تايمز أوف إسرائيل: عملية مخيم جنين: تحقق الأهداف الإسرائيلية لم يتضح بعد

تايمز أوف إسرائيل 2023-07-10، بقلم: إيمانويل فابيان: عملية مخيم جنين: تحقق الأهداف الإسرائيلية لم يتضح بعد
في حوالى الساعة الثانية من فجر الأربعاء غادرت آخر القوات الإسرائيلية مدينة جنين شمال الضفة الغربية بعد توغل استمر يومين واستهدف مجموعات مسلحة صغيرة في مخيم اللاجئين المضطرب في المدينة.
كان الجيش الإسرائيلي حدد لنفسه أهدافا واضحة عندما أطلق ما عرّفه بأنه “هجوم على مستوى لواء”، وليس عملية ، فجر الاثنين: إنهاء الطريقة التي ينظر بها المسلحون الفلسطينيون إلى مخيم جنين على أنه “مدينة ملاذ” وتمكين القوات الإسرائيلية من ”حرية العمل“ عند شن عمليات مستقبلية في المدينة الواقعة بالضفة الغربية.
داخلياً، أشار الجيش إلى العملية بـ “بيت وحديقة”، في إشارة إلى الاسم التوراتي لجنين، وقد استخدم المصطلح أيضا رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. لكن وحده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصر على أن العملية ليس لها اسم رسمي، في محاولة للتقليل من حجم العملية، وعدم إجراء مقارنات مع عمليات إسرائيلية أكثر اتساعا في الضفة الغربية.
سيعود الجيش الإسرائيلي بالفعل إلى جنين قريبا. وقال مسؤولون كبار بالجيش طوال الحملة إن النشاط العسكري بين يومي الاثنين والأربعاء لم يكن سوى الخطوة الأولى في سلسلة من العمليات لقمع ما يقول الجيش الإسرائيلي إنه بؤرة لـ “الإرهاب” في المدينة ومحيطها.
نفذ فلسطينيون من المنطقة عدداً من الهجمات ضد إسرائيليين في السنوات الأخيرة، ويقول المراقبون إن السلطة الفلسطينية ليس لديها سيطرة تذكر على الأرض.
بحسب الجيش، منذ العام الماضي نفذ سكان من المنطقة حوالى 50 هجوم إطلاق نار، وفر 19 فلسطينيا مطلوبا إلى جنين لالتماس اللجوء هناك من القوات الإسرائيلية.
ركزت عملية الجيش الإسرائيلي على الجناح العسكري لـ “الجهاد الإسلامي”، المعروف باسم “كتيبة جنين”، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى أصغر في المدينة والمخيم. وكانت تلك الجماعات قد أبدت مقاومة شرسة للعمليات الإسرائيلية خلال العام الأخير، والتي أبرزها تفجير عبوة ناسفة ضخمة على جانب الطريق استهدفت مركبة عسكرية، الشهر الماضي، ما أدى إلى إصابة سبعة جنود.
لكن خلال العملية، الأسبوع الماضي، بالكاد ظهر المسلحون الفلسطينيون للقتال.
وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إن معظم المسلحين في مخيم جنين، الذين يقدر عددهم بنحو 300، فروا من المنطقة، ما سمح للجيش بتحديد وتدمير بنيتهم التحتية مع القليل من الاشتباكات.
وقال الجيش إنه منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين استجوبت القوات أكثر من 300 فلسطيني، ولكن تم احتجاز 30 منهم فقط لمزيد من الاستجواب.
خلال العملية، التي شارك فيها أكثر 1000 جندي، قال الجيش إن القوات عثرت على ما لا يقل عن ثمانية مواقع لتخزين الأسلحة، وستة مختبرات للمتفجرات مع مئات العبوات الجاهزة للتفجير، وثلاث غرف عمليات استخدمها مسلحون فلسطينيون لمراقبة القوات الإسرائيلية، وغيرها من “البنية التحتية للإرهاب” وقامت بهدمها.
ودمرت جرافات الجيش عدة طرق في المخيم لكشف المناطق التي أشارت معلومات استخبارية إلى احتمال وجود عبوات ناسفة فيها، كدرس مستفاد من القنبلة الكبيرة التي أصابت الجنود الشهر الماضي.
وقال الجيش إنه صادر أيضاً ما لا يقل عن 24 بندقية هجومية و8 مسدسات وعشرات الرصاصات، وهي نقطة في بحر عند الأخذ في الاعتبار العدد الكبير المقدر من الأسلحة في أيدي الفلسطينيين في جنين.
وقدّر الجيش الإسرائيلي أنه قتل ما لا يقل عن 18 مسلحاً فلسطينياً خلال العملية، العديد منهم خلال غارات جوية استهدفت غرفة عمليات مشتركة تتقاسمها مجموعات مسلحة مختلفة في المدينة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 12 شخصا قتلوا، وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين، من بينهم 20 وُصفت حالتهم بالخطيرة، خلال غارات جوية إسرائيلية واشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وقُتل جندي إسرائيلي عندما بدأت القوات بالانسحاب من جنين في وقت متأخر من الثلاثاء، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يشتبه في أنه ربما يكون قد قُتل بما يسمى “نيراناً صديقة”.
لم تكن عملية الأسبوع الماضي بمثابة حل سحري للعنف الفلسطيني في شمال الضفة الغربية، بل كانت تهدف إلى أن تكون بداية لاستعادة قوة الردع الإسرائيلية ضد المسلحين الفلسطينيين، الذين أصبحوا أكثر جرأة بهجماتهم.
يأمل الجيش في أن يتمكن من دخول جنين في العمليات “المعتادة” التي ينفذها، بأعداد أقل بكثير من القوات، دون مواجهة المقاومة الشرسة التي شهدها خلال العام الأخير.
في حين أن المسلحين الفلسطينيين لم يخوضوا معركة كبيرة خلال العملية، الأسبوع الماضي، وهي واحدة من أكبر المعارك التي شهدتها الضفة الغربية منذ حوالى 20 عاماً، فإن تأثيرها العملي لن يُعرف إلا عندما يشن الجيش عمليته القادمة في جنين، والتي قد تحدث خلال أيام.