أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بسام ابو شريف يكتب – حتى لا نقع في الكمين… نحن قادرون على التصدي للصفقة

بسام ابو شريف 8/2/2020

قرأت صباحا مقال الدكتور مكرم خوري الذي نشرته له “رأي اليوم”، والمقال يتناول السيناريوهات المحتملة التي قد تلجأ اليها الادارة الاميركية واسرائيل والحلفاء لكسر الموقف الفلسطيني، وتحويله من رافض الى قابل بالصفقة التي عقدها ترامب مع نتنياهو.

وأود أن أنبه في هذا المقال الى مخاطر الوقوع في فخ الاعتقاد بأن ما يقرره ترامب وادارته وحلفاؤه، هو قدر محتم لايمكن بطحه وملاحظتي الأساسية هي أن المقال يهمش “ان لم نقل يلغي”، دور الشعب الفلسطيني وهذا خطأ فادح، فكم من مرة أطبقت الولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهما من الأنظمة العربية على منظمة التحرير وقواتها، وعلى الشعب الفلسطيني وقواه البشرية دون أن تفلح في تصفية المنظمة أو قيادتها، أو قضية فلسطين أو الشعب الفلسطيني، وأبلغ مثال على ذلك هو غزو لبنان في العام 1982، فقد استخدمت اسرائيل على يد شارون ومئير داغان كل أسلحتها وامكاناتها العسكرية لتنفذ ما أعلن عنه شارون في مؤتمر صحفي عقده في مخفر الشرطة ” الأمن العام “، اللبناني في بعبدا – قصر الرئاسة اللبنانية: اذ أعلن بكل العنجهية الصهيونية أنه آت لقتل قيادة م ت ف وتصفية قواتها أو اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة!.

والذي حصل على الجانب الاسرائيلي أخفي اعلاميا في ظل ماركز عليه الاعلام آنذاك، وهو خروج قيادة م ت ف وقواتها من لبنان الى جهات متعددة لتفريق قواتها وشلها عن العمل، لكن الدكتور مكرم هو خير العارفين بأن نتائج الغزو كانت مدمرة لشارون ولاسرائيل، ودفع ثمنها شارون عشر سنوات من العزل السياسي ” على الأقل “، وسجلت التقارير الاسرائيلية كم دفع الجيش الاسرائيلي من القتلى والجرحى، ووصف معارك كبيرة كمعركة خلده وقلعة شقيف وغيرها، والمهم أيضا أن نتذكر أن الجو الذي خلقه الاعلام الاميركي والاسرائيلي، هو جو باي باي م ت ف … مع السلامة يا منظمة التحرير، أي أنها انتهت بخروجها من لبنان لكن المعادلة السحرية اشتغلت فورا، وهي معادلة م ت ف – الشعب وم ت ف وبديلها الوحيد كان الشعب، م ت ف – الشعب وهبت الانتفاضة في العام 1987، بعد أن خرج الشعب في مظاهرات شبه يومية منذ عام 1983، بينما كانت م ت ف تعاني من التوزيع واعادة البناء .

السيناريوهات التي طرحها الدكتو مكرم غاب عنها سيناريو شعب الجبارين الذي أعلن رفضه لصفقة القرن … صفقة ترامب نتنياهو ورفضتها قيادة المنظمة وقيادات كافة التنظيمات، ليس هذا فحسب ل دفعت صفقة ترامب التنظيمات الى اعلان الرغبة في توحيد الصفوف، ووضع كافة الخلافات جانبا، وحددت بذلك الأرض المشتركة الواسعة التي يمكن أن تقف عليها كافة التنظيمات، وهي التصدي لصفقة نتنياهو / ترامب ,

ولانريد أن نتابع هذا السيناريو رغم أنه هام لكن الهدف، هو الاشارة الى ما لم يتضمنه مقال الدكتور مكرم خوري مخول، ولقد بدأ التصدي الشعبي بالفعل بالمظاهرات ورغم الترهل الذي أصاب الجسد الفلسطيني بسبب السياسات الخاطئة، فان التراب والغبار بدأ بالسقوط على أكتاف أبناء الشعب وأعضاء التنظيمات وكوادرها، وهنا تجدر الاشارة الى أن أهم عملية انتفاض ونفض تجري الآن هي تلك التي بدأت في صفوف حركة فتح، وآخرها البيان الصادر عن المقاتلين الذين دعوا للتصدي بالكفاح المسلح لصفقة ترامب !!! .

ويضيق هذا النهوض الى حد بعيد حظوظ أي كارازاي محتمل حسبما ورد في أحد سيناريوهات الدكتور مكرم، لكن لا يمكننا أن نقول انه يلغي هذا السيناريو المحتمل، لا يوجد شك لدينا بأن واشنطن وتل ابيب كثفت اتصالاتها بكل القيادات التي تقيم علاقة معهم، وكذلك مع آخرين من خارج اطار التنظيمات، وربما بشكل أساسي مع قطاع رجال الأعمال .

وغاب عن احتمالات الدكتور مكرم خوري أنه لايمكن وضع سيناريو لصفقة قرن فلسطيني اسرائيلي اميركي لأن الصفقة لم تعد هما فلسطينيا فقط، بل هي هم عربي واقليمي وعالمي فرفض المشروع تم من قبل الشعوب، ومحاولات جر دول رافضة لمعسكر التطبيع تسير لكن تخلق في الوقت ذاته وتولد حركة مناهضة للتطبيع والصفقة ( انظر الى جريمة البرهان في السودان وماذا خلقت والى أين ستقود خطواته الخيانية ) .

الولايات المتحدة طرحت المشروع كصفقة للمنطقة كلها وليس فقط للفلسطينيين، والرد عليها سيكون من الجميع ضد أطراف المشروع وأدواته، وهذا البعد لم يكن حاضرا تماما بذهن رجل المافيا ترامب، ولا بذهن العبقري نتنياهو الذي يحلم بأساطير أكل الزمان عليها وشرب

سيناريو التصدي من قبل محور المقاومة، وشعوب المنطقة كان غائبا أما عن محاولات العدو اللعب في الساحة الفلسطينية، واستخدام نقاط ضعف بعض القيادات فهذا وارد دائما والآن وربما بشكل أكثر، لكن السؤال هو : هل توقفت واشنطن وتل ابيب يوما عن محاولات تنظيم وتجنيد قيادات وكوادر في المنطقة ( فلسطينيون وعرب )، انظر الى ما فعلوه في العراق مثلا

المهم هنا أن تكون ثقتنا بشعبنا كبيرة، وثقتنا بأمتنا أكبر، وأن نعلم أن فلسطين لم تعد قضية الفلسطينيين فقط …. انها قضية الانسان في كل مكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى