أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – نافذة في نقد الذات : ذكاء واعتراف

بكر أبوبكر – 5/6/2021

الكاتب أ.د.محسن صالح القيادي في حركة حماس ورئيس مركز الزيتونة للدراسات في مقال له (18/5/2021) ناقدًا للقيادة الفلسطينية كعادته، يحتفي قائلاً: أن (حماس وقوى المقاومة هي التي جرَّت تيار التسوية وقاعدته الشعبية إلى مربع المقاومة وأنها فرضت عليهم أجندتها ولو إلى حين).  

ويذكر د.صالح أيضًا أن: (الغليان الذي شهدته القاعدة الفتحاوية وانضمام شبابها إلى الفاعليات الانتفاضية والمقاومة يشير إلى أن هذه القاعدة الوطنية “صوتت” للمقاومة وتجاوزت قيادتها المرتبكة المنعزلة…..).

ولست بوارد نقاش الدكتورمحسن برأيه الذي نحترمه، وقد نتفق معه في أجزاء منه ونختلف بأجزاء أخرى، ولكن ما ابتغيته هو اعترافه وإشارته الذكية والهامة هذه التي تدلل على الوعي بمعنى وفكر حركة فتح التي لا تموت.

“فتح” بيئة ثريّة وخصبة تصنع الأبطال من الشباب الثائر والمقاوم دومًا وأبدً -وقبل أي فصيل آخر بالحقيقة والتاريخ-، وهم الذين يعرفون الطريق دومًا، ويتقدمون على قيادتهم، ولا يهابون، وليس كتلك التهويمات لدى بعض قادة الفصائل الحزبية المنغلقة فكريًا أوالمتكلسة عمليًا.

ويعقب هذا المقال لمحسن صالح تصريح واعتراف واضح من د.موسى أبومرزوق القيادي في “حماس” إثر الهدنة في غزة، وبعد إضراب الكرامة الكبير بالضفة بأيام الذي دعته له وقادته حركة “فتح” بشبيبتها الفاعلة ميدانيًا والفصائل، بقوله عن فكر فتح الوحدوي الأصيل: (رأينا رجال حركة فتح الأبطال في رام الله وغيرها من المدن حين يعرف نفسه بأنه من فتح ثم يلقي التحية لمحمد الضيف أو يهتف للقسام….-قناة الجزيرة 21/5/2021).

وقال أبومرزوق أيضًا في مقابلة له على قناة العربي 22/5/2021:(خلال المعركة الأخيرة مع العدو الصهيوني توحدت فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني كله.)

هل لك أن تجد مثل هذا النفس الوطني الذكي؟

هل لك أن تجد مثل هذا النفس الوطني الذكي ذو الديمومة في غير حركة فتح؟

النفَس الوحدوي التجاوزي للخلافات والتجاوزي لعقل الفصائلية المنغلق، خاصة في الأزمات، هل تجده عند غير فتح، أو عند غير شبيبة فتح، وأبطالها، وبصيغة الديمومة؟!  

إنه نفس الخالد فينا ياسر عرفات (أبوعمار)، وصلاح خلف وماجد أبوشرار وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وجورج حبش….هوالنفس الناهض بوطنيته الجامعة وعروبته الحقة، فهل وجدته يومًا في غير بيئة حركة فتح، ومناخها العميق في وحدوية واحتضان ضمن عقلية البستان؟

دعني أتامل معك!

الحواشي:

نختلف معه كليًا وآخرين في فكرة حصرية المقاومة ضمن “حماس” ومن يدور في فلكها! (نفس منطق حصرية الإسلام بتنظيم بعينه…الخ) وطرد الآخرين من المسار، ما نفهمه عقلية تتعامل مع الجماعات الأخرى بشكل أيديولوجي مغلق ومصمت وليس بمنطق الحراكيات الداخلية سواء بالتحديد في فتح وفي حماس ما يعني حتما ضمن الحراكيات إمكانية التوافق.

2 في المقابل أنظر لما قاله محمود الزهار من قيادة حماس للأسف-على الجزيرة وفي تزوير للوقائع والتاريخ في 24/5/2021: (أبو مازن ومن قبله أبو عمار ركعوا لهم (؟!) وأعطوهم كل ما يمكن أن يعطى (؟!) من ما يسمى بالسلام والتعاون الأمني المقدس إلى غير ذلك، ولم يعطوهم شيئا واحدا بل إعتدوا على الأرض الفلسطينية ولن ينسحبوا من شبر واحد من فلسطين وإعتدوا على المقدسات.)

3 مما كان يكرره قادة حركة فتح أمثال صلاح خلف أبوإياد : دع ألف زهرة تتفتح في بستان الثورة. ومن المقدر أن الشعار مستفاد من الثورة الصينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى