أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – القيادة الجماعية والعرب

بكر أبوبكر – 19/10/2020

حول القيادة عامة وحول الاستبداد نرجع لمؤلف أبوالسعيد حول الموضوع[1]، وما لنا هنا في كتابه المعنون: من يحكم الآخر إلا أن نناقش الإشارات الهامة لمفاهيم القيادة والقائد والموقع، ثم نختم بالمطلوب من الأمة.

يقول أبوالسعيد خالد الحسن أن القيادة تعبير شعبي، وأنها رضا وثقة بالأقوال والأفعال، وإنها تمثيل لمصالح الأمة.

 وأن القيادة شيء نراه بالقول والفعل، أما موقع القيادة أو مهمة أو مركز اومنصب الشخص على قمة الهرم المسمى موقع القيادة فهو بنص كلامه الهام (اختبار للصدق والقدوة)!

يقول نصًا: (إن القيادة هي تعبير شعبي عن الرضا والثقة بأقوال وأفعال المسؤول لما يتوفر في قوله وفعله من قدرة وصدق ووضوح والتزام وممارسة صادقة واضحة، تعبر في مجملها عن مصالح الأمة او الشعب، فينصبه الشعب قائدا من خلال تجاوبه مع أقواله وأفعاله وعدم التردد في العطاء لما يتطلبه القرار من عطاء .. عندها يصبح مَن في موقع القائد قائداً.)،وهذا هو الزعيم أو القائد الزعيم وليس القائد الذى يعتمد على أدوات سلطتة او القائد المستبد.

فمن يجلس على قمة الهرم الإداري/القيادي لأي مؤسسة أو تنظيم أو بلد ليس بقائد مطلقًا! بل هو في موقع القيادة، فإما أن يصنع موقعه بالأقوال والأفعال التي مقوّمها الرئيس الصدق مع النفس والناس، وإلا فهو جسد ميت ألقي على كرسي.

يقول ابوالسعيد: (وخلاصة القول، إن القائد لا يصنعه موقع أو قرار، وإنما يظهر عبر حركة متداخلة مع حركة الجماهير وآمالها ومواقفها .. فيصبح قائداً لأنه كذلك، وليس لأن قراراً منه أو من غيره صدر بتعيينه قائداً. )

موقع القيادة أي الجلوس على قمة هرم أي مؤسسة هو اختبار كما قال أبوالسعيد، وكثيرون من سقطوا بالاختبار وظنوا وفي ظنهم هنا كل الأثم أنهم قادة!

وما كان لهم بافتقادهم القدوة والمصداقية وشروط القيادة الأخرى إلا أن يدركوا بان ظنونهم ما هي الا حلم، أحبوا أن يعيشوه ولربما عاشوه حتى انفجر بهم الكرسي فلم يعودوا يمتلكون الصورة، وتم توديعهم بالأحذية.

يقول أبوالسعيد أننا نحتاج الى قيادة جماعية في الأمة العربية، وبالطبع في الثورة الفلسطينية، نحتاجها في عاملنا العربي وحاجتنا هذه تنظر وتتأمل أن يحصل التفهم الثنائي والجماعي بين أطراف الامة العربية (قيادات وشخصيات …) كلها لأن الفهم بحد ذاته والتفهم المشترك يجنبنا سوء الفهم.

 فيما يتجاذب العالم العربي عقليتنان كما قال أبوالسعيد الأولى: عقلية احتكار الصواب والعمل والقرار، وهي عقلية من يمتلك حق النقض الفيتوعلى الآخرين والثانية: عقلية التفاهم والاتفاق، وهذه الثانية هي التي يدعو لها، فلا تضامن عربي كما يقول مع وجود نقض “فيتو”، ومربط الفرس هو الاتفاق العربي ولو بالحد الأدنى.

نحتاج الى قيادة جماعية في عالمنا العربي، ولماذا يا أخ أبوالسعيد؟ ليقول بوضوح أن الحاجة تأتي لتحقيق عدة أهداف وأبرزها ثلاثة كالتالي:

تحقيق الفهم المشترك،

ووضع برنامج الحد الأدنى وهو ما يحصل من خلال الجامعة العربية على ضعفها،

وثالثا: الالتزام الوفي ببرنامج الحدالأدنى.

ونعود لنسأل: من أين لنا يا أخ أبوالسعيد بما أسميته (الالتزام الوفي ببرنامج الحد الادنى)! حينما قامت أذناب الانعزاليين العرب (عباقرة الفشل)[2] لتدعو وتمارس وتطبق إرادة المحتل فتجتبيه خليلًا، وتسلط سهامها على ذات القضية ثم أهلها، والى ذلك تركن الوفاء جانبا، وتنقض بشكل جلي ما أسميته برنامج الحد الادنى!

يؤكد الاخ أبوالسعيد على ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني لكنه يشدد رغم كل المصاعب وهول الأزمات والشدائد على (حتمية التنسيق الكامل مع القيادة العربية التضامنية الجماعية في الصراع حتى النصر على عدونا المشترك الصهيونية والاستعمار العالمي وبعدها .. لكل حادث حديث.)… ولكل حادث حديث.

الحواشي: 

[1] خالد الحسن، لكي لا تكون القيادة استبدادًا، من حصاد تجربتي، نشر عام 1995 أي بعد وفاته، وهو من فصول ودراسات قد نشرت للمؤلف سابقا، وقام بتنسيقها سعيد الحسن. وله كتاب هام جدا تحت عنوان: عبقرية الفشل الصادرلاول مرة عام 1986م.

[2] تنويها لكتاب أبوالسعيد المعنون: عبقرية الفشل الذي قال فيه ص15: (من غير المفهوم إطلاقا في ساحة العالم العربي تبلد الإحساس ووصوله الى درجة من الموات تظهر فيه اللطمات المتوالية التي تنهال عليه من واشنطن، ليس فقط في المجال الاقتصادي بل أيضا في المجال السياسي لحد وصل الى جلد الكرامة والسيادة وتهديد وجود هذه الأنظمة… )،مشيرا ص16 أيضا أنه (من غير المفهوم إطلاقًا حتى بمفهوم الضعيف، الصمت على العربدة الامريكية والإهانات الامريكية لحلفائها…).  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى