أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – هل تسعى قيادة قسد لتكون جزء من أعداء الامة العربية؟ ألا تدري أن أكراد سوريا اختاروا أن يكونوا من أبناء سوريا ومتساوين مع اخوتهم العرب ؟

بسام ابو شريف *- 3/8/2020

وقعت قيادة قسد فيما نصبه لها من شباك معسكر واشنطن وتل ابيب وتركيا ، فقد ارتكبت القيادة التي تخضع لأوامر واشنطن على ارتكاب جريمة نكراء ضد الشعب العربي السوري الذي احتضنهم وحماهم وخاواهم بعيدا عن الارهاب التركي السابق واللاحق ، اذ أذعنت لأوامر التحالف الاميركي الصهيوني ، ووقعت دون أن يكون ذلك من حقها عقدا مع شركة اسمها اميركي لكن أصحابها صهاينة لاستغلال حقول النفط والغاز السورية لمدة 25 عاما .

لن نتناول هنا هذا العقد ومدته والى ماذا سيتحول ، لكننا نريد أن نخاطب اخوتنا الأكراد في شمال شرق سوريا : أهذا ماتريدون ؟

هل اخترتم أن تكونوا في جبهة المعتدين على سوريا وشعبها وجيشها ؟؟

هل أصبحتم معادين لتحرير فلسطين والجولان ، وكان منكم صلاح الدين ؟

لا أعتقد أن هذا مايريده أكراد سوريا ، بل هو ما يريده عدد من قيادات قسد الذين باعوا أنفسهم لاسرائيل ولواشنطن ، ان الحريصين على سلامة وأمن الشعب الكردي هم الذين يساوونه بأنفسهم حقوقا وواجبات ، ولايتلاعبون بمصيره أو بأرواح شبابه ، لكن كم من قيادة ذبحت شبابا بالآلاف لرضوخها لمخططات الامبريالية والصهيونية ، انظروا ماذا يفعل اردوغان الآن انه يفرض بالقوة على التنظيمات المأجورة لواشنطن والرياض وقطر أن تجند أطفال سوريا ليقتلوا في ليبيا ، وما صمته على جبهاتكم الا لأنه اتفق مع ترامب على نهب حصة من النفط والغاز السوريين اللذين سيستخرجان من الحقول بناء على اتفاقية وقعتموها أنتم ياقيادة قسد .

لن يطول الوقت قبل تحرير الأرض العربية السورية ، ولذلك نقول لاخوتنا ان الوقت قصير ومن واجبهم اعلان موقفهم من خيانة بعض قادة قسد ، واعلان رفضهم استخدام الأكراد أداة لنهب الثروات العربية السورية ، قد يظن بعض قادة قسد ان واشنطن باقية بقواتها طويلا على الأرض السورية ، لكنهم بهذا يقعون في وهم كبير وقد يسببوا للشعب الكردي مآس بسبب عمالتهم لاميركا واسرائيل والرياض ، الوقت لن يطول قبل طرد القوات الاميركية وسوف تطرد كما طردت من لبنان من قبل ، وكما طردت من ليبيا بعد عام 1967 ، ولن يحمي الشعب الكردي السوري الا سوريا وجيشها العربي ، وسيهرب العملاء من قيادة قسد مع القوات الاميركية .

لقد أدرك عبدالله اوغلان مايخطط للمنطقة ، وكيفية تخطيط واشنطن وتل ابيب لاستخدام الأكراد أداة لمؤامراتهم وعدوانهم ، ولذلك تبقيه تركيا في السجن حتى لايخرج ليصحح الجرائم التي يرتكبها قادة قسد ، الأمور أصبحت واضحة دون لبس :

يستطيع الجميع أن يكونوا متأكدين من أن قيادة قسد قد سقطت في أحضان بنيامين نتنياهو والقيادة الصهيونية ، ذلك أن توقيع العقد لربع قرن هو توقيع غير قانوني وغير شرعي ، فهذه المناطق تعود للشعب السوري الممثل بحكومته التي تدير وترعى شؤون كل مكونات الشعب السوري ، ولا يجوز لمكون أن يتصرف بالأملاك العامة أو المال العام ، فهذا أمر ( حتى بحساب الحكم الذاتي ) ، مركزي وليس فرعيا تماما كما هي شؤون الدفاع عن سيادة الدولة وأراضي سوريا، ومياهها وأجواءها وثرواتها الطبيعية ، فاذا نظرنا لما ارتكبته قيادة قسد نجد أنها ارتكبت جريمة كبيرة ضد الشعب السوري ، وضد سوريا وسيادتها باقدامها على توقيع عقد مع العدو لنهب ثروات البلد – وكما قلنا حتى لو أخذنا نظريا ما تدعو اليه قسد ، وهو الحكم الاداري الذاتي ، ومن هذا المنطلق هنالك جريمة ارتكبتها قيادة قسد.

الحكومة السورية، والجيش العربي السوري كانا حتى الامس يتعاملان مع قسد كمكون من مكونات الشعب السوري، لكن الآن وضعت قسد نفسها في جبهة الأعداء ، ولا نتوقع ان يستمر تعامل الحكومة السورية معها بنفس الطريقة، الجريمة التي ارتكبتها قسد موجهة ضد الأكراد بمقدار ما هي موجهة ضد الشعب السوري، ولن يقبل الأكراد أن يتحولوا الى أداة بيد واشنطن وتل ابيب والرياض وانقرة لضرب وحدة الشعب السوري، ووحدة أراضي سوريا وسيادة الشعب العربي السوري على أرضه ومياهه وثرواته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى