أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبو بكر يكتب – المستحمرون وبيع فلسطين!؟

بكر أبو بكر يكتب 19/5/2021

كلما انطلق الحديثُ حول هبّة فلسطينية مباركة كما بالقدس ومناطق التماس مع المستعمرات بالضفة اليوم، وكما في غزة الصامدة، أو أي جزء من فلسطين، أو كلما انطلق الحديث عن انتفاضة ومقاومة شعبية باسلة تستأثر بالاعلام التقليدي والالكتروني كلما ظهر ت مجموعة من الأراذل الساقطين في الأمة المنكوبة بهم لتكرّر نفس الاسطوانه المشروخة المفنّدة، والقائلة أنتم بعتم أرضكم، أنتم بعتم فلسطين؟

ورغم عديد الوثائق والدراسات الموثقة التي تعرضت  على مدار السنين لهذه الفِرية اليهودية، والاكذوبة الصهيونية وفنّدتها-لاسيما والإعلام الالكتروني الصهيوني ينشط في الأزمات ويختار خاليي العقول الكُثُر الذي لا هدف لهم إلا الاعجابات- وأوضحت بكل دقة وبالتفصيل أن الفلسطينيين والعرب في فلسطين قد حافظوا حتى النكبة عام 1948 م على ما يقارب 94% من مساحة فلسطين، رغم كل الاضطهاد، والقوانين الانجليزية الاستعمارية الجائرة لمصلحة اليهود-الذين لا علاقة لهم تاريخيًا ولا قانونيا ولادينيا ولا عِرقيا بالبلد- الذين تم جلبهم تخليصا لأوربا منهم الي فلسطين.

وفي ظل كل الوضوح بهذا الأمرأن العرب الفلسطينيين حافظوا على أرضهم ووطنهم رأس الرمح للامة العربية والإسلامية ضد الاحتلال، تعود لك مجموعة (صغيرة) من الأراذل المطبّعين الانعزاليين، مجموعة من المتخاذلين “الفيسبوكيين” المأسورين للإسرائيلي، المنفصلين عن امتهم للقول المكذوب أنتم بعتم أرضكم؟

في المقابل يتردد بين فترة وأخرى أسماء شخصيات وعائلات عربية للقول أنها هي من فرّطت بنسبة الواحد بالمائة المقدرة من ال6% الاجمالية من فلسطين، وهي النسبة (6%) التي تم الاستيلاء عليها صهيونيًا انجليزيًا حتى النكبة، وهذه محاولة كئيبة أخرى لحرف النقاش واتهام اخواننا العرب الكرام بإجماليهم أوعائلاتهم، بدلًا من تركيز الأمر على مقاومة الاحتلال باعتبار ذلك القضية المركزية.[1]

وباتجاه آخر يمكننا القول أيضا: أن قصة الأراضي تحت الاحتلال-أي احتلال- تخضع لقوانين الاحتلال الجائرة والتمييزية والعنصرية الإرهابية تمامًا كما حصل في الجزائرالبطلة، وفي جنوب افريقيا، وفي زيمبابوي (روديسيا سابقًا) والدول المتحررة الأخرى، بمعنى أن أي قوانين استعمارية حين استقلال الدول يتم مراجعتها ونقضها، بغض النظر عن حجم المتسرب من الأرض، وغالبا ما تكون الغلبة لأصحاب الحق أصحاب البلد الأصليين.

وللمفاجاة فإن العرب الفلسطينيين، ورغم كل الإرهاب والاحتلال الانجليزي المؤسس لدولة (اسرائيل) الأبارتهايدية ورغم مذابح العصابات الصهيونية الإرهابية ثم الكيان حاليا، مازالوا يحتفظون بوثائق ملكيتهم لغالب أراضينا في فلسطين.

لا تنفع الأراذل الساقطين والإنعزاليين والمتصهينين العرب كل اتهاماتهم التي يكبسلونها بغباء مدقع أوبحقد عجيب لم أفهمه إلا شعورًا بالنقص الذاتي، وحقدًا على الثوار وربما ردة فعل على رفاهة معيشتهم الغبية بلا دين أوهدف ولامعنى.

وردة فعل فارغ العقل أن ينساق مع عدوه! أي الاحتلال الصهيوني كما انساقت جموع كثيرة منبهرة (ربما حتى اليوم) وراء الاحتلال الانجليزي والفرنسي والاسباني-ولاحقًا الامريكي- وذلك فيما أسماه المفكر العربي الجزائري مالك بن نبي (القابلية للاستعمار)[2]، أو ما أسماه المفكرعلي شريعتي وإن بمفهوم آخر الاستحمار! [3]

يقول الكاتب العربي البحريني الحرّ هاني الفردان مستعيرا مصطلح شريعتي ومستعجبا ومتهكمًا وهازئا بالحمير الآدمية: (ربما يوصلنا هذا النوع من الاستحمار السياسي، إلى أثبات حقيقة غائبة عن عقل البشرية بأكملها، وهي أن قصة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ما هي إلا قصة مفبركة لشغل العالم العربي والإسلامي في صراع وهمي مع “إسرائيل”(؟!!) لإبعادهم عن التنمية والتطور والالتحاق بالركب العالمي المتقدم، ولسرقة خيراتهم ومواردهم.)[4]

أن تتسرب أراضٍ لبلد أثناء الاحتلال (استمر الاحتلال الانجليزي البشع بقوانينه التمييزية العنصرية على فلسطين 30 عامًا كبيسة) فهذا بالطبع وارد، فكل أمة (او شعب) فيها من الاراذل والضعفاء والمستسلمين ما قامت مجمل الأمة تطاردهم شِعرا وكلامًا ونصيحة، وعبر البندقية وتقضي عليهم وهو ما حصل.

وبالمجمل العام والنتيجة النهائية كانت الحفاظ البطولي على 94% من مساحة أرضنا العربية فلسطين حتى النكبة، ما شكل انتصارًا حقيقيًا، عوضًا عن أن الفعل القانوني لوكان مع الاستقلال وليس الاحتلال اللاحق أي الصهيوني لكانت الاوضاع مختلفة كليًا، عدا عن انتفاء الحق التاريخي لأحد غير العرب الفلسطينيين بفلسطين، عوضًا عن خرافات الحق الديني التوراتي.[5]  

إن ردة الفعل المستهجنة من أبعاض العرب[6] بإدانة الهبّات! والانتفاضات واتهام الفلسطينيين؟ واتهام الثورة الفلسطينية العملاقة أصبحت بسهولة التغريدة أو المنشورالتافه على “فيسبوك أوتويتر أوتكتك…الخ “، لا سيما وعدد من أنظمة الدول العربية قد سقطت في بئر الذيلية للرواية الصهيونية، ولأضيف وقعت في حبائل ذكاء نتنياهو الالكتروني وعصبته، ولأن هؤلاء الأبعاض على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها -وهم قلة لحسن حظ الأمة العظيمة بدونهم-على دين ملوكهم! فهم ملكيون أكثر من الملك من جهة وهم بالاتجاه الآخر ينفّسون عن خواء حياتهم وتفاهتها بطعن أي قضية إسلامية كانت أم مسيحية عربية أم عربية أم مبدئية. وهل تطلب من الإمعة[7] ممّن لا يملك مباديء أو قيمًا أن يعقِل؟

أن الخواء الروحي والاستعداد الدائم للاستحمار، وفقدان القيم الدينية التي هي لديهم كالعهن المنفوش وليست كالجبال الرواسخ، والانبهار بالغربي وفقدان البُعد العروبي الحضاري –البُعد الجامع الممتد من آلاف السنين حتى اليوم، وسيظل- أنتج أجيالًا عربية هشّة تتعامل مع الطعام والزينة الدنيوية باعتباره هدفًا بحد ذاته!

تجد اليوم أجيالًا عربية (بدعم سلاطينها) تتعامل مع مجرد امتلاك واستخدام التقانة الحديثة باعتبارها هدفًا ساميًا بحجم الكعبة والأقصى!

وبالتالي فإن خلو الرأس يعني خلو الفكر من الأهداف، وخلو الروح من القيم، ويأتيك من فقد الأمل بحياته ليركب على توتير أو يركب على فيسبوك فيشتم فلسطين، فيشتم أمته ونفسه دون أي يعي ذلك، أوبغباء، ولا رقابه له على لسانه الوسخ لا من دين ولا قيم ولا مباديء.

إن عذرت الأصوات الاتهامية النشاز قديمًا للجهل والأمية وضعف الاتصالات، فكيف تعذر نشاز اليوم الذين لا يستخدمون عقولهم أصلاً فلا يقرأون..لا يقرأون…لا يقرأون، ولا يصنعون، ولا يزرعون يعني… لا يساهمون في الحضارة الانسانية اليوم بشيء مفيد! وهم مجرد كائنات استهلاكية؟[8] إن هؤلاء عالة على البشرية ، وهم منعدمي القيم، والفكر، ولا دين لهم الا قشور المظاهر.  

قال الشهيد المفكر العربي الفلسطيني الفتحوي الكبير خالد الحسن: (العدو قومي وأداة مواجهته لا يمكن إلا وأن تكون قومية ولو في حدود الحد الأدنى).

وقال أيضا: (عندما تقطع الصلة مع الجماهير تنقطع الصلة فوراً مع القضية القومية، وستتحول الجماهير ولو مؤقتا عن القضية إلى الذات، فتصبح الغرائز هي اليقظة، وعندما تستيقظ الغرائز يصبح الاستهلاك هو محور التفكير.)[9]

بكل بساطة كانت فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية والاسلامية تاريخًا وجغرافيا وحضارة وثقافة واقتصاد ومصالح وعقيدة (ومازالت وستظل للأبد)، وحال غزو الجزء يهب الكلّ، وهو ما حصل من أشراف الأمة كلها، وأحرارها ودعني أقول حتى اليوم وحتى التحرير النهائي بإذن الله تعالى.

الحواشي:

 [1] لمراجعة دراستنا المعنونة: القضية الفلسطينية ونكبة فلسطين الصادرة عام 2020، ولمراجعة مقال د.محسن صالح المعنون: هل باع الفلسطينيون أرضهم؟ وتخلوا عنها لليهود؟!

 [2] (المفكر مالك بن نبي يخلص إلى أن مشكلتنا هي مشكلة أفكار، وأننا كعرب ومسلمين قد اعتدنا الاستعمار وتشربنا ذله، ففي بداية الاستعمار يكون العدو مستهجنًا، نحاربه بكل ما أوتينا من قوة، لكن مع مرور الوقت، نرضخ للمستعمر، ثم نولع به وبطريقة لباسه وأكله وشربه، نقلده في كل شيء دون مرجعية دينية أو ثقافية أو أخلاقية للحكم على هذه الأفعال، ولا نترك جحر ضب يسلكه إلا سلكناه خلفه، ثم نصل لمرحلة محاربة كل من يحاول تخطي الحدود التي رسمها لنا هذا المستعمر، فكل شيء خاطئ إلا الذي يشبه هذا الاحتلال الفكري، هذه هي القابلية للاستعمار)-عن الكاتب عيسى العيلة ومقاله: قابلية الاستحمار.

[3] أفرد علي شريعتي، المفكر الإيراني، كتابا أسماه النباهة والاستحمار، وخلاصته كما يورد عيسى العيلة: أن حكام العرب والمسلمين يستحمرون شعوبهم باسم الدين وذلك بتجهيل الشعوب ويستحمرونهم باسم العلم المزيف وذلك بشغلهم بسفاسف الأمور، وأننا بحاجة إلى نوعين من النباهة لحل هذه المعضلة، الأولى هي النباهة الإنسانية وهي أن تعرف قيمتك كإنسان والثانية هي النباهة الاجتماعية وهي أن تكون واعيًا بدورك في المجتمع، الكتاب يستحق القراءة، وأدعو الجميع لقراءته. وفي ذات السياق قد نتكلم عن الاستحمار السياسي.

[4]  هاني الفردان من مقال له في صحيفة الوسط البحرانية عام 2012. تحت عنوان الاستحمار السياسي.

[5]  عديد الكتب والمقالات والدراسات الهامة (لنا نحن مساهمة متواضعة بعنوان فلسطين وأساطير اليهود في القرآن الكريم) ردا على الأراذل الساقطين الذين يسقطون فكرة قبيلة بني إسرائيل القديمة المندثرين الهالكين تاريخيا على أنهم هم أولئك محتلي فلسطين اليوم!؟ وهو وهْم لا قيمة علمية آثارية له، لأن غالبية المحتلين لفلسطين اليوم هم من قوميات وشعوب وإثنيات عدة لا علاقة لها وراثيا أو جينيًا بقبيلة بني إسرءيل القديمة المندثرة، عوضًا عن أن الديانة أي ديانة وعلى رأسها اليهودية لا تورث حقًا. هو حق موهوم لا قيمة له أن الله أعطى أرضًا ما لهؤلاْ او اولئك-حاشا لله- وكأن الرب تاجر عقارات!؟ وكأنه ليس المقياس هو الايمان والكفر، ويتحجج هؤلاء بغباء فائق بفهمهم المنقوص لآيات القرآن الكريم حول القبيلة المندثرة القديمة دون الالتفات لعشرات الآيات الكريمة التي أدانت كل المسلكيات البشعة لتلك القبيلة المندثرة المنقرضة أصلا، كما إدانة كل الاقوام الكافرة الاخرى كل في زمانه المندثر (قوم لوط وقوم نوح وقوم صالح من ثمود، وعاد وقوم فرعون…الخ) ، ودون وعي أن الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم تعتبر ان الرسالة التوحيدية هي لكل البشر قاطبة، ولا يختص الرب أحدا بجنة أرضية أو سماوية دون غيره هكذا لأصل قبلي إثني قومي!؟ كل قصص القرآن الكريم للحكمة والعبرة، والفصل الديني بين البشر هو استادًا لإيمان الشخص ذاته فقط وفعله هو، وكل مسؤول عن نفسه لوحده، فلا شعب مختار ولا غيره من خرافات مازالت منتشرة في القرن21م. القصة في فلسطين هي قصة استعمار استيطاني إحلالي قام به الاستعمار البريطاني المجرم ثم مع الحركة الصهيونية ونقطة.

[6]  كل التحية للامة العربية البطلة بكافة شعوبها التي وقفت وقفة عز كما هي عادتها مع فلسطين-القضية المركزية ومع عقيدتها بالمسجد الأقصى، لا ينتفقص من هذه الامة بشعوبها بعض الأراذل المحتقرين لأنفسهم ودينهم وعقيدتهم وقوميتهم.

[7]  قال عليه السلام: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا» [رواه الترمذي وحسنه الألبانى] .

[8]   «البطنة تُذهِبُ الْفِطنَة»، و«القلب ينتحل الحكمة عند خلو البطن»، و«من قل طعامه، صح بدنه، وصفا قلبه»، و«لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء»، و«ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه»، و«إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة»، إنها أحاديث نبوية لم ينطق بها النبي عليه الصلاة والسلام عن الهوى (من مقال: طلال عبدالكريم العرب).

 [9]  من كتيب الشهيد خالد الحسن (أبوالسعيد) المعنون: من يحكم الآخر أميركا أم “إسرائيل” إصدارجديد لأكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية، اكاديمية فتح الفكرية عام2021، ص 61.

 [1] لمراجعة دراستنا المعنونة: القضية الفلسطينية ونكبة فلسطين الصادرة عام 2020، ولمراجعة مقال د.محسن صالح المعنون: هل باع الفلسطينيون أرضهم؟ وتخلوا عنها لليهود؟!

[2] (المفكر مالك بن نبي يخلص إلى أن مشكلتنا هي مشكلة أفكار، وأننا كعرب ومسلمين قد اعتدنا الاستعمار وتشربنا ذله، ففي بداية الاستعمار يكون العدو مستهجنًا، نحاربه بكل ما أوتينا من قوة، لكن مع مرور الوقت، نرضخ للمستعمر، ثم نولع به وبطريقة لباسه وأكله وشربه، نقلده في كل شيء دون مرجعية دينية أو ثقافية أو أخلاقية للحكم على هذه الأفعال، ولا نترك جحر ضب يسلكه إلا سلكناه خلفه، ثم نصل لمرحلة محاربة كل من يحاول تخطي الحدود التي رسمها لنا هذا المستعمر، فكل شيء خاطئ إلا الذي يشبه هذا الاحتلال الفكري، هذه هي القابلية للاستعمار)-عن الكاتب عيسى العيلة ومقاله: قابلية الاستحمار.

[3] أفرد علي شريعتي، المفكر الإيراني، كتابا أسماه النباهة والاستحمار، وخلاصته كما يورد عيسى العيلة: أن حكام العرب والمسلمين يستحمرون شعوبهم باسم الدين وذلك بتجهيل الشعوب ويستحمرونهم باسم العلم المزيف وذلك بشغلهم بسفاسف الأمور، وأننا بحاجة إلى نوعين من النباهة لحل هذه المعضلة، الأولى هي النباهة الإنسانية وهي أن تعرف قيمتك كإنسان والثانية هي النباهة الاجتماعية وهي أن تكون واعيًا بدورك في المجتمع، الكتاب يستحق القراءة، وأدعو الجميع لقراءته. وفي ذات السياق قد نتكلم عن الاستحمار السياسي.

[4]  هاني الفردان من مقال له في صحيفة الوسط البحرانية عام 2012. تحت عنوان الاستحمار السياسي.

[5]  عديد الكتب والمقالات والدراسات الهامة (لنا نحن مساهمة متواضعة بعنوان فلسطين وأساطير اليهود في القرآن الكريم) ردا على الأراذل الساقطين الذين يسقطون فكرة قبيلة بني إسرائيل القديمة المندثرين الهالكين تاريخيا على أنهم هم أولئك محتلي فلسطين اليوم!؟ وهو وهْم لا قيمة علمية آثارية له، لأن غالبية المحتلين لفلسطين اليوم هم من قوميات وشعوب وإثنيات عدة لا علاقة لها وراثيا أو جينيًا بقبيلة بني إسرءيل القديمة المندثرة، عوضًا عن أن الديانة أي ديانة وعلى رأسها اليهودية لا تورث حقًا. هو حق موهوم لا قيمة له أن الله أعطى أرضًا ما لهؤلاْ او اولئك-حاشا لله- وكأن الرب تاجر عقارات!؟ وكأنه ليس المقياس هو الايمان والكفر، ويتحجج هؤلاء بغباء فائق بفهمهم المنقوص لآيات القرآن الكريم حول القبيلة المندثرة القديمة دون الالتفات لعشرات الآيات الكريمة التي أدانت كل المسلكيات البشعة لتلك القبيلة المندثرة المنقرضة أصلا، كما إدانة كل الاقوام الكافرة الاخرى كل في زمانه المندثر (قوم لوط وقوم نوح وقوم صالح من ثمود، وعاد وقوم فرعون…الخ) ، ودون وعي أن الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم تعتبر ان الرسالة التوحيدية هي لكل البشر قاطبة، ولا يختص الرب أحدا بجنة أرضية أو سماوية دون غيره هكذا لأصل قبلي إثني قومي!؟ كل قصص القرآن الكريم للحكمة والعبرة، والفصل الديني بين البشر هو استادًا لإيمان الشخص ذاته فقط وفعله هو، وكل مسؤول عن نفسه لوحده، فلا شعب مختار ولا غيره من خرافات مازالت منتشرة في القرن21م. القصة في فلسطين هي قصة استعمار استيطاني إحلالي قام به الاستعمار البريطاني المجرم ثم مع الحركة الصهيونية ونقطة.

[6]  كل التحية للامة العربية البطلة بكافة شعوبها التي وقفت وقفة عز كما هي عادتها مع فلسطين-القضية المركزية ومع عقيدتها بالمسجد الأقصى، لا ينتفقص من هذه الامة بشعوبها بعض الأراذل المحتقرين لأنفسهم ودينهم وعقيدتهم وقوميتهم.

[7]  قال عليه السلام: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا» [رواه الترمذي وحسنه الألبانى] .

[8]   «البطنة تُذهِبُ الْفِطنَة»، و«القلب ينتحل الحكمة عند خلو البطن»، و«من قل طعامه، صح بدنه، وصفا قلبه»، و«لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلوب تموت كالزرع إذا كثر عليه الماء»، و«ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه»، و«إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن، ومورثة للسقم، ومكسلة عن العبادة»، إنها أحاديث نبوية لم ينطق بها النبي عليه الصلاة والسلام عن الهوى (من مقال: طلال عبدالكريم العرب).

[9]  من كتيب الشهيد خالد الحسن (أبوالسعيد) المعنون: من يحكم الآخر أميركا أم “إسرائيل” إصدارجديد لأكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية، اكاديمية فتح الفكرية عام2021، ص 61.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى