ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – فنادق التزلج فارغة والكلاب يتم رميها في الشوارع ، في هذه السنة بابا نويل لن يأتي الى لبنان

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 28/12/2021

” الازمة الاقتصادية في لبنان والنزاع مع السعودية اضرت ايضا بالفنادق في لبنان. ففي الايام المشتعلة بين عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية فان نسبة اشغال الفنادق بصعوبة تصل الى 40 في المئة “.

نظرة سريعة على موقع “بوكينغ” تلقي الناظر الى مهاوي خيبة الامل. مواقع التزلج القريبة جدا من اسرائيل توجد بالتحديد في لبنان، على بعد ساعة ونصف سفر من بيروت. عشرات كيلومترات المسارات والمطاعم التي فقط يمكن أن تشبع من خلال الصور التي تنشر في مواقعها ومحلات تأجير ادوات التزلج والاسعار، هذا عالم مختلف. من يبحث عن فندق لنهاية الاسبوع، من 31 كانون الاول وحتى رأس السنة الميلادية، سيشاهد عناوين مؤدبة. “في هذه الاثناء لن تعثر على فندق”. 

في الفنادق الفاخرة في موقع الاستجمام المعروف كفر دبوان لم تبق أي غرف. فندق “انتركونتننتال مازار” مليء حتى شهر نيسان. فنادق اخرى تطلب 2500 – 6000 شيكل لثلاثة ايام للزوج، وهذا يشمل وجبة الفطور. وفقط على بعد 18 – 20 كم عن الموقع يمكن ايجاد فنادق بسعر معقول، 500 – 600 شيكل لليلة الواحدة للزوج. هذه الاسعار لا تشمل ادوات التزلج، واجرة مسار التزلج تبلغ 30 – 50 دولار لثلاثة ايام و10 دولارات أجرة الادوات.

في بيروت نفسها، في المقابل، لا توجد صعوبة في العثور على غرفة في الفنادق الفاخرة بسعر مشابه، 120 – 150 دولار لليلة الواحدة. 

لكن الصورة التي تظهر في موقع التزلج بعيدة عن التعبير عن الواقع. مراسل لبناني قال للصحيفة بأنه يمكن توفير اموال كثيرة اذا قمنا بالاتصال مباشرة مع الفنادق وساومناهم على السعر. “حتى في هذا الموسم المشتعل فان الجميع يعملون تخفيض بـ 30 – 50 في المئة”، قال. “فقط الساذجون يحجزون فندق عن طريق مواقع الانترنت. جميع الفنادق تحاول الظهور وكأنها محجوزة بالكامل وفقط من اجلك هم مستعدون لحجز الغرفة الاخيرة. في هذا الشتاء كل من يدفع بالدولار هو ملك. حتى لا تستطيع الحصول على عرض اسعار بالليرة اللبنانية. سيقولون لك إن السعر يتغير بين يوم وآخر وهم لا يمكنهم الالتزام بالسعر حتى بين عشية وضحاها”. 

تأكيد على اقواله سمعناه من اصحاب فنادق ورؤساء وكالات سياحة، الذين قالوا بأنه حتى في الايام المشتعلة بين عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية فان اشغال الفنادق يصل بصعوبة الى 35 – 40 في المئة. السياحة من دول الخليج، التي مولت صناعة السياحة من لبنان، تقريبا غير موجودة. ليس فقط بسبب الكورونا؛ ايضا النزاع السياسي الذي كان قبل شهرين بين السعودية ولبنان وجر دول الخليج الاخرى، جمد تيار السياح. والسياح من اوروبا لا يأتون بسبب الكورونا. واللبنانيون سيجتمعون في هذه السنة في بيوتهم للاحتفال بميلاد المسيح وزيارة بابا نويل.

“في هذه السنة بابا نويل لن يأتي الى لبنان”، كتب نادر فوز في موقع “المدون” اللبناني. “الهدايا بقيت على الرفوف. فمن الذين يمكنه أن يشتريها. ولكن اذا قرر بابا نويل القدوم فان مركبته ستعلق وهو سيضيع بسبب انقطاع الكهرباء. ومع ذلك، اذا طرق احد الابواب فانه سيجد امامه بندقية معبأة لصاحب البيت الذي يخاف من السرقة. ما الذي تبحث عنه هنا؟ سيصرخون عليه. واذا قام بزيارة حي فقير فسيسرقون عربته وسيتصلون معه بعد ساعتين ويعرضون عليه بيعها له مرة اخرى. سيقولون له ادفع 2000 دولار وخذها”.

هذه السخرية لفوز غير مضحكة بالمرة، ليس فقط لمن حياتهم دمرت في الازمة الاقتصادية الاشد التي مرت على لبنان، بل بالتأكيد للموتى الذين لا يجدون الراحة. التقارير في لبنان تتحدث عن عصابات تعمل في بيع القبور وشواهد القبور لعائلات لا تجد حل للدفن بأسعار في متناول اليد. سعر القبر في بيروت يمكن أن يصل الى 20 ألف دولار، وهو لا يشمل تغسيل الميت والصلاة قرب القبر وطعام العزاء. عائلات كثيرة تضطر الى دفن موتاها في قبور عائلية التي يدفن فيها معا عدد من أبناء العائلة. وبعضهم لا يسمحون لانفسهم بعمل مأدبة عزاء ويكتفون بضيافة خفيفة. عصابات تجار القبور يقومون بنوبات مراقبة في المقابر من اجل تحديد القبور التي لم يقم أحد بزيارتها منذ فترة طويلة. وهم يقومون بمحو الاسماء عن الشواهد ويخرجون رفات الجثث ويعرضون القبر بسعر ارخص بكثير. 

بدرجة واحدة فوق الموتى توجد الحيوانات الاليفة الملقاة في الشارع لأن اصحابها لم يعودوا قادرين على شراء الطعام لها أو تقديم العلاج الطبي المناسب. حتى قبل ازمة الكورونا والازمة الاقتصادية كانت تتجول في الشوارع آلاف الكلاب والقطط. ولكن حسب اقوال منظمات الرفق بالحيوان فانه في الايام العادية عالجوا طلب أو طلبين في اليوم. أما الآن فهناك 15 – 20 نداء هاتفي في اليوم لأخذ كلاب رميت في الشارع. “الآن هذه هي كلاب للتسلية، التي اصحابها دفعوا مبالغ كبيرة لشرائها، ابناء الطبقة الوسطى وحتى الطبقة العليا الذين تدهوروا اقتصادية والآن هم في ضائقة لا تسمح لهم بمواصلة الاحتفاظ بالحيوان الاليف”، قالت ناشطة في احدى هذه المنظمات في بيروت.

عندما يكون الحد الادنى للاجور، بعد الهبوط الحر لليرة اللبنانية، هو 70 دولار، وسعر كيس طعام الكلب هو 20 دولار، فان التخلي عن الكلب أو عن القط اصبح ضرورة وجودية. ولكن ايضا من سبق واتخذ هذا القرار الصعب ما زال لا يستطيع أن يكون هاديء. فصل الشتاء بدأ والوقود سعره وصل الى عنان السماء والكهرباء تتصرف مثل الضيف والاجور تواصل التبخر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى