أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – الطوق الشامل على الإسرائيليين

بكر أبوبكر -9/4/2020

لا يستطيع العربي عامة والعربي الفلسطيني خاصة أن ينفصل عن ذاته، و كما لا يستطيع أن ينفصل عن قضيته، وبالتالي لا ينفصل عن شعبه ومجتمعه.

ولذا ترى السياسة لديه مربوطة بكل مفاصل الحياة من الأكل والشرب والماء والكهرباء والهواء وحركة التنقل والصراع مع معيقات النمو الانساني ومعيقات الحياة الطبيعية لسبب جثوم آخر استعمار واحتلال في العالم على صدر فلسطين.

منذ عصر يوم 7/4/2020 يدخل الإسرائيليون في حالة الاغلاق الشامل لسبب جائحة “كورونا” حيث تقطيع أوصال المدن، ومنع التواصل الانساني، ومنع حركة السيارات فيما بينها، فيما يحظر الخروج لأي كان من البيت الا لمسافة محددة ولغرض واحد هو شراء الأغذية الأساسية.

في هذه الحالة المثيرة للنفس والقاسية التي يعاني منها الناس، لا يدرون متى تنتهي والي أين هم سائرون مع ما تعكسه هذه الحالة من أزمات نفسية شديدة، وحالات قلق واكتئاب يعيش الناس في ظل الاغلاق أو ما أصبح في زمن الفيروس التاجي “الكورونا هو الحجر المنزلي الالزامي.

أليس هذا بعينه -بل وأشد قسوة- هو ما يحصل للفلسطيني في بيته ووطنه لمدة 70 عامًا مضافا اليه مسلسل القتل المجاني، والانتهاكاتالمسجلة التي ثقلت بها خزائن الملفات في الأمم المتحدة، وهي اليومية-حتى في ظل كورونا- التي لا حصر لها من الاقتلاع وهدم البيوت والاعتقال والتعذيب والقصف للقرى والمدن، وانتهاب الأرض وسرقتها وتلويثها بالمستعمرين الارهابيين والمستعمرات.

هل يتحمل الإسرائيليون في فلسطين هذه الأيام الصعبة من الإغلاق (بالعبرية سيجر وهي من كلمة تسكير، سكّر العربية بمعنى إغلاق) ؟  وكيف لا يتحملون وهي لمصلحتهم وصحتهم! وفي المقابل كيف ترى العربي الفلسطيني الذي يتجاوز عنده عدد الاغلاقات الاحتلالية عدد أسابيع العام؟ إذ يخرج من إغلاق ليدخل في آخر ناهيك عن الحواجز التي لا تنتهي، ليعلم كليًا أن رقبته بيد الاحتلال؟

كيف للعالم الذي منه اليوم الإسرائيليون في فلسطيننا، كيف لهم ألا يدركوا معنى الحبس والقتل والانتهاك وسرقة الأرض وخلخلة واحتقار وتدمير الحياة الفلسطينية يوميا وبشكل دائم منذ 70 عاما؟ كيف لهم ألا يفهموا وهم اليوم في حالة إغلاق تام وتقطيع وابتعاد عن بعضهم البعض؟ وهي الحالة عينها –بل وأشد بالقطع-التي نعيشها يوميا فلم يختلف علينا شيئا!؟

إن فقدان الأحبة وعدم القدرة على دفنهم-كما تفعل القوات الصهيونية بشهدائنا- هو ما تعانيه عديد العائلات اليوم فيالعالم، ولعلها بهذه المرارة القاسية تشكل أمثولة بسيطة شاهدة على قساوة وعدم إنسانية هذه الظروف عامة. فما بالك إن كانت مثل هذا النموذج وهذه الحالة القاسيةتفرض ليس من باب الحفاظ على الصحة، ما يمكن تفهمه، وإنما من باب العقاب والعنصرية وعقلية الاستعمار الاحتلالي، فهل العالم بعد شعوره بقليل جدا مما نشعر به يوميا يثور وينتفض معنا ضد الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى