أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – لعبة الحرب : في الاستراتيجبة والتكتيك من يفاجئ من ؟ من يجر من الى اللعبة التي خطط له ؟ متى ؟ أين ؟ أية أسلحة ؟ أية تكتيكات ؟

بسام ابو شريف *- 27/12/2020

الحروب الكبيرة منها ، والمحدودة تلعب تقارير الاستخبارات دورا رئيسيا في صياغة خطط الجنرالات الهجومية ، والدفاعية ، فهذه التقارير هي التي تختتم بالتوصيات للجنرالات حول أفضل السبل ، والأماكن ، والتوقيت لشن حرب منتصرة ، هذه التقارير تعتمد بشكل أساسي على سيل المعلومات اليومي من مصادرالرصد ، والاستطلاع ، والتجسس ، وربط هذا السيل بعضه ببعض بحيث يستند الى دراسة لكيفية تفكير جنرالات العدو .

وبقوم جنرالات العدو بلعبة ” أبطال وحرامية ” ، ينقسمون الى فريقين فريق المهاجمين وفريق المدافعين ، ويتخذ كل فريقمواقفه ، ومواقعه ، وحركاته استنادا لتقاريرالاستخبارات العسكرية ، ويجربون خطط الهجوم ، ويدرسون خطط العدو الدفاعية ، وتتحول اللعبة الى ميدان المعركة ، ويترك للجنرالات اتخاذ قرارات الميدان ، أي أن خطوات الهجوم المرسومة قد تواجه بخطوات دفاعية غير محسوبة عندها على جنرالات الهجوم اتخاذ الخطوات السريغة اللازمة ” وغير المرسومة ” ، في الميدان لمواجهة المتغيرات التي أخذتها دفاعات العدو ، وهكذا حتى تنجلي الأمور ، وتظهر نتائج الميدان ، ويسجل التاريخ أن الانتصارات الكبيرة كانت في معظم الحالات نتيجة لمفاجأة طرف لآخر بطريقة الهجوم ، أو الأسلحة المستخدمة أو تكتيكات لم يكن لها في سجلات الجنرالات حساب ، ولاشك أن الجميع يعلم قصة ” حصان طروادة ” ، والهجوم النورماندي ، وانتصارات صلاح الدين ، وعبقرية خالد بن الوليد ( عبور الصحراء بجمال ) ، القواعد العامة مازالت هي نفسها ، وان اختلف الزمان ، والأسلحة والمكان ، الجميع يعلم ما تعلنه اسرائيل يوميا ، وماتفعله يوميا ، والجميع يعلم أن معسكر اسرائيل لم يعد قائما على أرض فلسطين المغتصبة فقط ، بل تمدد المعسكر ليصبح في باب المندب ، وفي البحرين ، والامارات ، والسعودية ، وأذربيجان ( وربما أماكن اخرى لم يحن وقت الكشف عنها ) ، والجميع يعلم أن انشاء ناتو عربي يستهدف ضرب ايران لأنها مركز القوة لمحور المقاومة الفاعل في العراق ، وسوريا ، ولبنان ، وفلسطين .

وضعت الخطط لجر ايران لحرب يتم فيها تدمير قدرات ايران ، واقتلاع القدرات الكامنة والتطور الذي تعمل ايران على تحقيقه خاصة في الصناعات ، والصناعات التكنولوجية وميدان الصواريخ الدفاعية ، وشبكات الرادار ، أي أن اسرائيل التي لم تتمكن حتى اللحظة من أخذ موافقة اميركية على شن الحرب على ايران ، والمشاركة في عملية التدمير التي خططت لها اسرائيل تحاول ضرب ايران عبر قصف سوريا ، واليمن ، والعراق ، ولبنان ، وفلسطين .

ذكاء الجنرالات في الميدان يتجلى بوضوح عندما يتخذون قرارات حاسمة بالقيام بعمليات ضمن حربهم ” ، تفاجئ العدو مكانا ، وزمانا ، ونوعية ، ويتجلى ذكاؤهم أيضا في احكام السيطرة على الموقع الذي يشنون فيه العملية ، واتخاذ خطوات محيطة بالعملية من نوع الكمين لأي قوة انقاذ ، أو اسناد ، أو تحويل العملية الى سلسلة من العمليات عبر ضرب حركة العدو التي توقعها الجنرالات لاسعاف موقع الهجوم ، وكان بارعا في هذا كل من الفريق قاسم سليماني ، والمهندس ، وعماد مغنية ، ووديع حداد ، وابو جهاد ، وابو الوليد ” سعد صايل ” ، كما برع في ذلك جنرالات مصر العظام ، وعبدالله التل في معارك القدس ، وباب العامود وباب الواد ، ومشهور حديثة ، وجنرالات سوريون وصلوا بقواتهم الى بحيرة طبريا .

ماذا يدور الآن ؟ كبف يفكر الجنرالات على جانبي المواجهة ؟

السؤال : هل يحضر ترامب لحرب محدودة ضد ايران ؟ هل خطط ترامب وجنرالات اسرائيل لتوجيه ضربات قوية لايران قبل موعد خروجه من البيت الأبيض حتى لا يخرج منه ؟

البعض يحلل المعطيات ليصل الى نتيجة ، هي أن العدو لن يشن حربا على ايران ، والبعض يحلل أن الاستفزاز الدموي ضد ايران يستهدف جر ايران لحرب لذلك ، فالرد هو عدم الانجرار ، والاستمرار في العمل كما كان قبل اغتيال محسن فخري زادة ، وسليماني والمهندس ، وان عمليات تشن لايهام ايران بالضلوع فيها مثل ضرب السفارة في بغداد، وتلغيم سطحي لناقلة نفط لم تتأذى ، والاعلان عن ألغام بحرية تعرقل الملاحة الدولية في البحر الأحمر ، وتعرقل امدادات النفط للسوق العالمية ، عدم انجرار ايران للأفخاخ جعل الخبراء الاسرائيليين يعتقدون أن ايران لن تشن عمليات ، ولن تنجرلحرب لذلك لجأوا لاستكمال الاستعداد ” لكرسحة ايران ” ، وتطويقها بالطائرات ، وبالغواصات ، وواضح أن أطراف الحلف الذي يضم الراكعين من أنظمة بعض الدول العربية مثل نظام السيسي يسهلون هذه العملية ( مرور غواصة نووية اسرائيلية تحمل 157 صاروخا من قناة السويس لترسو في الامارات ، وتتحرك نحو بحر العرب ) ، ونظام الامارات الراكع ، والبحرين ، وطبعا العائلة السعودية العميلة للصهيونية لبناء قوة اسرائيل العسكرية في البحر الأحمر ، والخليج العربي وباب المندب ، ومضائق تيران ، هو برنامج اسرائيل للتهيئة القادمة ضد ايران اذ أن انجرار ايران عبر الاستفزاز لايعني أبدا أن مشروع الحرب عليها قد توقف ، وسيستمر ترامب في ادارة هذه المعركة حتى لو خرج من البيت الأبيض من خلال السلاح الذي نهبه تحت اسم مساعدة اسرائيل ، وأودعه المخازن العسكرية الاسرائيلية ، ففي الأيام الأخيرة أمر ترامب بارسال الآف القذائف الدقيقة للعائلة السعودية ، والامارات  ( وطائرات ف22 لاسرائيل وقذائف للعمق ، وشبه نووية لاسرائيل ، وطائرات ف 35 للامارات ) ، الجهلة فقط يعتقدون أن هذه الأسلحة ، والذخائر بهذه الكميات ، وخلال آخر أيام حكم ترامب قد تم تسليمها لاسرائيل ، ودول التحالف بناء على اتفاق مسبق …. كلا انها أسلحة ، وذخائر ترامب التي سيشارك بها في المعركة ، وهو خارج البيت الأبيض ، ولن يكون للرئيس بايدن قدرة علىمنع اسرائيل من قيادة الحلف نحو الحرب ، فالأمر لن يخضع لقرار بايدن ، بل لقرار ترامب الذي يخوض معركة شق الحزب الجمهوري ، وانشاء حزبه ، وحركته الارهابية في الشارع الاميركي .

اذا كانت تقارير الاستخبارات الاميركية ، والاسرائيلية ، والسعودية تؤكد أن ايران تستعد للدفاع عن نفسها لكنها لن تكون البادئة بالحرب ، وان هذا الموقف يجعل ايران غير قادرة على الرد الآن على الاستفزازات الدموية ” زادة وسليماني ” ، فالوضع يتطلب مفاجأة .التكتيك المدمر للعدو ، هو أن تفعل عكس مايظن ، وما يحسب ماذا يعني ذلك ؟

المفاجأة هي تكرار مافعله صلاح الدين لن تتمكن اسرائيل من استخدام ترسانتها اذا نقلت المعركة الى داخل اسرائيل ، فهي لا تستطيع أن تستخدم ف 35 ، وف 22 ، والقنابل العميقة ضد فدائيين دخلوا ” الخضيرة ” ، وهي لايمكنها شن غازات على محيط طبريا ، أو محيط صفد ، وهي لاتستطيع قصف حيفا بالصواريخ الدقيقة ، أو أن تستخدم مروحياتها القاتلة على الطريق الساحلي الواسع من جنين الى تل ابيب ، أو الطرق الفرعية الموازية للطريق السريع وهذا ما ينطبق أيضا على مناطق جنوب تل ابيب باتجاه مابعد حيفا حيث المؤسسات الاجرامية البيولوجية ، والسموم ، والقذائف الفيروسية ليس هذا بالضرورة مايجب على المقاومة ، أو ايران القيام به ، بل هذا مثل على أهمية أخذ زمام المبادرة للقيام بما لايتوقعه العدو كل الاستعدادات ، والتدريب ، والمناورات الاسرائيلية خاصة في الآونة الأخيرة تستند الى نظرية الدفاع عن القشرة الحدودية جولان – شمال فلسطين محيط قطاع غزة ، ولكن ماذا بعد القشرة التي حسب تقديرات الجنرالات تمتد 25 كم ، من الشريط الحدودي هل يمكن لاسرائيل أن تواجه زحفا من خمسين الف مسلح يدخلون طبريا ، أو الخضيرة القفز لمابعد القشرة سوف يجمد قدرة اسرائيل على استخدام 10% من أسلحتها ” السحرية والذكية والمتفوقة ” ، اذ لايمكنها أن تقصف مواطنيها ، ومدنها ، وقراها !! .

مثال آخر قد يكون احتلال وزارة الدفاع الاسرائيلية ، أو رئاسة الوزراء فهذان الهدفانهما آخر مايتوقع الجنرالات حصوله ، وعندها سوف تشتبك الأجهزة الداخلية بعضها ببعض لكثرتها ولعمق تناقضاتها ” ، و ….. و……

وعليكم السلام .

*كاتب وسياسي فلسطيني .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى