أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – ترامب يعود لمركز الضوء مهاجما

بسام ابو شريف *- 5/3/2021

في أول ظهور علني، وشعبي للرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب وجه ترامب تهديدات، وانتقادات، وتعليمات لكل الجهات، التوقيت : قبل انقضاء أول مئة يوم على ادارة بايدن، والمئة يوم هي الفترة التي يعتبرها الاميركيون فترة جس نبض الادارة الجديدة للحكم على مستقبلها ايجابا أو سلبا .

استنادا لاصراره على تزوير الانتخابات، كان خطاب دونالد ترامب اعلانا عن بدء حملته على رأس حزب الجمهوريين حملة انتخابات العام 2034، أعلن ذلك بعد أن أكد على مسألتين أساسيتين : –

الاولى : هي أن معركته لقيادة الحزب الجمهوري قد حسمت لصالحه، لذلك أكد أنه لن ينشئ حزبا جديدا، بل سيكون على رأس الحزب الجمهوري الموحد، والقوي، والذي لن تتفتت أصواته الانتخابية .

الثانية : هي أن برنامجه في السنوات الأربع الماضية، كان صحيحا، وجلب قوة ومالا للولايات المتحدة، ولذلك سيتابع نهجه في الفترة الرئاسية القادمة .

وبين هاتين المسألتين انهال ترامب على بايدن لتهشيم كل مافعله، وقرره بايدن حتى الآن وجير اللقاح كانجاز لادارته، وتهكم، وأدان سياسة بايدن من المهاجرين، وتوجها بالتهكم قائلا : ” بايدن يهتم بتعليم أولاد المهاجرين، ولايهتم بتعليم أولاد الاميركيين “، وفي هذا القول انتقاد لمنهجية بايدن، وتحريض عنصري ضده .

وضمن حديثه لم يشر لقضايا عديدة في السياسة الخارجية، لكنه ركز فقط على موقف بايدن من ايران، وهذا يؤكد أن حجر الزاوية في نجاح أي ادارة اميركية داخليا وخارجيا، هو سياستها في الشرق الأوسط، وان التصرف الاميركي في الشرق الأوسط سوف يعكس نفسه سلبا أو ايجابا على الوضع الداخلي الاميركي .

قال ترامب : ان بايدن رفع العقوبات عن ايران دون مقابل !!، الكل يعلم أن بايدن لم يرفع العقوبات عن ايران، لكن ترامب قال انه رفعها، وذلك من باب تهديد بايدن حتى لايرفع العقوبات، أو من باب ادانته اذا ما رفعها، لكن نتيجة كلامه هي لاشك بث التردد لدى صانع القرار في البيت الأبيض، وهذا سيزيد من فرص الهجوم عليه من الجانبين، اذ لايمكن لبايدن أن يدخل حقل ألغام الشرق الأوسط عسكريا، وسياسيا، ومحاولة اظهار قوة الولايات المتحدة بشن الغارات سوف تؤدي الى نتائج عكسية في العراق، والتدخل ضد ثوار اليمن، وحجز سفن المشتقات النفطية، وتزويد السعودية بالصواريخ سوف ينتج عنه عكس ما يعلن بايدن من ” وقف الحرب في اليمن “، حتى تقرير اغتيال جمال خاشوقجي، فان نشره دون اجراء ضد ولي العهد ينعكس سلبا على فكرة كشف بايدن لما كان يخفيه ترامب، ولاشك أن قرارات العقوبات حول حقوق الانسان في السعودية، هي محاولة بائسة لرأب الصدع في موقف بايدن فهو يفقد ثقة الطرفين السعودي، واليمني .

ما يحتاج اليه بايدن كما سبق أن كتبنا : أن يتخذ قرارات جريئة برفع العقوبات عن ايران حتى يحرك ملف الاتفاق النووي الايراني، وأن يرفع العقوبات عن سوريا، وأن يبدأ ببرمجة انسحاب القوات الاميركية من سوريا والعراق، وأن يأمر بفك الحصار عن اليمن برا وجوا وبحرا، وبعدها يعلن وقف اطلاق النار …. هكذا يظهر بايدن انه رئيس قادر على اتخاذ قرارات قوية تشكل منهجا جديدا في الشرق الأوسط، ويحمي نفسه بذلك داخل الولايات المتحدة .

أما في فلسطين، فعلى بايدن أن يوقف ماقرره ترامب من تحديث السلاح النووي الاسرائيلي وبناء مؤسسات نووية حديثة، وأن يعلم العالم، واسرائيل بأن قرار 242، يجب أن ينفذ حتى تبدأ عملية سلام جدي في الشرق الأوسط …. هكذا يحمي بايدن نفسه من خطر العنصريين الذين بدأوا بحملتهم، والتي لا نستبعد أن تشمل التخلص من بايدن باغتياله .

* كاتب فلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى