تداعيات مقتل عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم داعش في الصحراء الكبرى
بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علوّ * 17/9/2021
أعلنت فرنسا على لسان الرئيس الفرنسي إن قوات بلاده قتلت زعيم تنظيم داعش الإرهابي بمنطقة الصحراء الكبرى عدنان أبو وليد الصحراوي، أمير تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)، في الصحراء الكبرى. وكان عدنان أبو وليد الصحراوي قائدًا سابقًا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ثم جزءًا من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا في أكتوبر 2011، وأحد كبار قياداتها، حيث عمل في مجلس الشورى وتواصل مع وسائل الإعلام الدولية كمتحدث باسم الحركة. وبحلول عام 2013 أسس منظمة تسمى مجلس شورى المجاهدين في جاو بمالي.
بعد دمجها مع حركة التوحيد والجهاد برئاسة مختار بلمختار، ولواء الملثمين في أغسطس 2013 وشكلوا معًا تنظيم المرابطون. وكان زعيمًا مهمًا في تنظيم المرابطون، ليصبح أمير تنظيم المرابطون فيما بعد. وقد أعلن عدنان أبو وليد الصحراوي في 13 مايو 2015، بيعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، وأسس ولاية الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى باعتبارها فرعا للتنظيم الأصلي في غرب إفريقيا..
لم يقبل كل المرابطين بهذه الخطوة، حيث عارضه مختار بلمختار المكنى بأبو العباس خالد، أمير منطقة الصحراء في الجماعة الإسلامية المسلحة والجماعة السلفية للدعوة والقتال وأمير كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومؤسس كتيبة الموقعون بالدماء. ، مما تسبب في انقسام في المجموعة.
ومن الجدير بالذكر أن تنظيم داعش في الصحراء الكبرى بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي مسؤول عن غالبية الهجمات التي تشهدها منطقة المثلث الحدودي الواقع بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. والصحراوي مدرج على اللائحة السوداء الأميركية منذ عام 2018، وفي 2019 أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عن موقعه.
التقارير كشفت” أن عدنان أبو الوليد الصحراوي قتل في اطار عملية برخان، وهي عملية جارية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الأفريقي، بدأت في 1 أغسطس 2014. وتتألف من 3000 إلى 4500 جندي فرنسي ومقرها في نجامينا عاصمة تشاد.
العملية تشكلت من خمسة بلدان كانت تشكل المستعمرات الفرنسية السابقة، التي تمتد في منطقة الساحل الأفريقي: وهي بوركينا فاسو, تشاد, مالي, موريتانيا و النيجر. هذه البلدان المشار إليها إجمالا باسم “جي 5 الساحل.” ومعنى كلمة (برخان) هلال الكثبان الرملية في الصحراء.
تداعيات مقتل ابو الوليد الصحراوي
أن مقتل عدنان أبو الوليد الصحراوي سيكون له تداعيات مختلفة على تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، كونه شخصية قيادية لها علاقات عديدة في المنطقة ويتمتع بخبرات قتالية وله العديد من الاتباع، وسوف يمضي الكثير من الوقت ليتمكن التنظيم تعويض الصحراوي بشخصية تحمل نفس المواصفات.
أن تنظيم القاعدة (جماعة نصرة الإسلام)، التي تضم أكبر تحالف من الجماعات الإرهابية سوف تستفاد من غياب الصحراوي المنافس اللدود لها. وسوف توسع من نشاطها ونفوذها في مناطق الصحراء الكبرى والساحل الافريقي، مستغلة هشاشة الأوضاع الأمنية في الدول الإفريقية، وسوء الأوضاع الاقتصادية، لتوسع انتشارها هناك، وتجنيد عناصر جديدة الى صفوفها.
والشاهد على وجود هذا التحدي هو سعي التنظيم المركزي لإعادة الروح لخطابه المتطرف الذي كان قد تراجع بسبب الخلافات بين أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي، والحرب على الإرهاب في أفغانستان ومنطقة القبائل في الباكستان والعراق.. الا أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة حركة طالبان الى السلطة في كابل وتجديد بيعة القاعدة لحركة طالبان في آخر تسجيل لأيمن الظواهري مؤشر على أن تنظيم القاعدة عازم على العودة الى المشهد الأمني الدولي بقوة في العديد من مناطق العالم .
* مستشار المركز الأوربي لدراسات مكافحة الإرهاب المانيا و هولندا –
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
