أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – تفكرات رمضانية في قبيلة ”إسرءيل“ الغابرة

بكر أبوبكر – 27/4/2020

تفكرات_رمضانية1: في وعظ للناس وتذكرة لهم من قصص الامم الغابرة المنقرضة كقبيلة بني إسرءيل ، يخاطب الله سبحانه بالقرآن قبيلة بني اسرائيل (اسرءيل) القديمة البائدة المنقرضة في سورة البقرة بتذكيرها بنعمته عليهم (اذكروا نعمتي) و(اني فضلتكم على العالمين) (ولولا فضل الله ورحمته لكنتم من الخاسرين) ، ولكن رغم فضل الله عليهم باختيارهم دون غيرهم وبالتخصيص لهم -حينها اي في زمنهم المندثر والغابر فقط-لحمل رسالة التوحيد وتقوى الله والوفاء بالعهد، وبكثرة الانبياء بلا طائل وبالكتب…الخ، الا أنه حذرهم بذات السورة من كثير مما اقترفه بعض القبيلة مثل الكذب وعدم الوفاء و(ألا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا)، وبألا يكفروا والا يزوّرن الحق بالباطل، ومن الإفساد بالأرض، والا تقسو قلوبهم وغيره. ورغم كل ذلك وأكثر من التفضيل بحمل الرسالة وبالوصايا، ولكن لا فائدة بدأوا بالتسويف والجحود والمماطلة لاوامر الله بقصة البقرة والى ذلك بعد رفع الجبل=الطور عليهم ليؤمنوا الا انهم (قالوا سمعنا وعصينا)!.فكفر كثير من القبيلة. لذلك (ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق،ذلك بماعصوا وكانوا يعتدون) بل وكان من القبيلة المندثرة من (يسمعون كلام الله ثم يحرفونه) ومارسوا الخداع عيني عينك بلا حياء. ولمن سار على درب القبيلة المنقرضة ممن اتبعوا ديانة القبيلة اي الديانة اليهودية من قبائل العرب الاخرى مَن خاصم منهم الرسول بقوله انهم بالجنة ولن تمسهم النار الا (أياما معدودة)!رغم أن الجزاء فردي لكل شخص وهو على قدر العمل، لذا كذّبهم الله سبحانه (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون-البقرة) (وباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين)، وردّ عليهم الرسول على اكذوبة الأيام المعدودة لدخولهم النار حيث قالوا فقط يوما ثم دغري على الجنة؟! قائلا عليه السلام: ” كذبتم, بل أنتم فيها خالدون مخلدون، لا نلحقكم ولا نخلفكم فيها إن شاء الله أبدا “. والى ما سبق (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون). ببساطة أنتَ بعملك.

وفي فكرة ومعنى ان الله “فضلهم” لها أيضا وضوح بالسورة في الاية حين يقول:(والله يختص برحمته من يشاء والله ذوالفضل العظيم)، فالفضل اختصاص محدود لفئة بزمن محدد.

*كل ما ورد بين قوسين ( ) من آيات سورة البقرة تحديدًا.

#تفكرات_رمضانية 2:بقوله تعالى: “إنّ الذينَ يَكتمون ما أنـزل الله من الكتاب-البقرة “، حسب الطبري هم: أحبارَ اليهود الذين كتموا الناس أمرَ محمد صلى الله عليه وسلم ونبوّته، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة. وفي تكملة الآية ذاتها:(وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)) فهم -أي أحبار وكتبة التوراة-يحرّفون الكلام ويزوّرونه ويكتمون الحق، فكيف لنا أن نؤمن بخرافات التوراة وادعاءات أحقيتهم لجنسهم “السامي” المزعوم بأي أرض؟! أو بإدعاء أنهم فوق الناس؟! وكيف نقتنع بصحة التاريخ المكذوب المروي في التوراة الذي يخلط الحق بالباطل ويمتلئ بالأكاذيب التاريخية والتضخيمات والبشاعات والتحريفات؟! أولئك الكذابين في النار ولن يطهرهم الله من ذنوبهم (يزكيهم) ولن يكلمهم الله بما يحبون أبدا، هكذا التفسير. ونقول لكل من سار على دربهم اليوم من أتباع أي ديانة نفس المصير لأن كل فرد مسؤول عن عمله بشكل فردي أكان طالحاً أم صالحًا.

وعموما كانت الآيات واضحة بذكر السبب حين قالت في :(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) ومعنى ماأصبرهم على النار أي ما اجرأهم عليها او ما أجرأهم على العمل الذي يقربهم للنار، رغم انه بالتأكيد لا يصبرون عليها.

***تكتب إسرءيل هكذا إشارة للقبيلة المندثرة المذكورة بالقرآن الكريم، للتمييز عن المدعين الانتساب لهذه القبيلة من يهود الديانة محتلي بلادنا اليوم المتسمين إسرائيل أو إسرائيليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى