أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – أبونرجس يدخل الانتخابات بقوة!

بكر أبوبكر – 11/3/2021

عبدالرحمان مقاول مجتهد يعمل في قطاع البناء والخرسانة، وهو مقاول متميّز من حيث دقة المواعيد ونوعية الخرسانة (الباطون) التي يجلبها لزبائنه من شركات تصنيع الخرسانة، وهي المادة المعروفة المصنوعة من الصخور والرمال والماء في المزيج الفريد مع المادة اللاحمة أي الأسمنت.

ولأنعبدالرحمان الرمَال -نسبة للرمل وباعتباره أحد مكونات الخرسانة لُقّب به يتمتع بشخصية ذات مصداقية على المستوى الشعبي الاقتصادي والتجاري، فلقد وقع عليه الاختيار من قبل أكثر من قائمة انتخابية في فلسطين ومنها قائمة: متّحدون من أجل اللوز الأخضر، ليكون ضمن تركيبة القائمة المُزمع أن تترشح للانتخابات.

عبدالرحمانيُحبّ أن يكتب اسمه بالألف الممدودة في مفردة الرحمان، التي لا معنى لجعل الألف فيها مبتورة أو مخفية كما يردّد دومًا،إلا في كلمة بسم الله الرحمن الرحيم فقط لجمالية الشكل، لأنها أي الرحمان على نسق وتفعيلة نعسان وزعلان وفرحان وجحشان وقُربان وإنسان وهكذا، ما فهمه من صديق تونسي سبق وألتقاه في مؤتمر الخرسانة العالمي من أعوام.

عموما، عبدالرحمان الذي أحب عمله، وجعله ميسورًا،لا تخرجأحاديثهعن الإشارة لاسمهوإشكاليته الكتابية، وعن الحديث في المال، والحديث عن أنواع الخرسانة وأماكن تصنيعها ونوع الشاحنات الناقلة للمادة المستخدمة في البناء، هذا مع العلم أن هناك العديد من المواد الأخرى المستخدمة في البناء لكنه يصرّ على أن الخرسانة ولا غيرها هي المعنية بالبناء وغيره لا معنى له.

يكمل أحد أعضاء قائمة: متحدون من أجل اللوز الأخضر حديثه عن الرجل لرأس القائمة مضيفًا أنه: عندما سمع عبدالرحمان عن عمل العلماء على مواد بناء حيّة من البكتريا للتكاثر ضحك عاليا! رغم دقة الموضوع المطروح علميًا ونشره حيث يتمإنتاج مواد بناء حية، وذلك باستخدام البكتيريا الزرقاء التي يمكنها القيام بالبناء الضوئي من أجل معدنة دعامات الرمل والهلام.

وبناء عليه فإن الفكرة التي تراكبت في ذهنه هي أوحدية وشرطية البناء المرتبط بالخرسانة رغم أن الحجر والقش والخشب والطين وغيره قد كان سابقًا على هذه التقنية التي تستأثر بسوق البناء في العالم منذ اكثر من 100 عام.

ما يهمنا هنا -كما كان يكمل الشرح أحد أعضاء قائمة متحدون لرأس القائمة-أن الرجل لا يرغب لا من قريب أو بعيد أن يفقه الجديد أو ينظر للمستقبل، رغم مهنيته العالية واخلاقيته من حيث الانضباط والأمانة والوقت.

في رحاب منزلالسيد جميل البربري المتربع على ربوة في أحدى قرى فلسطين المحتلة دار الحوار مع عبدالرحمان في صالون البيت، بقصد ضمّه للقائمة، قائمة متحدون من أجل اللوز الأخضر.

البربري: أهلا بالأستاذ عبدالرحمان

عبدالرحمان: أهلا بك ومرحبًا، ولكني معلّم ولست أستاذًا

البربري: نعم أقصد معلّم. ويا معلم عبدالرحمان كما تعلم فإن الانتخابات تدقّ الأبواب

عبدالرحمان: أية أبواب!

البربري بابتسامة فاترة، وناظرًا للشخص الذي قدمه له: أقصد قد اقترب أوانالانتخابات!

عبدالرحمان: آه، نعم، صحيح قد اقترب.

البربري: ونحننسعى كما تعلم بالبحث عن الكفاءات الوطنية والاقتصادية لتكون في قائمتنا

عبدالرحمان بنظرات تعجّل: نعم، سمعت بذلك

البربري: وأنت كنت واحدًا ممن تم ترشيحهم لنا لخبرتك وأمانتك

عبدالرحمان-متفاخرًا ومندفعًا: وأيضا لإسمي اللامع الفاقع بالسوق

البربري مع قليل من الاستغراب: صحيح!

عبدالرحمان: تفضل

البربري: لذا، وبعد اطلاعك على برنامجنا الانتخابي المقترح

عبدالرحمان-مقاطعًا: لا والله، لم أطّلع على شيء، ماهذا؟

صرخ البربري على أحد مرافقيه: ألم تسلّموا المعلم عبدالرحمان الرمّال نسخة من مشروع برنامجنا الانتخابي؟

أجاب المرافق: بلى، سلمناه!

تدخل عبدالرحمان صائحًا بالرجل: لا، لم أستلم شيئا

المرافق موجهًا كلامه لعبدالرحمان: لقد سلمته لك بالامس يا معلّم، في موقع البناء…ألا تذكر؟

عبدالرحمان: بالأمس،نعم تذكرت،اعتقدت أنك سلمتني عروضا تجارية ما؟ فاستخدمنا الورق في الأكل.

البربري مستغربّا: في الأكل!

عبدالرحمان: افترشنا الأوراق تحت طلبية الأكل في الموقع عندنا

أشار البربري للمرافق أن يذهب، وأكمل حديثه : على كلّ يا أخ أبو نرجس لندخل بالموضوع، فلانريد أن نأخذ كثيرا من وقتك الثمين

عبدالرحمان أبونرجس ينظر لساعته: نعم، لندخل بالموضوع، لدي صبّة باطون.

البربري: نريدك أن تشرّف قائمتنا: متحدون من أجل اللوزالاخضر،وتكون عضوًا فيها

عبدالرحمان: نعم، سأشرّفكم، وكم ستعطونني؟

البربري ومازال العجب يلاحقه: نعطيك ماذا؟

عبدالرحمان: تدفعون لي!

البربري: تقصد ندفع لك مالًا!

عبدالرحمان: نعم، وهل تظن ابتعادي لأيام عن عملي التجاري مجاني؟

البربري متفاجئا: وكم ترى ذلك؟

عبدالرحمان الرمّال المصرّعلى حرف الألف في إسمه،كما إصراره على عراقة الخرسانة،أخرج جواله الأنيق، وبدأ يحسب على الحاسبة في الجهاز.

قال: سأتعطل عن عملي 67 يومًا.

البربري-لا يدري ماذا يفعل أو يتحدث! فقال: طيب.

عبدالرحمان: ويوميتي كمعلم باطون هي 500 شيقل، فيصبح الاجمالي هو 33500 شيقل أتسلمها نقدي ومقدمًا.

البربري باسمًا: سيتم تعويضك حين النجاح للقائمة يا معلم أبونرجس!

عبدالرحمان بغضب: هذا لا يقنعني، فالنقدي فقط هو ما أفهمه بعملي.

البربري ساخطًا، ولكن كاتمًا غيظه: كنا معتمدين أن تضع معنا كتف؟

عبدالرحمان يحكّشعر رأسه!

البربري: يعني تتساهل معنا قليلًا، وتكون داعمًا ماليًا للقائمة، وعندما ننجح يكون لنا شأن آخر.

عبدالرحمان أبونرجس:………..

البربري: لنتجاوز هذه النقطة المالية مؤقتًا، ونتكلم عن ترتيبك بالقائمة

عبدالرحمان لا ينفك ينظر في ساعته: نعم، تفضل بسرعة.

البربري: كيف ترى ترتيبك؟ وأنت تعلم أن في القائمة مجموعة من القيادات: السياسية والثقافية والاقتصادية، ونحن سنضع الشباب والمرأة أيضا بمواقع متقدمة

عبدالرحمان: كل هؤلاء قبلي يعني؟!ياسلام! فهل سيكون رقميفوق الخمسة الأوائلهؤلاء؟

البربري: لا، وأنت الصادق أكثر يا معلم أبونرجس.

عبدالرحمان: أوف! ماذا؟ أتقصد فوق العشرة الأوائل؟

البربري: القصة مش ترتيب فقط، نحن نتفق على برنامج لخدمة الوطن ولخدمة الناس

عبدالرحمان مندفعًا: دع عنك هذا الكلام، وقل لي ما ترتيبي بالقائمة؟ فأنت من فتح الموضوع، ولا تضيّع وقتي..

البربري متضايقًا: نقترح أن تكون رقم 27 وباذن الله وهمة الشباب قد نتحصل على 30 مقعدًا

عبدالرحمان واقفًا بغضب: يا الله، خليني بالخرسانة (الباطونحسن.

البربري محاولًا ألا ينفجر: كما قلت لك، نحن نُنجح برنامج وطني،وبأسماء نظيفة مثلك

عبدالرحمان بخشونة: قائمة الكوكب المتجدّد عرضت على مبلغ أكبر، وموقع الثالث فيها؟

البربري: معقول قائمة الكوكب المتجدد فعلت ذلك؟

عبدالرحمان وهو يهم بالخروج: نعم، والله، ولماذا سأكذب عليك؟.

البربري:صادق، لكن الموقع الثالث لسيدة؟

عبدالرحمان واقفًا يصرخ: ماذا تقول؟ لإمرأة! يعني ضحكوا عليّ؟! معقول؟

البربري وقد فقد الأمل بالرجل، ولكن: هل لنا من لقاء آخر يا معلم أبونرجس؟

عبدالرحمان الرمّال(أبونرجس) وقد أصبحت أقدامه أبعد من صوته: خلّيني (دعني)أراجع قائمة الكوكب المتجدد أولًا، وأعود لكم!أوقد لا أعود.

بعد خروج أبونرجس مسرعًا، قال جميل البربري لأحد مساعديه: إن كان كلّ من ستأتي بهم لتشكيل القائمة معنا على هذه الشاكلة، فلا حول ولا قوة الا بالله، والعوض بسلامتكم على اللوز الأخضر، واللوزالمقشّرأيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى