أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – العقل والغريزة والقضية

بكر أبوبكر – 14/10/2020

في حوار العقل والغريزة تنقلنا إشارات أبوالسعيد في كتابه من يحكم الآخر الى مستوى عقلي من المهم الانتباه له فإما ننظّم أمورنا ونعزّز قوتنا الداخلية بالتحكم بأنفسنا عبر العقل، أو فإننا متروكون لقوة الغرائز التي تفرض نفسها علينا وتسيطر.

ولماذا أرسل المبشرون والرسل والحكماء أصلا إن لم تكن رسالتهم لتنظيم الغرائز والرغبات وتنظيم (وفي سياق متشدد لقمع) الشهوات والرغبات والغرائز لتخدم الشخص والناس والمجتمع وليس لتسيطر عليه!

أبوالسعيد خالد الحسن يربط العقل بالقضية، ويربط الغريزة الاستهلاك، فالمجتمع والتنظيم والبلد الذي يمتلك قضية يقوده عقله، أما المجتمع الذي يتفلت من القضايا الجامعة فينهار لتصبح قضاياه مرتكزة على حاجاته الغريزية فقط.

يحذر أبوالسعيد القيادة من قطع الصلة مع الجماهير، لأنه بقطع الصلة هذه   قد يتجه المجتمع لغرائزه (الملذات الدنيوية، والجهوية والاقليمية والعائلية و….والاستهلاكية الغربية،الخ).

يقول إن (قطع القيادة صلتها مع الجماهير يقطعها عن القضية القومية) وبالتالي (تتحول الى الذات! وتصبح الغرائز هي اليقظة ويصبح الاستهلاك هو محور التفكير).

وفي ظل هذه الحالة التي تنقطع بها صلة الجماهير بقضيتها الأساسية لها أن تتجه لشؤونها الخاصة بعيدا عن القضية الجامعة وحينها يصبح السؤال الذي يطرحه أبوالسعيد بصيغة المستنكر غير مستكَر وهو (هل هناك إدراك حقيقي للخطر الصهيوني على الأمة العربية أولا؟) والآن نقول بملء الفم أنه نتيجة غياب العثل وتعملق الغرائز ونتيجة انقطاع الصلة بين القيادة العربية والقضية الجامعة والجماهير وتعملق الاستبداد ودفن الحريات لم يعد للشعب الا أن ينشغل باحتياجاته الخاصةأو غرائزه بعيدا عن قضيته المركزية نعم أصبح كما قلت يا أخ أبوالسعيد (الاستهلاك محور التفكير) وقامت الغرائز ونام العقل.

قال خالد الحسن (مجتمع بقضية، يقوده عقله في سبيل القضية وتصبح الغرائز تابعة لا قائدة.. لحركة الفرد والمجتمع).

مضيفا لما سبق: (أما إذا زالت أو تقلصت  القضية فإن الديناميكية المجتمعية الجماعية تتفتت، وينتهي الموقف النضالي الجماعي المنظم للشعب.. ويصبح الموقف الجماعي يعبر عنه بمجموع مواقف الأفراد التي تقودها الغرائز، وهي بالنهاية المتعة والاستهلاك ..وهذا واضح تماما في وضعنا الحالي.) هو يقول واضح تمامًا في وضعنا الحالي أي قبل 40 عامًا فكيف بالله عليك بوضعنا الحالي!.

يضيف لا فض فوه: (إن المجتمع الذي لا محورية فيه إلا المنفعة والاستهلاك، تنفصل فيه الفردية عن المواطنين فترتبك فيه العلاقة الجماعية والحركة الجماعية التي لا تقوم إلا بقضايا جماعية وطنية كانت أو قومية.)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى