أقلام وأراء

بكر ابو بكر يكتب – لا مشكلة!

بكر ابو بكر 

في أحد الاجتماعات عَرضتُ لمشكلة مستعصية واضحة بالنسبة لي، لا سيما وأنني أنا شخصيا منخرط بعمق المشكلة المستعصية.
طلبت من الأخوة والأخوات الحضور التفضل بطرح آرائهم باحتمالات الحل، أو اقتراحات تفكيك المشكلة.
كان من المهم وضع الناس تحت مجهر التجربة لترى ما تقوله الأبحاث العلمية عيانًا أمامك.
وعموما في مثالنا تصدت مجموعة من الأخوات والأخوة لطرح عدد من الحلول المقترحة من خلال اقتراح توسيع دائرة الحوار لاستجلاب مزيد من الثراء للفكرة.
وقدم آخرون حلولًا تدين الطرف الأول بالمشكلة وتطالب بعقابه أو عزله أوتقويمه.
فيما المجموعة الأخرى أدانت الطرف الثاني، ولم تطرح أي حل وكأن اكتفائها بالإدانة اكتفاء نفسي أو تعويض عن الحل، (وكفى الله المؤمنين شر القتال).
أن يقدم الأخوة والأخوات مقترحات للحل فهذا تجاوب محترم، وهو صورة تعبّر عن شعور حقيقي بالمسؤولية .
لكن المثير كان بالإنكار!
لقد أنكرت قِلّة من الحضور وجود المشكلة! رغم أنني جزء منها أي منخرط فيها؟
أصرّت هذه القلّة أن الوضع جميل ووردي! وأنني أهوّل أو أضخم المسألة التي لا تعدو خِلافًا بسيطًا.
وقِلة القلّة قامت بإدانتي مباشرة باعتباري أخترع مشكلة غير موجودة أصلًا!
استطعت أن أتفهم غالب الآراء.
أما فكرة الإنكار للمشكلة من جذورها، وعدم الاعتراف بوجودها مطلقًا فلقد رأيتها في البداية غريبة! ومستهجنة.
لكن مع مزيد من التأمل اتضح لي أنها تمثل حالة حقيقية وظاهرة موجودة فينا.
إذ أن الإنسان -في أحيان معينة- قد تتغلب عليه رغبته بإيثار وتقبّل الوضع القائم السلبي، رغم ما قد يخالطه من مشاكل متعددة أو مستعصية.
إن تقبل الوضع القائم يتم عبر نفي أو إنكار وجود المشكلة!
كي يحقق الإنسان راحته النفسية من جهة (منطقة الراحة).
أو ليحقق الاستسلام.
أو كي لا يقوم بأي جهد لحل المسألة.
أو اعترافا شخصيًا منه بالخوف من المواجهة.
أو اعترافًا ذاتيًا بالعجز المسبق عن القيام بأي خطوة.
في هذه التفسيرات أو غيرها يكون الإنكار هو الأصل، لأن الاعتراف يقتضي جدلًا هنا أن يتم التصدي للحل! وبمعنى آخر الخروج من المنطقة الآمنة الى المنطقة الرمادية التي يخشاها كليًا، فيكون الحل أن لا شيء يحدث ولا مشكلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى