أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – ما الذي سيسود في عهد الكورونا الشرق الأوسط سيشتعل!

بسام ابو شريف 18/4/2020

مما نشر من الأبحاث والتحليل والتبحير ، لن يكون هنالك مرحلة يمكن أن نطلق عليها ” مابعد الكورونا ” ، فالكورونا باقية لكن يمكن أن يبقيها الانسان في وضعها ” غير المفترس ” ، اذا لم يستفزها كما استفزها في بداية هجومها .

لقد أدى هذا الهجوم ” المستفز ” ، الى اصابة مليوني انسان ومقتل عشرات الآلاف ( بعضهم قتل عمدا على يد الانسان ) ، كما حصل في منازل كبار السن في شمال ايطاليا ، وانصياع البشر لاجراءات تخفف من استفزاز الكورونا خفف من أعداد الضحايا ، لكن الكورونا سيبقى في جسم الانسان كما هي الفيروسات الاخرى لاحياة لها لكنها كتل قد تتحول الى عدوانية ومفترسة تحت ظروف معينة ، وتفرض الحالة الراهنة اسئلة هامة لم يتطرق الباحثون لها .

مثلا : هل للتلوث وانبعاث ثاني اكسيد الكربون من المصانع وغيرها دور في استفزاز الكورونا ، وقد يكون لاستمرار انبعاث ثاني اكسيد الكربون آثار مدمرة ( أو أكثر تدميرا ) ، اذا استمر دون حسيب أو رقيب .

ترامب هدد السلام العالمي والبشرية بخيانته لتعهد الولايات المتحدة في اتفاق باريس لخفض الانبعاث الحراري تماما كما أوصل العالم الى حافة الحرب المدمرة ” ومازال ” ، بانسحابه وخيانته لتعهد الولايات المتحدة بالاتفاق النووي الايراني ، ومازال يهدد الأمن والسلام العالميين الجيش الاميركي الذي يستمر حتى اللحظة بارسال تعزيزاته وحشوده لسوريا والعراق مع أن الكورونا غزت معسكرات وحاملات الطائرات والقوات الجوية الاميركية .

ارسال المزيد من العسكر هو ارسال المزيد من الكورونا اذ أن التعزيزات سوف تصيب المعسكرات والقواعد الضخمة ، وهذا يعني : –

السعودية اولا – قطر – البحرين – الكويت – عمان – العراق وسوريا ، وبطبيعة الحال اليمن بشقيه الشمالي والجنوبي ، وهذا لايستثني الاردن الذي اضطر لعزل اربد وسبب الانتشار هناك ” العرس الذي جرى الحديث عنه ” ، لكن تتبع الأمن والتحقيق سوف يثبت أن معسكرات التدريب وغيرالتدريب الاميركية هي سبب انتشار الكورونا في شمال الاردن والرمثا والتنف ، وعلى الحكومة الاردنية أن تتأكد من هذه المعسكرات ومخيمات اللاجئين الخاضعة للنفوذ الاميركي ، لقد أبلت الحكومة الاردنية بلاء حسنا جدا في ادارتها للأزمة ومحاصرة الكورونا وتعاون الشعب معها كان مثاليا ، لكن الثغرة تبقى معسكرات القوات الأجنبية والدورات التدريبية والمخيمات التي تقع تحت نفوذ اميركا ، يكفي أن يصاب عسكري اميركي واحد يعود للمعسكر من زيارة تسوق حتى يعدي كل المعسكر، أو أن ينقل الفيروس لأقرب مدينة أو بلدة.

من هذا نقول ان العهد سيستمر … عهد الكورونا وما ولده من آثار اقتصادية ، وأزمات عمل وازدياد الفقر والجوع في دول كثيرة ، ستكشف الكورونا السرقة واللصوصية التي تمارسها الدول القوية على الشعوب الغنية بثرواتها المنهوبة .

واصابت الكورونا عصب الرأسمالية المستغلة مما ساهم في استنزاف ما كنزته هذه الدول من أموال الشعوب المنهوبة ، لكن النتيجة الواضحة القادمة ستكون حرب الجوع والفقر في دول العالم الثالث التي يملك بعضها ثروات هائلة تنهب بعيدا عن مصالح الشعب وأمنه الصحي والغذائي والتعليمي .

( سيشهد الشرق الأوسط انتفاضات للفقراء وللجياع ضد الحكومات التي رهنت بلادها للاستعماريين ، وسمحت بنهب  أموال الأمة ) وسوف يسود عالمنا العربي فوضى دموية ، وسقوط أنظمة ومقتل قيادات ” وربما سحلهم في الشوارع كما جرى في العراق ، لكن المرشح الأول لثورة وانتفاضات تحرق الأخضر قبل اليابس ، هو الأكثر فقرا والأنظمة الأكثر فاشية وظلما للشعب …. مصر مؤهلة لانقلاب شعبي كبير ، وقد تتحول شوارع القاهرة أو مدن اخرى لميادين اشتباكات ، فالجوع كافر وقد تكون مدن ودول اخرى مرشحة ايضا لمثل هذه الأوضاع ، لكن مواجهة موت كورونا سوف يعطي مناعة لشعوب الدول المنهوبة وذات الأنظمة المنصاعة حتى تقاوم وتمنع عمليات النهب لأن المال المنهوب ، هو خبزها وصحتها وتعليمها وتقدمها ونموها .

مع انخفاض خطر الكورونا وتحوله الى فيروس كامن غير مستقر سوف تتزامن مع ثورة لمنع استفزاز الكورونا ، وهذا لن يأتي الا بتحكم الشعوب بثرواتها واجتثاث الفساد والفاسدين الذين خلقتهم كطبيعة حاكمة الدوائر الاستعمارية …. لبنان على سبيل المثال قد يكون مرشحا اذ لن يصبر الشعب اللبناني على حاكم مصرف لبنان الذي يتلقى أوامر من أعداء لبنان ، ولاعلى أصحاب المصارف وشركائهم من الصيارفة كي يستمروا في نهب أموال المودعين ،ودعم الناهبين والمهربين .

والعراق مرشح مهم وجبهة الأعداء فيه واضحة ، اذا بدا الان على جماهير أمتنا ضعفا وانتقادا عن الفعل فهذ لايعني مطلقا ان شرارة قد لا تشعل السهل .

حضروا أنفسكم لنيران تأكل كل من ينهب الشعوب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى