أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – ننتظر من روسيا الرد على كوشنر تفوق أسلحة الهجوم الاسرائيلية سيواجه بتفوق أسلحة الدفاع السورية

بسام ابو شريف *- 2/9/2020

ما صرح به كوشنر حول الحفاظ على التفوق الاسرائيلي له تفسير متعدد الأوجه، فهو يريد أن يؤكد لكل المطبعين وغير المطبعين أنه مهما وقعت من اتفاقيات بين الدول العربية واسرائيل تحت عنوان السلام، فسوف تحافظ واشنطن على التزامها بتزويد اسرائيل بأسلحة تضمن تفوقها على كل دول الشرق الأوسط، وهذا يعني التزام واشنطن بتركيب اسرائيل على الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وصاحبة القرار: خاصة فيما يتصل بالحرب والسلم .

من ناحية اخرى أراد كوشنر أن يقول لاسرائيل ان بيع ف 35، للامارات لايعني أنها فقدت التفوق، وذكر كلمة التكنولوجيا، وهذا يعني الأجهزة التي تحملها طائرة ف 35، وهذه الأجهزة يمكن أن تزيد من قدر الطائرة، أو تحقيق ما تحمله من أجهزة سيقلل من قدراتها والوجه الآخر لهذا التصريح موجه للامارات، ويتضمن وعدا ببيعها طائرات ف 35، وكأن هذه الطائرة هي “القدس”.

ويمكن أن نفصل في معاني وقاحة كوشنر، الذي كان يتصرف “كأم العروس”، فلقد نجح في مهمته المركزية المناطة به من قبل المحفل الصهيوني “روتشيلد”، اذ يعتبر ركوع الامارات لاسرائيل، وتسلم اسرائيل قاعدة عسكرية في سوقطرة خرقا لامثيل له للمنطقة وموقعا هجوميا متقدما على ايران، اليمن بالنسبة لكوشنر هي الهدف الهام للايقاع بالامارات في فخ الصهيونية، فالسلام الذي وصفه نتنياهو بأنه سلام القوي لن يكون أفضل من وعود اسرائيل عندما وقعت اتفاقية سلام مع الفلسطينيين .

نريد هنا أن نؤكد على بند أساسي واحد هو : اذا كانت الولايات المتحدة تتعهد بتزويد اسرائيل بأكثر الأسلحة الهجومية تقدما في التدمير والفتك بالبشر، فلا بد أن يكون مطلب محور المقاومة هو الحصول على أكثر الأسلحة الدفاعية تقدما وقدرة على التصدي لأسلحة التدمير والفتك الاميركية الاسرائيلية، ولابد أن تكون الصراحة منطلقا لأي حديث مع حلفاء معسكر المقاومة، وهنا نتحدث عن روسيا والصين لماذا تترك سوريا بأسلحة من طراز أدنى بكثير مما تتطلبه مواجهة صواريخ العدوان الهجومية الاسرائيلية .

قد يفهم البعض ( وأنا لايمكن أن أفهمه الا على حقيقته )، أن هنالك اتفاق منذ قيام دولة اسرائيل بين الشرق والغرب ” الاتحاد السوفيتي واميركا “، على عدم تزويد الدول العربية بأسلحة تهدد أمن اسرائيل، أو تقلل من تفوقها على كل الدول العربية، لكن الوضع اختلف الآن، فروسيا تعتبر وجودها في سوريا جزء من استراتيجيتها الدولية، فلماذا لاتزود سوريا بأنظمة دفاعية قادرة على صد أسلحة العدوان المتفوقة ؟؟

الى متى تبقي موسكو ما اتفق عليه قبل 72 سنة قائما خاصة، وقد تبين أن سرائيل دولة معتدية توسعية مجرمة ؟؟

أعتقد أن تطلع الصين الى الانفتاح على العالم من البوابة الاقتصادية، هو جزء من الحرب ضد الامبرياليين وضد عدوانية الولايات المتحدة وحلفائها ” اسرائيل على رأسهم “، وهذا يجعل من أولويات العمل السياسي لدول محور المقاومة اجراء اتصالات مع الصين لهذا الغرض، أما روسيا فلاشك أن ما قاله كوشنر يحررها من أي كلام سابق، وفوق هذا ان المطلوب ليس أسلحة هجومية بل تطبيق المعادلة التالية : –

تعهد واشنطن بالحفاظ على تفوق اسرائيل بالأسلحة الهجومية ” عدوان “، يجب أن يواجهه تعهد روسي بتزويد سوريا بأكثر الأسلحة الدفاعية تقدما، والموضوع هذا يتصل باستراتيجية موسكو العالمية، ونجاح ترامب مرة اخرى ” كما أتوقع “، سوف يحرر ترامب من كل الضوابط لتوتير وتعكير السلام العالمي، وذلك بالتصعيد ضد الصين وروسيا .

تفوق أسلحة اسرائيل الهجومية يقابله تفوق سوريا بأسلحة دفاعية متفوقة …. تفوق اسرائيل في الهجوم يواجه بتفوق سوريا في الدفاع .

وكم من دفاع جيد أفشل هجوما كبيرا .

* كاتب وسياسي فلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى