مركز الناطور للدراسات والابحاث

 

مذكرة لـ: رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من: اتحاد قدامى الاستخبارات المحترفين للمطالبة بالتعقل الموضوع: تجنب حرب طويلة أخرى .

بما أننا محترفين نمتلك خبرة جماعية لمئات السنوات في عالم الاستخبارات، السياسة الخارجية، ومكافحة الإرهاب، فنحن نشعر بالقلق حيال استعمال حقائق مزيفة بهدف إقناعكم بشن حرب جديدة.

لقد شهدنا قيام العسكريين بتصنيف البلدان المسلمة واحدة بعد الأخرى كتهديد رئيسي لأمن الولايات المتحدة. قاموا في الماضي بتأييد الهجمات على السودان، والصومال واليمن والعراق وباكستان وليبيا وأفغانستان، إضافة إلى دعمهم للهجمات الاسرائيلية على لبنان وسورية (أي 9 بلدان إسلامية) وغزة.

هذه المرة يتخذون من تقرير الوكالة الأخير للإدعاء بشكل قاطع أن إيران تقوم بتصنيع أسلحة نووية يفترض أنها تشكل تهديدا على الولايات المتحدة. إن مستشاريك العسكريين والاستخباراتيين قادرون بكل تأكيد على توضيح حقيقة ما يقوله ذلك التقرير.

كما تعلمون، تقوم وكالة الطاقة الذرية بجولات تفتيش منتظمة للمنشآت النووية الإيرانية، ولديها كاميرات مراقبة تراقب تلك المنشآت على مدار الساعة. بالرغم من وجود سبب للتشكيك بالنوايا الإيرانية، إلا أن تلك النوايا ليست بالوضوح الذي يدعيه البعض.

محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام والمدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية صرح مؤخرا: “لا أعتقد أن إيران تشكل خطرا حقيقي وحالي. كل ما أراه هو ضجة إعلامية حول الخطر الذي تمثله إيران” وهو ليس الوحيد، فكل وكالات الاستخبارات الأمريكية الـ 16 قالت “بثقة كبيرة” في تقرير التقييم الاستخباري الوطني 2007 أن إيران كانت قد أوقفت برنامجها لصنع الأسلحة النووية في عام 2003.

نحن نشهد إعادة تطبيق مشهد “تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية”، وبحسب فيليب زيليكوف، المدير التنفيذي للجنة أحداث 9/11 الذي قال “إن “التهديد الحقيقي” العراقي لم يمثل تهديدا موجها ضد الولايات المتحدة الأمريكية. التهديد غير المعلن كان  تهديد لإسرائيل.”

كما بإمكان خبرائك العسكريين والاستخباراتيين أيضا أن يقدموا لكم معلومات عن الجهود السرية المبذولة لتعطيل برنامج إيران النووي وعدم جدوى محاولة تدمير ذلك البرنامج عبر ضربات جوية لأنه موزع جغرافيا في مناطق متفرقة تحت الأرض.

وزير الدفاع ليون بانيتا وعدد من الخبراء أكدوا بأن كل ما ستحققه تلك الضربات الجوية هو تأخير البرنامج لمدة عام أو عامين كحد أقصى.

كما صرح رئيس الموساد السابق مائير داغان بأن الضربة الجوية على المنشآت النووية الإيرانية ستكون “عملا أخرقا” وهي رؤية يشاركه فيها من حيث المبدأ اثنين على الأقل من رؤوساء الموساد السابقين، داني ياتوم وإفرام هالفي. يضيف داغان أن “أي ضربة ضد “البرنامج السلمي” تعتبر عملا غير قانوني حسب القانون الدولي”.

أشار داغان إلى حقيقة أخرى: القيام بقصف إيران سيؤدي إلى انتقام إيراني من اسرائيل عبر حزب الله الذي يمتلك عشرات آلاف الصواريخ من نوع غراد ومئات من نوع سكود وصواريخ طويلة المدى من أنواع أخرى، بالإضافة إلى مشاركة حركة حماس.

نحن ننفق حاليا ما ينفقه العالم مجتمعا على الأمن القومي و 100 مليار دولار سنويا على الحرب الطويلة على أفغانستان. يقوم اللوبي الصهيوني منذ سنوات بقرع طبول الحرب لتشجيعنا على الهجوم على إيران بقيادة أشخاص اختلط عليهم الولاء من أمثال جو ليبرمان الذي قال فيما مضى ان عدم دعم الأمريكيين لاسرائيل هو عمل لا وطني.

إن حرب طويلة أخرى لا تصب في مصلحة أمريكا ولا في مصلحة اسرائيل بغض النظر عما يقوله المدافعون عن اسرائيل، فهم من ادعوا أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد طالب “بمسح اسرائيل عن الخريطة”. إن خبراء اللغة الفارسية أشاروا إلى أن التصريح الأصلي باللغة الفارسية يعني أن اسرائيل ستنهار وتنتهي: “إن نظام الاحتلال الاسرائيلي للقدس يجب أن يتلاشى عبر الزمن”.

نحن نعيش في زمن تؤدي فيه تصرفات اسرائيل، كإرسال 300 ألف مستوطن إلى الضفة الغربية و 200 ألف مستوطن إلى القدس الشرقية، إلى تهديد أمن الولايات المتحدة عبر تعريضنا لخطر وقوع أعمال انتقامية إرهابية.

لقد قدمنا لإسرائيل 100 مليار دولار بشكل مساعدات مباشرة منذ عام 1975. كيف يمكن لتمويل بتاء المستوطنات أن يساهم في إحلال الأمن؟ لقد وافقتم على تقديم طائرات من طراز إف 35 إس بقيمة 3 مليارات دولار لإسرائيل مقابل تجميد بناء المستوطنات لمدة 90 يوما، لكن ما حصلتم عليه هو 90 يوما من المماطلة في عملية السلام وبعد ذلك المزيد من المستوطنين. بماذا ندين لإسرائيل أكثر من ذلك؟

بكل تأكيد ليس التسرع في شن الحروب. لدينا الوقت لنعطي للديبلوماسية والعقوبات الوقت الكافي لتفعل فعلها، ولإقناع روسيا والصين بإيجاد هدف مشترك معنا.

كتب جيمس ماديسون فيما مضى “من بين كل أعداء الحرية الحقيقية، تعتبر الحرب أكثرها رعبا… الحرب هي ابنة الجيوش، ومن الجيوش تظهر الديون والضرائب… ليس باستطاعة أي أمة أن تحافظ على حريتها في خضم حروب متواصلة.”

حاليا، نحن ننزلق نحو ما صنفته أنت “بالحرب الغبية” ولا يجب علينا خوض حرب غبية أخرى على بلد أكبر بثلاث مرات من العراق، فذلك سيشعل شرارة حرب إقليمية كبرى ويخلق أجيالا من “الجهاديين”. إن حربا كهذه، بعكس ما يحاجج به البعض، ستجعل أمريكا تعاني وكذلك إسرائيل.

ـ قسم التوجيه الإداري، اتحاد قدامى الاستخبارات المحترفين للمطالبة بالتعقل

ـ فيل غيرالدي، إدارة العمليات، المخابرات المركزية الأمريكية، متقاعد

ـ راي مك غوفرن، ضابط في استخبارات الجيش الأمريكي، مديرية الاستخبارات، المخابرات المركزية الأمريكية، متقاعد

ـ كولين رولي، عميل خاص سابق في مينيابوليس، مكتب التحقيقات الفيدرالية.

ـ آن رايت، كولونيل احتياط في الجيش الأمريكي، متقاعدة، ضابط سابق في المخابرات الخارجية، وزارة الخارجية

ـ توم مايرتنس، ضابط في المخابرات الخارجية ومدير الحد من انتشار الأسلحة النووية في مجلس الأمن القومي في عهد رئيسين أمريكيين.

ـ إليزابيث موراي، نائب سابق لمدير المخابرات الوطنية قسم الشرق الأدنى في مجلس المخابرات الوطني.

ـ ديفيد ماك مايكل أستاذ تاريخ سابق ومحلل لدى المخابرات المركزية الأمريكية ومجلس المخابرات الوطنية.

نقلا عن: الجمل- قسم الترجمة– عاصم مظلوم- 24/2/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى