ترجمات عبرية

تايمز اوف اسرائيل: الجيش الإسرائيلي يغير قواعد اللعبة في الضفة الغربية بالرد بالطائرات المسيرة

تايمز اوف اسرائيل 23-6-2023، بقلم ايمانويل فابيان: الجيش الإسرائيلي يغير قواعد اللعبة في الضفة الغربية بالرد بالطائرات المسيرة

يشير استخدام الجيش للقوة الجوية في الضفة الغربية مرتين، الأسبوع الماضي، بعد الامتناع لمدة عقدين من الزمن عن القيام بذلك، إلى أن إسرائيل تسعى إلى تغيير قواعد اللعب عندما يتعلق الأمر بمحاربة المسلحين الفلسطينيين.

يبدو أن هذا التغيير جاء بعد أن غيرت الفصائل الفلسطينية المسلحة القواعد أولاً، من خلال تصعيد الهجمات، ومواجهة العمليات الإسرائيلية بشدة.

لطالما اعتبر الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومحيطها “بؤر عنف”، أبرزتها سلسلة من الهجمات في أوائل العام 2022، نفذ العديد منها سكان من المنطقة. كما نُفذ العديد من الغارات الجوية الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أوائل سنوات الألفين في جنين، كما حدث في إحدى المعارك الكبرى أثناء عملية “السور الواقي” في العام 2002.

في حين أن جنين لم تُعتبر قط محظورة تماماً على العمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد شهد الجيش مقاومة أكبر من قبل مسلحين فلسطينيين في المدينة على مر السنين، مع نيران أعنف بكثير مقارنة بمدن أخرى في الضفة الغربية، خاصة في الأشهر الأخيرة. أصبح هذا أكثر وضوحا خلال عملية للجيش عندما تم تفجير عبوة ناسفة كبيرة على جانب الطريق بالقرب من قافلة من المركبات العسكرية.

ألحقت العبوة الناسفة أضراراً بالغة بناقلة جند مدرعة من طراز “بانثر” وتسببت في إصابة سبعة جنود بجروح ما بين الطفيفة والمتوسطة. أطلق مسلحون من حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، وهي الحركة المهيمنة في جنين، النار على المركبة المعطلة بينما كان الجيش يعمل على نقل الجنود المصابين إلى المستشفيات. وقُتل سبعة فلسطينيين وأصيب قرابة 100 آخرين في اشتباكات لاحقة.

مثل هذه العبوات الناسفة ليست بمشهد غير مألوف في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، لكن حجم الضرر الذي لحق بناقلة الجند وعدد الإصابات الكبير كان كذلك. للمساعدة في إجلاء الجنود المصابين تحت النار، أطلقت مروحية من طراز “أباتشي” صواريخ على مناطق مفتوحة بالقرب من موقع انفجار العبوة الناسفة لردع المسلحين.

استخدام مروحية الأباتشي ليس أمراً معتاداً في مثل هذه العمليات. في أوائل سنوات الألفين، خلال الانتفاضة الثانية، استخدم الجيش الإسرائيلي مروحيات هجومية في الضفة الغربية، ولكن فقط في ظروف خاصة وليس كأمر روتيني.

ثم جاءت غارة الأربعاء بطائرة مسيرة على سيارة تقل ثلاثة مسلحين فلسطينيين من جنين – منهم اثنان من حركة “الجهاد الإسلامي” والثالث عضو في “كتائب شهداء الأقصى”، وهو تحالف من الفصائل المسلحة التابعة بشكل فضفاض لحركة “فتح”. وكانت هذه أول غارة جوية فتاكة من هذا النوع ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ العام 2006، بحسب الجيش.

لم تكن الغارة، وفقاً لمسؤولين عسكريين، عملية قتل مستهدف مماثلة لتلك التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، والمسلحون الثلاثة ليسوا من كبار القادة ولم يتم تعقبهم منذ شهور قبل الاغتيال. ولكن لسوء حظهم فلقد حاولوا تنفيذ هجوم في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تسعى لاستعادة قوة الردع في المنطقة بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار. وتحقيقا لهذه الغاية، حصل الجيش على موافقة وزير الدفاع، يوآف غالانت، لتنفيذ ضربة بطائرة مسيرة على خلايا مسلحة تنفذ هجمات إطلاق نار، إذا سمحت الظروف بذلك.

سار الثلاثة في سيارتهم من جنين إلى حاجز الجلمة القريب وفتحوا النار. بعد لحظات من ذلك، ضربت طائرة مسيرة من طراز “إلبيت هرمس 450″، التي يقوم بتشغيلها سلاح المدفعية، مركبتهم، ما أسفر عن مقتلهم.

على مدار العام الأخير، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر القوات التي نفذت مداهمات واعتقالات، ومواقع عسكرية، ومستوطنات إسرائيلية، وإسرائيليين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية. وعموماً، فإن هؤلاء المسلحين إما يُقتلون على أيدي القوات البرية أثناء الهجوم أو يتم اعتقالهم أو قتلهم لاحقاً في عمليات للجيش.

في الأسابيع الأخيرة، بدا أن هناك تصعيداً في هجمات المسلحين في شمال الضفة الغربية، حيث قتل مئير تماري (32 عاماً) بالقرب من مستوطنة حرمش في 30 أيار، وأصيب إسرائيلي بالقرب من بلدة حوارة الفلسطينية في 6 حزيران، وقتل آخر وأربعة جنود إسرائيليين بالقرب من بلدة يعبد الفلسطينية في 13 حزيران؛ وقتل نحمان موردوف (17 عاماً)، وإليشاع أنتمان (17 عاماً)، وهرئيل مسعود (21 عاماً)، وعوفر فايرمان (64 عاماً)، الثلاثاء الماضي، بالقرب من مستوطنة عيلي.

يقول المسؤولون العسكريون إنهم أدركوا أن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون بشكل متزايد الطرق السريعة في شمال الضفة الغربية لتنفيذ هجماتهم ثم يفرون إلى عمق المدن الفلسطينية، في كثير من الأحيان دون أن يتم القبض عليهم. تمكن أحد المسلحيّن التابعيّن لـ“حماس” اللذين نفذا الهجوم بالقرب من عيلي من الفرار لمسافة 70 كيلومتراً في سيارة مسروقة قبل أن تقتله القوات الخاصة داخل بلدة فلسطينية.

ونُفذت غارة الطائرة المسيرة ليل الأربعاء لهذا السبب، بحسب مسؤولين عسكريين، من أجل منع المسلحين من الفرار وتنفيذ المزيد من الهجمات لاحقاً. المسلحون القتلى الثلاثة، بحسب الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، كانوا يقفون بالفعل وراء العديد من الهجمات المماثلة في شمال الضفة الغربية.

إذا أصبحت ضربات الطائرات المسيرة على المسلحين أمراً معتاداً، فمن المحتمل أن تؤثر على الطريقة التي تعمل بها الفصائل المسلحة في المنطقة. يبقى أن نرى إذا ما كان تهديد القوة الجوية العسكرية سيجعل المنظمات تحد من عملياتها، على الأقل على المدى القصير، أو أن تحفزها بدلاً من ذلك على حلقة تصعيد أكثر شدة مع إسرائيل.

على المدى الطويل، من المتوقع أن تستمر الفصائل المسلحة الفلسطينية بمواصلة تكييف التكتيكات ضد إسرائيل، وتغيير أسلوب عملها ومواصلة تحدي الجيش.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى