أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – في العدوان على غزة ممنوع أن تقول أخ!

بكر أبوبكر *- 20/5/2021

للمرة الرابعة يقوم الاحتلال الإسرائيلي الفاشي بعملية تدمير مكثّف لقطاع غزة الصابر المصابر على روايته أن الاحتلال الصهيوني-وهو أعتى أشكال الإرهاب بالتاريخ هو من يقاوم الإرهاب!

ضمن نفس الخدعة التي يحاول تسويقها بالعالم فالاحتلال الإرهابي يدافع عن الأطفال الإسرائيليين! وفي المقابل يقتل ويقصف ويدمر ويبطشبالأغيار(غير اليهود)!

(توراتيًا حسب فتاوى الحاخامات وعلى رأسهم “اسحاق شابيرا” في كتابه توراة الملك يفتي بحق اليهودي قتل الآخرين، وعلى راسهم العرب ومنهم الاطفال، لأنهم ما خلقوا الا لخدمته فقط)

للصهيوني المسلح بطائراته ومدافعه وصواريخه حق الدفاع عن النفس! كما قال الإرهابي الامريكي المتواطيء، وسايره بوضوح بعض الانعزاليين العرب باتهام “حماس” بإشعال الحرب وكأن الفلسطينيين من يحتلون أراضي الغير! وليس الأغراب القادمين من البعيد هم المحتلين لفلسطيننا العربية!

معدل القتل هذه المرة كما قالت الاحصائيات الصهيونية مقارنة بين الفلسطينيين والعدوان 1:16 وهو معدل مهول أن يطلق على رأسك مثلا 16 صاروخًا، ولا تستطيع إلا أن تطلق رصاصة؟

حق الدفاع عن النفس مكفول للدولة الاستعمارية المحتلة! أما حق الدفاع عن النفس أو حتى حق الألم أو قول: أخ فهو مضاد للسامية! ومضاد لمشاعر الإنعزاليين العرب!؟وضد حقوق الانسان!

ليس لك أن تقول أخ في العدوان عام 2008 أو العدوان للعام 2012 أو العدوان عام 2014 وإن قلتها لربما هب لك الأخوة القادة العرب أو بعضهم للنجدة…آنذاك! ولكن اليوم ليس الامس!

ليس للفلسطيني في أي مكان اليوم أن يقول (أخ) قاصدا سلاطين أمته!

فلم يعد لكلمة أخ بمعنييها.

أأأأخ بمعنى التوجع والتألم والتفجع، وبمعنى طلب النجدة من الأخوة لامعنى لها اليوم!

فلا أخ ولا صديق (رسمي عربي) بل دعم للعدوان وحقه في الدفاع عن نفسه! واتهام مكافيء للفلسطيني أنه يجر المنطقة للحرب، حتى لو ألقى حجرًا؟ واتهام أنه يخدم العدو القبيح أي الإيراني؟ (أقرأوا تنظيرات كتاب الانعزال العربي في الصحف والفضائيات)

ليس لك أن تقول أخ طوال نضالك اليومي ضد المستعمرات بالضفة المناضلة، وعلى الحواجز وضد إرهاب المستوطنين المستعمرين المحتلين لأن أخ من مفردات الكلام الإرهابي المخالف لمعايير مجتمعهم كما يقول صانعو شركة فيسبوك الرأسمالية الغربية.

للمرة الرابعة على التوالي يتم شن عدوان صاروخي صهيوني غاشم على قطاع غزةالبطلة الجبارة بصبرها وتحملها وعضها على الجرح وبكبريائها، أي بقوتها التي هي سمة العربي الفلسطيني المرابط كما أراد له الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.

العدوان الحالي هو عدوان على شعبنا الصابر المصابر المكافح في غزة أساسًا هذه الأيام العصيبة، وهو عدوان على كل فلسطين كما بدا “بتداعي الأعضاء بالسهر والحمى” بين شقي البرتقالة، بل هو عدوان مباشر ضد ملايين الفلسطينيين بالخارج، وضد مناصرينا الأحرار أجمعين.

في المعادلات الإقليمية حولنا لا نكيل التهمة لنلقيها فقط على هذا الطرف أو ذاك، فكل الأطراف الإقليمية المتقاتلة على جسد الامة هي بالضرورة تدمر القضية الفلسطينية، فتدمر قوتها هي، وهي بالضرورة تتصارع لغرض التمدد أو الهيمنة أو الحفاظ على عروشها أو زعمائها فتستجيب بشكل مباشر أو غيرمباشر للاستدراج الصهيوامريكي، فيتقاتلون ولا يموت الا الفلسطيني ولا يموت الا الغزي، ولا يموت إلا الشرف والنخوة والكرامة فيهم.

ولم يكن عدوان اليوم أو العدوانات الثلاثة السابقة لتعني أن السنوات الفاصلة بين هذه العدوانات كانت تمر سلسة، وإنما يختلف فيها معدل القتل ومعدل الإرهاب ومعدل البطش الاحتلالي فيتوزع على كل مساحة الضفة الغربية وبعمى كامل من الأخالانعزالي… لا تقل أخ! وإلا أطلق عليك الرصاص، ولمن تقول أخ أصلا؟

تقول الكاتبة الفلسطينية الغزية هداية صالح شمعون في مقال لها تحت عنوان مالا تعرفونه عن حياة تحت القصف: (نحن لا نتعب من الموت نحن نتعب لأننا نلاحق الحياة نركض خلفها في كل شارع وفي كل زقاق، كلما حاصرنا القتل والإرهاب والتدمير كلما زرعنا بسمة أو وردة في وسط الركام لننشد الحياة).

في غزة الصامدة المرابطة المناضلة البطلة (كلاكيت رابع مرة كما الشرائط=الأفلام) يترقب العالم انتهاء العدوان البشع بإعطاء الفرصة الكاملة للإسرائيلي (الضحية والمظلوم!؟) لينفذ أقصى ما لديه من بطش وقتل ومجازر، فلعله هذه المرة يتخلص من رؤوس الإرهاب!

وما هذا السبب الحقيقي مطلقا،  فالمقاومة والثورة والهبّات والانتفاضات مستمرة يوميًا وبأشكال عدة في كل أرض فلسطين خاصة في القدس وحيث انغرست المستعمرات بين عظامنا بالضفة، وإنما السبب الحقيقي بغطرسة القوة وإرهاب الإرهاب هو قتل الأمل وقتل الحلم وتدمير هدف التحرير،وإماتة الروح العربية الفلسطينية المكافحة المجاهدة المقاومة…وبالتحديد في أطفالنا وشبابنا.

والسبب أيضا لغرض تدمير النخوة العربية الأصيلة في جوهر حضارتنا، وتدمير أي إحساس بالكرامةمما شاهده العالم من تخاذل فظيع لبعض أنظمة افترضنا أنها مازالت تحمل قيم النخوة والاخوة والكرامة والنجدة العربية الأصيلة فسقطت سقوطًا ذريعا وفاز الإرهابي الصهيوامريكي المحتل لفلسطين وقلب الامة “فوزًا عظيمًا”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى