أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – تعديل ميزان القوى طريق الوصول للحقوق وليس بايدن

بسام ابو شريف *- 24/11/2020

اسرائيل قلقة ، والقلق يتمركز بحدة لدى نتنياهو، وحزب الليكود اذ رغم الاتصالات السرية  أو على الأقل غير المعلنة، التي أجراها نتنياهو مع بايدن وطاقمه الانتخابي، فقد بقي رهانه الأكبر على ترامب، وليس خفيا لاعلى بايدن ولا طاقمه الانتخابي أن الجمعيات الصهيونية في الولايات المتحدة كرست جل جهودها لانجاح محاولات ترامب لشطب ملايين الأصوات كي يتمكن ترامب من اثبات فوزه، وتركزت جهود الجمعيات الصهيونية، وحليفتها المسيحية الجديدة على الجهاز القضائي للضغط على القضاة لمنع تثبيت النتائج، التي أعلن عنها ترتب عليها فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.

القلق الاسرائيلي نابع من محور جوهري، وهو: “ان كل ما ارتكبه ترامب من جرائم بحق الفلسطينيين وأرضهم ومدنهم وقراهم قد يتعرض لانتكاسة ولانقولالالغاء”، ومن ضمن ما ارتكبه ترامب، وحلفائه من دول الخليج:

– القدس يهودية عاصمة اسرائيل.

– الجولان اسرائيلية.

– ضم الضفة.

– التوسع الجنوني للاستيطان (رغم أن 47 % من الوحدات السكنية هي المشغولة فقط والباقي لا سكان له).

والأخطر شطب فلسطين من قائمة الادارة الاميركية، وانهاء الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، والاتفاقات التي وقعتها اسرائيل والولايات المتحدة، وقيادة م ت ف (بما في ذلك اوسلو ، وقرارات الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة باللاجئين، والتي قامت أساسا لرعاية وتشغيل الفلسطينيين الذين يملكون قانونيا وشرعيا حق العودة لأملاكهم التي احتلتها اسرائيل) هذا هو محور قلق الاسرائيليين ، ويضاف الى ذلك أن قلقا جارفا يعصف بالحكم باسرائيل من احتمال اعادة بايدن للحوار مع ايران وابعاد الادارة الجديدة لشبح الحرب على ايران ، فرعب اسرائيل الأكبر هو ايران ، ورعب نتنياهو وحلفائه من أنظمة العمالة في الخليج هو أن تتخذ الادارة الاميركية موقفا معارضا لشن ضربات ، أو حروب على ايران.

ومنذ أن أبلغ نتنياهو بأن بايدن هو الأوفر حظا في الفوز كلف يوسي كوهين وهيئة الاستخبارات بأن تقوم باعداد خطة عمل منسقة مع ادارة ترامب خلال هذه الفترة الانتقالية ، وذلك لضمان انضمام السعودية للحلف ، الذي ستقوده اسرائيل لمواجهة ايران ، وللحصول على كافة الأسلحة والذخائر المتفوقة لضمان تفوق اسرائيل على كافة القوى العسكرية في المنطقة .

وزع نتنياهو فريقه للعمل باتجاهين : الأول امتصاص مايمكن من ادارة ترامب قبل رحيلها .

والثاني استنفار كافة مراكز الضغط والتأثير للتأثير على بايدن كي لايعود لتبني قرارات الادارة الاميركية التقليدية ، وهي حل الدولتين .

لن يعود بايدن الى سياسة الولايات المتحدة ( على الأقل الشكلية منها ) ، لذلك سيتعامل مع المنطقة كمنطقة اقليمية تحرص الولايات المتحدة فيها على ضمان مصالحها ، وهنا يبرز العامل الأهم لبايدن ، وهو ايران أما القضية الفلسطينية فعلى الجميع أن يعلم الحقيقة ، ولا يتعامل مع أمور مصيرية عبر أحلام غير مستندة لأي أساس ، فبايدن لن يساند الفلسطينيين بل سيساند اسرائيل ، لكن بايدن سيكون مستعدا للاصغاء للدول العربية الغنية ، والحقائق تقول ان هذه الدول تحكمها أنظمة أصبحت حليفة لاسرائيل وتعادي الفلسطينيين لأنهم ” هم سبب عدم الاستقرار ” ، حسب قول ابن سلمان ، وابن زايد ، وطبل البحرين .

لايملك الفلسطينيون مع هذا الوضع “ترامب أو بايدن”، سوى طريق القوة اذ أن بناء القوة الذاتية للشعب الفلسطيني كقوة مقاومة للاحتلال، هو فقط “القادر على تعزيز الموقف السياسي والعملي للشعب الفلسطيني”، وهذا الأمر له شرط أساسي مسبق، وهو أن تكون على رأس الشعب الفلسطيني قيادة قادرة ومؤمنة ، ويثق الشعب بها.

هذه الخلاصة الدقيقة لوضعنا تستدعي من القيادات الحالية لكافة المنظمات وقفة مراجعة مسؤولة، فالقيادة الحالية للسلطة تحكم من خلال المال فقط ، ولا ثقة للشعب بها وأستطيع التسجيل هنا بأمان أن معظم قيادات التنظيمات لا تثق بالسلطة وطواقمها ومن يحكم الآن .

هذه السلطة تخدع نفسها والعالم بالقول انها تمثل الشعب ، الحقيقة أن دولا تدفع لها ولها فقط المال لتوظف الفلسطينيين ، وتتحكم بهم من خلال أرزاقهم ، انها لاتتمتع بثقة 95 % من الموظفين الذين يعتبر – بعض قيادات السلطة – أنهم “فتح”، بينما هم موظفون ان تمردوا على القرار ، أو اعترضوا على موقف خاطئ يفصلون من عملهم، وتقطع أرزاقهم .

حكام فاسدون يحيط بهم فاسدون ، ويعملون على اخضاع الشعب للاحتلال ، وضرب المقاومة لمنع ما تسميه السلطة واسرائيل سويا: ارهاب، أما الصمت على قتل الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم ، واعتقال الأطفال ، وتدمير البيوت ، فهذا ” أمر فيه نظر”.

والحديث حول ميزان القوى وأساسية تعديله كي يتمكن الفلسطينيون من فرض حقائق على الادارة الاميركية الجديدة – لايمكن أن يتم الا من خلال تحول جذري لموقع الفصائل الفلسطينية لمحور المقاومة (ان تحويل قضية فلسطين الى بند أساسي “عمليا”، لايمكن للشرق الأوسط أن يستقر بدون ايجاد حل لها يتطلب أن تتحول قضيتنا الى مصلحة أساسية لبناء سلام في العالم) ، يجب أن نصبح بندا أساسيا على جدول حاجة “الكبار”، لحل عادل لقضية فلسطين، وهذا يعني مباشرة الصين وروسيا واوروبا ، وهي محاور العمل الجدي لمحور المقاومة.

* كاتب فلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى