أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – هي فلسطين ونقطة 

بكر أبوبكر – 18/5/2021

في خضم العدوان الصهيوني ضد شعبنا في فلسطين منذ هبّة رمضان 1442 هجرية الحالية انتصارًا للشيخ جراح والقدس، وصولًا للعدوان وبشكله الفاشي التدميري في قطاع غزة المصابر مؤخرا تصمت كثير من الأقلام المأجورة، وإن تكلمت تطلّ علينا بشكل خفي وكأن للدم المراق ضريبة تجعل من هؤلاء يخرسون أو لايجمحون.

في خضم المعركة تتكاتف القلوب والدعوات لله بالنصر، مع السواعد السمراء بالميدان، مع الحناجرفي كل التظاهرات العارمة، ثم مع أصابع اليد (الجيش الالكتروني-كما رأينا باعتزاز) إذ كلما توحدت الكلمة كلما ناصرنا العالم، وتصبح الكلمة تليق بنا.

يعرف المناضلون أن ثمن الدم غالي، وأن قوافل المناضلين والأسرى والشهداء أصبحت قدر فلسطين منذ الهجمة الاستعمارية الغربية التي زرعت يهودها في قلب وطننا،وهم يهود اوربا وغيرها البعيدين آلاف الأميال عن بلادهم الأصلية.

في خضّم المعارك والمقاومة والمواجهات والشهداء يصبح التكاتف والوحدة كلمة السر التي تُرعب الأعداء كما ترعب المأجورين والانعزاليين، وهي فرصة ثمينة لمزيد من التقارب الفلسطيني الداخلي من جهة والعربي من جهة ثانية.

في يوم الغضب الفلسطيني الموحّد في فلسطين كلها، اليوم  18/5/2021وهو ما أسمي يوم اضراب الكرامةالذي دعت لهلجنة المتابعة العليا بداخل فلسطين (مجازًا داخل فلسطين 48)، ثم دعت له حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح، ودعت له كافة الفصائل،يجب المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية والميدانية والفضائية، ويجب أن تظهر جلية وحدوية الشعب بين كوادره وقيادته وجموعه فالهدف واحد، ولننبذ صوت الفرقة والشِقاق، والتحريض الداخلي المقيت.

الشبيبة العربية والفلسطينية وأحرار العالم في كل مكان،وهي الشبيبة الناهضة لأجل فلسطين العدل والحق،ظهرت قوتها خلال الأيام الماضية، وفي كل دول العالم التي أشعلها العرب الفلسطينيون رفضًا وغضبًا على المحتل، وانتصارا لغزة والقدس ونابلس ورفح والخليل ورام الله وحيفا واللد، أي لفلسطين.

لا. ليست التظاهرات ترفًا… مطلقًا، وليست نزهة وكفى. بل هي رسالة عظيمة بتراكمها تجعل الشعوب تفكر وتعي وتتساءل وتتضامن، فمن كان يتصور 80 مدينة في بريطانيا مع فلسطين، ومثلها في عديد دول العالم. 

لم يأتي هذا من فراغ وإنما بعمل دؤوب تعبوي اعلامي اجتماعي سياسي دبلوماسي ميداني إتصالي قادته شبيبة فلسطين واحرار الأمة، ورجالها ونساءها سفراؤها بكل مكان بالعالم، فهنيئا لفلسطين شبيبتها تجتاح العالم بكوفية الختيار وعلم الثورة العالمية.

(يظهر أمامنا نموذج اعلامي تعبويقوي وواضح مثل نموذج د.رائد الدبعي الذي منع كشبيبة حركة فتح أي قرار ضد فلسطين، وكان قرار الشبيبة الاشتراكية والمنظمات الشبيبية الاشتراكية الكبرى كلها بالعالم المؤيد لنا والمناهض بقوة للعدوان على غزة والشيخ جراح والقدس. وما كان من دور د.حسام زملط السفير القوي والمتميز في بريطانيا من نشاط محموم انتصارًا لفلسطين،ولا نريد ذكر أسماء أبطال المقاومة الالكترونية الذي جعلوا من الوسوم hashtags جعلوها رائجة trend فغيروا الكثير، وهناك العديد من أبطالنا في أوربا والولايات المتحدة وكندا ممن سنفرح بهم لاحقًا).

يجب أن نفهم أن الوقت وقت التكتيل ، وليس وقت العتب أوالانحدار لافتعال معارك جانبية من الشتم والمكايدة ماتريده منظومة الفتنة الصهيونية الالكترونية، فالإلهاء بالقضايا الثانوية أمام الخطر الأكبر حين شبوب النار في البيت انحراف تام.

ما يحدث من فاشية إسرائيلية لا يشكل عدوانًا علينا فقط، وإنما هو الى ذلك عدوان على البشرية جمعاء لأنه عدوان بشع على المباديء وقيم الحق والعدل الانسانيين، من أقدم وأشرس استعمار واحتلال إحلالي بالتاريخ الحديث.

إن هذا الأمر يهم كل إنسان في هذا العالم، الواسع بحجمه القريب بتواصله، لذلك رأينا التضامن الشعبي العربي والعالمي من كافة الفئات الشعبية من فلاحين وعمال و فنانين ومغنين وكتاب ومدونين وسياسيين…الخ.

ما يحدث من فاشية إسرائيلية لا يشكّل عدوانًا على غزة أو الخليل أو اللد أو حيفا أورام الله او خانيونس أوبئر السبع أو نابلس، وإنما هو عدوان متواصل-بأشكال مختلفة- على أرض فلسطين وشعب فلسطين مالك هذه البلاد منذ الأزل والى الأبد فلا نتوه اليوم مطلقًا بين الفصائل، وانما تجمعنا فلسطين.

هي فلسطين ونقطة لأنني لا أحبذ القول فلسطين التاريخية أو الانتدابية أو الجغرافية …الخ، ففلسطين هي فلسطين وكفى.

كي أردّ المتفذلكين خائبين فإن حل الاستقلال لدولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي (مصطلح اعلان الاستقلال عام 1988م) والقانوني والسياسي (بعد الاعتراف العالمي كعضو مراقب بالأمم المتحدة عام 2012) على حدود 1967م(ما أقره الكل الفلسطيني قاطبة، باستثناء حركة الجهاد) هو بالنسبة لنا نحن محطة،وهو مرحلة بالمسيرة،فتقوم دولة على “المتاح-مصطلح د.عبدالمجيد سويلم” من أرض فلسطين التي عليها كيانين سياسيين حتى الآن، وصولا للدولة الديمقراطية في فلسطين الكاملة أي في الجزء المتاح وغيرالمتاح.

إن فلسطين من المنظور التعبوي والعقدي، من المنظور الاستراتيجي طويل الأمد ومن منظور روايتنا العادلة التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا امامها هي فلسطين ال٢٧ألف كم٢ .

لذا في النقطة الأخيرة هذه،فإن فلسطين الأرض والجغرافيا والوطن والشعب هي فلسطين وكفى، ونحن دون حرق المراحل، الى هذا الهدف الأسمى سائرون. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى