أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب- ترامب لم يغير سياسته العدوانية الهجومية رغم الخطر المحدق بثلاثة ملايين مواطن اميركي على الأقل

بسام ابو شريف – 5/4/2020

حان الوقت لمحاسبة البرازاني ، ووقف النشاط الاسرائيلي الخطير الذي يدور في كردستان بالتعاون مع البرازاني ، المخابرات العراقية والمسؤولون العراقيون مطالبون بفتح تحقيق مع حكومة كردستان لمعرفة بنودالاتفاق ، الذي توصل اليه بنس وبومبيو حول تسليح البيشمركة ونشر القوات الاميركية في كردستان ، واقامة قواعد لصواريخ تاد وباتريوت على أرض العراق قبالة حدود ايران ، وعلى مشارف كركوك .

ترامب المريض يهدد السلام العالمي : –

تصرف ترامب في مواجهة كورونا ، يظهر للجميع حتى الذين انتخبوه كم هو فاقد للتوازن الانساني والاخلاقي وكم هو لذلك غير مؤهل للعب أي دور بناء ( أو على الأقل غير مدمر ) على صعيد السياسة العالمية ، وهذا وحده كاف للتدليل على خطورة وجود مثل هذا الشخص في مكان يمكنه من الضغط على أزرار حمراء قد تدمر العالم ان فعل .

قرأنا كل الكتب التي صدرت عن ترامب وزوايا شخصيته ، وقرأنا مانشره هو حول مهاراته في عقد الصفقات ، وهو يعتبر عقد الصفقات مهارته الأساسية لكنه يجهل وهو في هذا المنصب أن مهاراته في فنون وأسلحة عقد الصفقات لافائدة لها أمام بحث حياة البشر ومستقبلهم وثقافتهم ومناخهم وبيئتهم ، يتصرف ترامب أمام الكورونا وكأنما يحاور الفايروس لعقد صفقة معه .

عدد المصابين وعدد الموتى وعدد أيام الاقفال ومتى يعود الناس للعمل ، وكذلك يتصرف مع حكام الولايات ، وكذلك يتصرف مع المواطنين فهو يحاول اقناعهم بصفقة تعطي الولايات بعضا مما تحتاج من أجهزة طبية ضرورية وكمامات …. الخ ، ويحاول التوصل لصفقة مع المواطنين حول تقبلهم لعدد معين من الموتى كشيء ضروري لانهاء الأزمة الاقتصادية وكلما طال أمد الحوار حول الصفقة اختلفت الظروف ليتراجع هنا ويتقدم هناك ، وكأنه بالفعل يلعب القمار مع شعبه ، وظهر وجهه الآخر في محاولة التحكم بالدواء واحتكاره واغراء العلماء لينتجوه لاميركا ، ليس المهم الدواء بالنسبة له المهم هو احتكار الدواء ، ولم يمانع في اطلاق يد القراصنة التجاريين ليقضوا على أملاك دول اخرى والتهامها ، ولقد شكت المانيا وايطاليا واسبانيا من عمليات قرصنة اميركية ( وهي في الواقع مشتركة مع اسرائيل ) ، لمواد طبية كانت بطريقها لالمانيا وايطالا واسبانيا ، وستظهر الأيام دولا  اخرى تعرضت للقرصنة أيضا ( وفي هذا الاطار نتمنى ألا تكون تبرعات الدول لفلسطين ، والتي تتضمن أجهزة طبية ومواد ضرورية لمحاربة الكورونا قد جرى قرصنتها عبر اتفاق بين جهاز المخابرات الاسرائيلية وجهاز المخابرات الفلسطينية – كما نشرت يديعوت احرونوت ) ، فنحن ندرك أن الاعلام الاسرائيلي يستمر في محاولة شق الصف الفلسطيني عبر أكاذيب تبدو منطقية وقابلة للتصديق  لكن قرصنة المساعدات الطبية تنتشر كما تنتشر في نيويورك السرقات وجرائم القتل والاغتصاب والنهب هذه الأيام ، ولا شك أن كلام الأخ السنوار في غزة مستند الى معطيات تتصل بهذه القرصنة ، فاسرائيل تقرصن وتصادر كافة الأجهزة والمواد الطبية المرسلة لفلسطين ، وهذا المنع والحصار والنهب الاسرائيلي سوف يولد مخاطر كبيرة في فلسطين وفي اسرائيل ذاتها .

على صعيد آخر يتابع ترامب خططه لضرب ايران ، ومايسميه هو وكلاء ايران في المنطقة ويجري التحضير لذلك عبر مناورة مكشوفة يصر بعض المسؤولين في العراق ( !!!) على تسميتها انسحاب القوات المتحالفة من القواعد وتسليمها للجيش العرقي ؟!! ، والحقيقة أن كلمة انسحاب هي كلمة كاذبة ولايحتاج هذا الأمر لذكاء أو فطنة لمعرفته ، فالأمر واضح ابتداء من تصريح علني للرئيس ترامب يقول فيه : ” لن ننسحب من العراق مهما كان الثمن ” ، وقول ماكنزي ”  ان القوات الاميركية تعيد انتشارها في العراق ” ، ولم يشر لانسحاب لابل ثبت أن القوات لن تنسحب ، وكان الاميركيون قد طلبوا ” أو أبلغوا ” ، الحكومة العراقية عن قرارهم نصب صواريخ باتريوت لحماية قواتهم ، وكانت الصواريخ قيد التركيب عندما وجه هذا الكلام للحكومة العراقية .

ولقد شحت أقلامنا وبح صوتنا ، ونحن نصرخ بأعلى صوت ونكتب باكبر حرف أن الولايات المتحدة عقدت اتفاقا مع البرازاني لاقامة قاعدتين عسكريتين ” على الأقل ” ، في كردستان وحددنا المكان ، لكن لم نسمع أحدا يثير ذلك بل الكل يتحدث حول خروج الاميركان من العراق ، فهل تخلى المسؤولون العراقيون عن كردستان أرضا عراقية تحت السيادة العراقية أم أنهم يلتفون على قرار الشارع والبرلمان بالصمت ؟

عندما تكتمل ” قريبا ” ، ترتيبات ترامب في كردستان يصبح الأمر سهلا عليه في قمة الحرب الكورونية تطرق ترامب الى : – ” سنضرب ايران وسندفع ايران ثمنا باهظا ان قام أحد وكلائها أو هي بالاعتداء على جنودنا في العراق ” ، الكل يعلم خاصة في العراق أنه بمقدور واشنطن ، وكل من يعمل معها بالعراق ( مسؤولين أو داعشيين أو اسرائيل أو عملاء اسرائيل من المسؤولين وعملاء واشنطن من المسؤولين ) ، بامكانهم ترتيب مسرحية قصف لاتؤذي الاقليلا لتأخذها واشنطن ذريعة لشن عدوان واسع ودموي ضد قواعد القوات الثورية المقاومة في العراق ، وربما على أطراف ايران وفي سوريا ، ولاشك أن هذا القرار الاميركي يراد منه ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، ولكن حتما هدف من الأهداف الاستراتيجية هو انقاذ ترامب ونتنياهو من مآزقهما الداخلية لدفع عجلة صفقة القرن ، وبطبيعة الحال لايمكننا أن نعزل هذا الموضوع في أنبوب اختبار دون أن يمس العوامل المتغيرة في المنطقة ، ومنها الخلاف القوي الذي نشب حول أسعار النفط بين السعودية وواشنطن ودخول موسكو على خط ” الحل من خلال اوبيك ” ، والاتصالات التي تجري سرا بين دول ( قاطعت سوريا سابقا ) وبين الحكومة السورية ، كذلك لايمكن أن نغفل قدرة ترامب على استعمال ورقة اردوغان الطيعة .

قد يوافقني البعض أو الأقلية أو يرفضون ما أقول ، لكن سواء أقروا بالاحتمالات أم لا لابد أن تحضر المقاومة ( محور في المنطقة ) ، لتصعيد تصديها ، وألا تهادن أو تهدئ حسب بوصلات مواقع صدام اخرى بين واشنطن ومقاوميها .

التصعيد أساسي وضروري لأن العدوان قائم ومستفحل ، وليس قادما انه واقع وعلينا التصدي لجنونه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى