أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – عندما يشتمون حركة فتح!

بكر أبوبكر – 25/3/2020

المسافة بين التقييم والنقد وبين الطعن والتشوية مسافة بعيدة، فلا يمكن النظر من فوق كتف الأحداث وفق معطيات اليوم والقيام بإسقاط النتائج على نوايا الأسباب قبل 50 عاما مثلا، وكأنها كانت تتقصد الوصول للنتيجة الحالية، ولا يمكن كبسلة الشعور بالغبن والكره والنفورالمتأخر استنادا لتجربة شخصية سابقةطالها التشويه والإيحاء، ثم سبغ كافة الأحداث بلون القتامة والسواد.

كتب الأخ الكاتب والمفكر صقر أبوفخر:”يعج كتاب “ستون عاما من الخداع” بملتقطاتٍ متنافرةٍ من هنا وهناك، وقد حشدها الكاتب في محاولةٍ للجرح بياسر عرفات. واستند كثيرًا إلى رواياتِ مَن يطنطنون بالإفك، واعتمد على حكايات طويلي اللسان ونبّاشي التهم والافتراءات. ويقول طه حسين في كتابه “الأيام” إن طول اللسان لا يمحو حقًا ولا يُثبت باطلاً.”

قام الاخ سليم النجاربالرد على الكاتب نزيه أبونضال في كتابه المعنون: مذكرات من أوراق ثورة مغدورة، بالقول”أنه مرسل من ثقافة الحقيقة وما ينطق عن الهوى” ثم أضاف “أنها صيغت بروح طفولية ساذجة تفصح عن اضطراب مّا“.

وحيث أن مذكرات أبونضال تمت من خلال لقاءات أجراها د.زياد منى معه، فإننا في هذه العُجالة سنتعرض لنقطتين في مقال د.منى عنه

*يذكر الكاتب نزيه أبونضال حادثة آلمته باعتباره مسيحي فأستغلها للتعميم -وقطعا لا نقبلها- حيث قام أحدهم بالإساءة للمسيحيين بشكل سفيه دون أن يعلم أنه مسيحي، إلا أن الكاتب تمادى ليعكس ما حصل معه على الجميع فيعمّمه! وطبعا هذا التعميم بلا قيمة علمية أو موضوعية له. فحادثة واحدة جرت مع الكاتب لا يمكن تعميمها على القيادة الفلسطينية،بالقول غير ذي الصلة وبلا أي مصدر او إحصائية  أن: “أعداد” “من قيادة وكوادر فتح الاولى” معادية للمسيحيين؟! كما لا يمكن تعميمها على العلاقة الوطيدة بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين عبر التاريخ وفي إطار الثورة.

وحساسية الكاتب لموقف أو مواقف حصلت معه من شخص ما موتور، لا تحتمل التعميم العشوائي المُسبغ على الثورة الفلسطينية وقيادتها وكوادرها كلها! ومن ثم تعميمها على أن هذا الكره بل “العداء الشديد” كما يسمّيه هو “ضدما له علاقة بالفكر القومي، أو له علاقة بأي دين آخر أو طائفة أخرى”!!؟ لا يأتي ذلك بالحقيقة الا من شخص يحمل أفكارا مسبقة معادية، ولديه أفكارمناهضة ضد تجربته في الثورة الفلسطينية وحركة فتح وضد قياداتها.

*خاضت حركة فتح حربا ضروسا لتثبيت القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والهوية الوطنية الفلسطينية في مقابل الاتهام الصهيوني لنا أننا عرب بلا انتماء لأرض فلسطين! بمعنى أنه يمكنهم التوزع على أراضي العرب دون خصوصية انتمائهم الأصيل لآلاف السنين لأرض فلسطين. فيأتيك –كما فعل الكاتب-من يفترض بنمو الوطنية الفلسطينية (القطرية مقابل الاقليمية) وبمعناها الثوري وليس الاقليمي ليجعلها معيبة ونقيصة!؟ وهي اليوم أثبتت صوابية تلك النظرة من جهة المواجهة للنظرة الصهيونية التبخيسية للفلسطينيين، ومن جهة تثبيت مبدأ عدم التدخل بالشؤون العربية ومنها بشؤون الشعوب الذين منهم الشعب الأردني الشقيق.

ما لم يعني عدم استيعاب الآلاف من العرب بكافة اديانهم وطوائفهم والكاتب منهم (فهو أردني مسيحي نحترم نضاله وإن اختلفنا بالنظرة معه للكثير)، بل والأجانب في صفوف الثورة الفلسطينية. ولكن ظلت فكرة (الهوية الوطنية الفلسطينية) في المحيط العربي الاسلامي مفتاحا ذهبيا في حرب الهوية والانتماء والرواية في مواجهة العدو الصهيوني وفي احترام التمايز الوطني مع شعوب امتنا العربية والحضارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى