أقلام وأراء

بكر أبو بكر: ياسر بالساعات: رسالة الى شقيقي الأسير ياسر أبو بكر

بكر أبو بكر 10-4-2023م: ياسر بالساعات: رسالة الى شقيقي الأسير ياسر أبو بكر

هكذا كان حين تخرجه من جامعة النجاح.

 وهكذا أصبح بعد 22 عاما في الأسر، ومازال بالأسر.

أخي وشقيقي البطل المقدام ياسر أبوبكر.

سماه أبانا ياسر تيمنا بياسر والد عمار الصحابي الجليل.

وتيمنًا بالخالد فينا ياسر عرفات.

(وله/لنا أخ اسمه عمار أيضًا استشهد. في ذات العام مدافعًا عن فلسطين من ثغر جنين الباسلة وكان كعادته وأسلافه في مقدمة الركب).

ياسر مازال يقبغ في غياهب السجون الصهيونية. 

كان للفرح أقرب

 ثم أصبح منه على مسافة بعيدة. 

كان للعناق مبادرًا فأصبح لا يطيقه!

 لأنه سرعان ما سيفقده ويتحول لذكرى أليمة…

 قد لاتتكرر الا بعد سنوات. 

كان للنور أقرب في بريق عينيه وسواد شعره ومضاء عقله والمستقبل الذي يجمله بهيًا زكيًا نديًا بين جوانحه. 

 بعدد 22 عامًا في المعتقل.

 سقط الكثير، وتهاوت أحلام كثيرة.

 ومرّ عمر طويل بين انتظار زوجته الصابرة المجاهدة.

 وغضانة قلب ابنه الوحيد عاهد الذي لم يشهد ولادته

 وقد شب عن الطوق اليوم.

 بعد 22 عاما في الاعتقال

 لم يبقَ من الشعر الا القليل وانقرض الكثير 

وحال سواد ما تبقى منه الى البياض.

ورثنا الصلع الجميل والجليل عن أبينا الفدائي العظيم محمود أبوبكر.

لكن في ياسر بعيدًا هناك تغضن فيه الوجه

 وغارت فيه العيون البراقة

وربما يحتمل الأمراض في جسده

 وقطف السجان زهرة عمره. 

انها 22 عامًا، فليست رقما عاديًا أبدًا

إنها بحساب الساعات192,848 ساعة؟!

ساعات من النضال ضد السجان

 وساعات من التفكير والغضب والحيرة والقلق والتماسك والتهاوي ثم التماسك. 

ساعات من الحزن والدموع ومن الفرح المكتوم حين تمر أطياف جميلة من الذكرى، او بلقاء عيون الأخوة في الزنازين

 ساعات من التفجع والألم واستبدالها بالتأمل وقراءة القرآن، وبالصلاة والدعاء المستجاب قريبًا باذن الله

إنها ساعات من الراحة المقتطفة ما كان اليها سبيلًا من بطون الكتب الكثيرة والكتابة

 أنها ساعات من الرجاء أيضًا والحب لله سبحانه ولفلسطين القضية، ولحب الآخر والناس تستمطر فوق رأسه وكل أخوته بالمعتقلات شآبيب الرحمة والراحة.

 هل تخيلتم ما تفعله الجدران السوداء!

هل تخيلتم ما يفعله المحتل الغازي والسجان المستفز؟

ياسر رغم كل الألم الفظيع

 ياسر رغم جبروت الفجيعة ظل نموذجًا للقائد

 وظل نموذجًا للبطل

 ونموذجًا للصمود حتى تزلزلت الأرض من تحت أقدام الصهاينة.

ها هو يشمخ كما هو دومًا وهو على أعتاب أن يتحصل قريبًا على درجة الدكتوراة.

 الشاب الذي دخل المعتقل بعنفوان الشبيبة الطلابية التي قادها سنوات مازال يملك ذات العنفوان رغم التغيرات الجسدية

 عقل متقد وقلب مرهف، وقامة مستقيمة، وعمل لا ينضب.

 وامل بالله سبحانه وتعالى وثقة بفلسطين لا يرهبها ظلام السجن أبدًا.

هل يكون لنا من العمر القادم أن نلتقيك بيننا حرًا أبيَا؟

كل دعوات أمك الثمانينية الصابرة المتجلدة 

ودعوات أخوانك واخواتك وزوجتك وابنك.

 بل وكل أصدقائك الكثر.

 وكل الشعب العربي الفلسطيني تقول ما شيء على الله ببعيد.

وإن النصر لقريب. 

وأنتم للحرية أقرب.

وإنا لمنتصرون

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى