أقلام وأراء

بكر ابو بكر يكتب – الأمة تمارس التقارب الاجتماعي

بكر ابو بكر – 1/5/2020

كل من يتنطّع لشتم أي من شعوب الأمة، أو فئات أو أديان أو طوائف فيها، أو يتنطّع لشتم أي دولة عربية فهو إما مستهتر أو جاهل أو مسيّر .

وكل من يتنطع لشتم الثورة الفلسطينية بإجمالها دون تبصّر وبعيدا عن مفهوم النقد العلمي كارِه لنفسه، مستعرّ من تاريخه، متغرب عن وطنه.

وكل من يظن أن الشتم بوابته الواسعة نحو الشهرة وتجميع الاعجابات ( likes ) على حساب الأمة هو وباء لا ينفع معه الا العزل والتباعد الاجتماعي.

إن كل من يستعذب الطعن بالعروبة برماح طوال قد خرج عن الصف ليصافح يد ذاك المستعذِب للطعن في الإسلام أوفي المسيحيين فينا.

وكل من يجلس في بيته ومن وراء الشاشة ليشعل حريقًا ضد هذا البلد أو ذاك لتسويق شريط تافه أنتجه، أو لجذب عدد أكبر من المتابعين هو يخدم أسيادًا وأصناما جُبلوا على الحرب ضد الأمة.

فما بالك بذاك الجاهل والمستهتر والمستعذب الذي يضخم السخيف فيجعله قضية، ويسخّف العظيم فيدوسه تحت قدميه؟

لن نكون أدوات حرب ولا قنوات تباعد اجتماعي أو ثقافي أو روحي أو فكري ولن نكون إمّعات وعصيّ في معركة (فتوات وبلطجية) ولا ناقلي وقود لحرب هي دمار لوحدة وقيم وتآلف أمة اللسان العربي من الشرق الى الغرب بعربها وكوردها وأمازغييها.

لا يكتفي المتنطعون من استلال الخبائث حتى من صلب أنصع صورة، فهم يتفننون في اختيار القبائح حتى يظهر لك تاريخ الأمة أسودًا كله، وحاضرها كالحًا، ومستقبلها ذليلا.

لا. ليس بالشيء الهين أن نرى سيل التشاتم الموبوءة ضد هذا البلد أو ذاك بطريقة إجمالية وتحقيرية عنصرية بعيدا عن أجواء النقد لذات الموقف، وفي حدوده، لا للبلد أو الشعب.

وما هو بالشيء المقبول أن يعتدي أحد على أي من دولنا أو شعوبنا في المغرب أو تونس أو مصر أو السعودية أو فلسطين أو الأردن أو الكويت أو السودان وغيرها.

ليس مقبولا من أي كان أن يستغل وسائل التواصل الاجتماعي فيعمل مثل الجرافة (البلدوزر) التي تطيح بما أمامها مهما كان، أي بأن يجعل من إساءة بضعة ممثلين أو منتجين أو كتّاب أو مدونين مدخلا للطعن بالجميع لا. فكل قضية تؤخذ بحجمها ووقتها وشخوصها، فالتخصيص بالنقد للمواقف والاحداث أولى من التعميم ليطال الشخص المعني وابن عمه وجيرانه والقبيلة والبلد.

مازالت عقلية المستعمِر وفي مقابلها المستعمَر المنبهر به سائدة في عقل الكثيرين الذين يتمنون سقوط عروبتهم ودينهم وبلدانهم وقيمهم بمقدار انبهارهم واستخذائهم تحت أقدام أولئك الذين يخوضون الحرب ضدنا منذ زرعوا الكيان في فلسطين بعيد مؤتمر «كامبل بانرمان» (١٩٠٥-١٩٠٧) وقبيله وحتى الآن.

لا يمكن لأمة أن تنهض بعقلية الاستهلاك والتبعية للآخر، ولا بالاستهتار والشتائم والطعن والاتهامات، وليس لقلّة موبوءة أن تقود الا من أسماهم رسولنا الكريم إمّعات فقط.

نحن في الأمة والوطن والشعب ننهض بالعلم والفكر والصناعة وبالنقد العلمي، نعم وقبله بالحب والتآلف والثقة، والتقارب الاجتماعي، وبالفهم والوعي الذي يعني عميق الاطلاع والمرجعية الحضارية الصلبة فلا نخاف النقد بأصوله المحترمة، ونتقدم نحو المستقبل بخطوات واثقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى