أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – لماذا فشلت التنظيمات السياسية؟ (الديناصور المتلعثم)

 بقلم بكر أبوبكر 

لقد سقطت قيادات التنظيمات النضالية السياسية في أتون البذاءة والرطانة الكلامية، بلا معنى كما سقطت في بلاهة الذي لا يعرف ما يفعل، ولا يأبه لذلك! فأصبحت عاجزة كل العجز من حيث العمر، بمعنى أنهم توقفوا زمنيا بالتفكير عند مرحلة الستينيات أو الثمانينيات من القرن العشرين، وكفى!

أمراض الرطانة والتلعثم، والعقل المنتصر

أما من حيث المقدرة الجسدية ومن حيث المقدرة النفسية وتحمل الضغوط فحدّث عن قيادات اليوم ولا حرج، فهي عجزت عن الأخذ بيد قطار التنظيم والسير به للمحطة التالية، وكيف لها ذلك وهي أصلًا لم تزوّده بالوقود وما الوقود الا بناء العقل! وهي أصلًا تفترض بذاتها كمال العقل! وهي التي من جهالتها وحماقة تفكيرها فرّ منها إمام الحمقى والمغفلين المدعو هبنّقة.

تظهر اليوم علائم الشيخوخة العقلية بوضوح أكبر مما كنت قد تحدثت عنه في زمن مضى ما أزعج الكثيرين من القادة وسبّب لهم الكآبة، فإما ماتوا وإما مازالوا مكتئبين!

الشيخوخة الفكرية والعملية وهي ما نتحدث عنه في عديد قيادات الصدفة اليوم مثلت عجزًا مقيّدًا عن الفعل الخفيف! وليس الفعل التغييري أو الفعل التجاوزي أو الفعل الإبداعي. ولكنها والحق يقال ظلت كالببغاء قادرة على الترداد بلا ملل لكلام مُملّ.

ماكان العقل التغييري والعقل المنتصر وما كان الحسّ الرّسالي في القادة الحاليين كمن سبقوهم بتاتًا فلا مجال للتوهم! حيث حلّ مكانه العقل العفِن كل العفن، والعقل الساكن كأهل القبور! وهو الدماغ الذي يأمل رغم عفونته وسكونه بالتفاف الجموع الضخمة! حوله.

تراهم يجلسون على عتبة مكتبِه بوداعة الحملان ونفوسهم تمور غيظاً، يجلسون لمصلحة شخصية او استهلاكية أو آنية فلا خيل عند ذوي الأبواب المغلقة يهدونها ولاعقلُ، والى ذلك فالنُطق عندهم أسوأ من نُطق واصل بن عطاء أمير المتكلمين الذي كان تلعثمه بحرف الراء -ويا للعجب-مقدمة للفوز! بينما تلعثمهم هم مقدّمة للفخر بعجزهم، وعجيزتهم وقلّة حيلتهم.

الحشد الديناصوري لا التنظيم!

إن الفشل هو السمة الواضحة اليوم في مختلف التنظيمات النضالية السياسية، لا نستثني أحدًا من هذه الفصائل الكبيرة منها أو الصغيرة النووية، وكلما زاد حجمها بالحشد لا بالتنظيم المليء لتصبح كالديناصور حجما تناقص عقلها! كما هو حال دماغ الديناصور!

 ولكننا بالمقابل مازلنا نقرّر أن الخيط الرفيع الجامع بين أجزاء الشعب هو العمل المؤسسي المنظّم، والإطار أوالوعاء الجامع، لذا لا غنى عن التنظيم (المنظمة/الجماعة/المؤسسة) بتاتًا، وهو التنظيم الثوري الذي لا يكف عن النضال كما الحال مع سمك “التروت” قريب السلمون الذي يناضل ضد تيارات النهرالعالية ليعود من البحر الى موطنه الأصلي في المياه العذبة فيضع بيوضه ويستمر بالبقاء ويحقق النصر.

إن مَن يفترض القدرة على مقارعة المحتل الصهيوني الذي ذبح الأمة من الوريد الى الوريد منفردًا فهم واهم، ومن يظن أنه كعربي فلسطيني لوحده قادر على اجتياز سباق العدو(الركض) ضد الصهيونية العالمية، وتحالفها الأمريكي والانعزالي، فهو أيضا واهم، فلا بد من عقد ينتظم.

إن التنظيم السياسي آلية ربط ورباط وآلية سبق وثبات، وآلية بناء عقيدة وتضحية وإيمان لا يتزعزع بالنصر متى ما تفلّتت منه هذه المفاهيم تحوّل التنظيم الى ملعب كرة قدم كبير تدخله الجماهير لحضور مبارة ثم تتبعثر، فلا قيمة للجماهير خارج العرض أو الملعب، وما التنظيم السياسي النضالي بعرض رياضي أو سياسي مؤقت بينما هو فعل يومي دؤوب متناغم، مرتكز على قضية لا تموت على الأقل بالنسبة لنا نحن العرب الأحرار ونحن العرب الفلسطينيين.
 
للحديث بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى