أقلام وأراء

بكر أبو بكر يكتب متى يسقط الحوار؟

بكر أبو بكر ٢٠-٦-٢٠٢١م 

سقوط الركن قد يدمر البناء ككُل، فلانستطيع أن نتهاون عندما يتم تدمير أساس البناية بالقول أن البناية ثابتة، صامدة! لأنها قريبًا ستتحول الى حطام فتسقط عنها صفة البناية أصلًا.

الخروقات الانسانية التبادلية في مواضيع كثيرة مثل الاتصالات والحوارات والنقد، وفي فن الانصات وفن الحديث…الخ، تجدها متضخمة لدى البعض الى الدرجة التي أصبحت هذه المواضيع بلاجوهر.

يأتيك من يزعجك وقت نومك ليقول لك: أن حقي أن أكلمك وقتما أشاء! دون تبصر وإدراك بالمواعيد وظروف الناس وطبيعة الكلام، دون أن يفهم أن الاتصالات (العلاقات) بهذا المعنى المنفلت تحطم أدب التواصل! بل وقد تقطعه.

وقد يلمزك بكلمة أو يتهكم عليك ويسخر مفترضًا أنه يداعبك ويعتقد أن في ذلك تواصلاً!

وفي الحوار تظهر مثل هذه التناقضات بالفهم قبل التطبيق، عندما يفترض الطرف الأول أنه بصراخه مثلًا على الآخر يمثل حقًا له! يصل لمرحلة التطاول غير مدرك أن من أركان التواصل أن يكون باتجاهين، ووفق القواعد أو الأركان، وإلا تحول شبيهًا للتعامل بالعصا مع الأغنام، أنا آمر وأنت تطيع!

من الكتاب الحكيم نتعلم وفيه نغوص بحثًا عن اللآلي التي قد لايراها أعمى البصيرة، ومنه ومن رسول البرية نكتشف ونعي ونفهم.

نعي أن للفرائض أركان. للفرائض (مثل الصلاة والصوم والزكاة، والأمر بالمعروف…) أركان، فالصلاة فرض ومن أركانها تكبيرة الاحرام والركوع…الخ، فمن صلّى بلا ركوع بطلت صلاته.

ومن ذات المنبع المفاهيمي الفكري نقول من اتصل أو تحاور أو انتقد مُسقطا عن جهل وعدم علم آداب كل مما سبق علينا إعلامه وتنبيهه وتعليمه.

 ومن أسقط الأركان كلها أو بعضها-وفي حالات أخرى أحدها- يسقط المفهوم، بمعنى يصبح الاتصال ازعاجًا، ويصبح الحوار معركة، ويصبح النقد مدرسة مبارزة بالشتائم.

من هنا وجب أن نتعلم،ولانخجل.

 بل ونجتهد فيما نتعلم أن نقول للناس حُسنا كما أمرنا الله بمحكم التنزيل (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) أي بالتفسيرلابن كثير: (كلموهم طيبًا ، ولينوا لهم جانبا ، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف)

 الكلام المباشر وجهاً لوجه فيه تكمن وتظهر حقيقة المشاعر على الوجوه، وفي تعبيرات الصوت والأجساد (لغة الجسد)، فنفهم أفضل وأعمق وأكثر، على عكس حوارالشابكة (internet). 

 عندما تكون علاقاتنا الانسانية-الالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بالحوار والنقاش والنقد والتواصل يجب أن نفكر مرتين وثلاثة وعشرة قبل أن نكتب حرفًا، أو قبل أن نتكلم ونسجّل.

علينا أن نُحسن الظن،ونتخيّر الكلمات بدقة، ونحترم الأركان والقواعد أكثر.

عندما تتحطم في الاتصال أو الحوار أركان مثل الاحترام المتبادل وحسن اختيار الكلمات ورفض العصمة الفكرية، أو منطق الإملاء والغطرسة…يسقط المفهوم.

يقول الله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

فاضبط لسانك، وأصابعك على شاشة الهاتف النقال، أولوحة المفاتيح، واضبط فكرك للاحسان للناس، وإن لم تستطع اعترف، ثم تعلم، وتمرّن وتدرّب ولا تهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى