أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – ترامب : حلاوة الروح قد تكون قاتلة

بسام ابو شريف 24/12/2020

نقول ان كل ذبيحة حتى ، وان قطعت رقبتها بسرعة ، وبضربة سكين واحدة تجد أن الذبيحة تنتفض ، وتتحرك ، وقد تقفز وتتحرك ، لكنها في جميع الأحوال تنتفض بغضب شديد وتكاد تهجم على من ذبحها ، وتسمعهم يقولون : هذه حلاوة الروح ، فالروح تغادر الجسد بعد ذبح وريده وسيلان دمه ، ويستخدم تعبير حلاوة الروح مجازيا لوصف تصرف من خسر ماله وعياله ، فتجده يتخبط ، ويضرب الحائط ، أو من هم حوله ، وقد يقتل نتيجة الخسارة الفادحة وكذلك يطلق التعبير على من أثخنت الجراح جسده في معركة من المعارك ، لكنه يستمر في القتال بقوة لايدري مصدرها ، ومن يصاب بجراح عميقة ، وقاتلة بسبب ما استنزفت من دماء الجريح تصبح رؤيته للأشياء أوضح لوهلة قبل أن يسودها ضباب وغشاوة ، لكن هذه الوهلة تعطيه قوة اندفاع ، وعزم لايدري مصدرها ، فيمسك بسلاحه ، ويطلق النار على العدو، وقد يغمى عليه بعدها ، أو يرتمي أرضا لايستطيع حراكا ، ولا يحس الا بسيلان الدماء من جراحه .

هذه أيضا حلاوة الروح .

أثخن ترامب بالجراح ، ونزف ، لكنه يمر هذا الشهر بمرحلة ” حلاوة الروح ” ، لذلك ترامب خلال هذا الشهر ( ديسمبر ويناير ) ، وحتى موعد خروجه من البيت الأبيض انسان مثخن بالجراح ، وينتفض ، ويقفز كالذبيحة يريد أن يقتل من ذبحه هو الخطر مجسما رغم معرفته ، ومعرفة كثيرين من حوله بأنه خسر الا انه سوف يستخدم ما تبقى من وقت له – كرئيس – لتسجيل أكثر أهداف يمكنه في شباك أعدائه .

سوف يتخذ من القرارات ما يجعل خبرة بايدن في البيت الأبيض لاتسمح الا باصلاح أخطائه المجرمة ، وشخص كترامب قد لايتورع عن الحاق الضرر الواسع بالشعب الاميركي كي ينال من بايدن عبر سلسلة من المؤامرات الخفية في ميدان الكورونا …. هذا مثل من الأمثلة .

وقد يرتب مؤامرة لجعل العودة للأمم المتحدة ، ووكالاتها أمرا منهكا وصعبا ، وسيعين في الوزارات قبل مغادرته كبار الموظفين الذين يدينون بالولاء له ، ولا يتمكن بايدن من تغييرهم حسب القانون ، وهذا قيد التنفيذ في وزارات الخارجية ، والدفاع ، والعدل ، والمالية ، ويستطيع أن يضع لائحة مواقع داخلية ينفذ منها ترامب الآن ما يريد من توظيف طواقمها الأساسية ” وليست الاولى ” ، كي يكون ولاءها له .

حلاوة الروح عند ترامب لا تتجلى الا بما يتعلق بالشرق الأوسط ، وله أهداف محددة : –

1- ضرب ايران ، وجعل ازالة العقوبات أمرا مستحيلا على بايدن ، وعلى الأغلب من خلال احراجه ، والضغط عليه من اللوبي اليهودي واللوبي السعودي – ” الشركات المستفيدة ، وهي السلاح ، والنفط ، والتكنولوجيا ” ، واستمرار تنفيذ صفقة القرن عبر التطبيع والتركيع وستكون اسرائيل ” نتنياهو ” ، أداة ترامب لتحقيق ذلك ، لكن ما بدأ بومبيو بتحقيقه في اسرائيل ، وأكمله كوشنر ، ويشرف على تنفيذه رئيس الأركان المشتركة الاميركية ميلر – هو أخطر مافي ” حلاوة الروح ” ، لدى ترامب ، فقد أقرت مجموعة من العمليات العسكرية الواسعة ، والقاتلة في الساحة السورية ، والعراقية ، واليمنية ، واللبنانية .

ولا شك أن التهيئة قد بدأت ( عملية ضرب ناقلة في ميناء جدة – كانت الخسائر تافهة مما يدل على أن التحالف الصهيوني يقف وراءها ، وضرب السفارة ببغداد غباء ، لكنه عملية اميركية لخلق مبررات لضرب الحشد عبر اسرائيل ، وداعش – شكلا واسرائيل عمليا – ) .

ولا يتردد في شيء ما وصلنا من معلومات خطيرة حول برنامج صهيوني – سعودي – اميركي للقبام بسلسلة من الاغتيالات تستهدف قائد حزب الله ، ومساعديه ، وعبدالملك الحوثي وكبار مساعديه ، وقادة الجهاد الاسلامي ، وابو احمد فؤاد من الجبهة الشعبية ، واربعة من قادة الحشد الشعبي ” كتائب حزب الله ” ، في العراق .

لاسرائيل جيش من العملاء المحليين في ايران ، وسوريا ، ولبنان ، واليمن ، وفلسطين وتستخدم ملفاتهم السرية والمال لاستخدامهم ، والدفع بهم نحو تنفيذ العمليات ، وواجب علينا أن نقول علنا هنا حتى يقرأ من يجب عليه أن يقرأ : – اسرائيل تستهدف دائما اختراق جبهة المقاومة عبر شراء عملاء مقربين من القادة ( كانت هذه الحال مع اغتيال وديع حداد ، وياسر عرفات ) ، وان تحيط هدفها بمجموعة من العملاء يبقون على مسافة من الهدف لمراقبته ومراقبة تحركاته ، والابلاغ عنها من يبلغ عن الهدف هو من يراقب على الأرض ، ولا تنجح أي عملية اغتيال الا عبر هذا الجاسوس ، الذي يبلغ هاتفيا حول حركة ، ومكان المستهدف كانت هذه الحال مع الشيخ أحمد ياسين ، وابو علي مصطفى ، والفردان .

حلاوة الروح لدى ترامب سوف تترجم بارتكاب جرائم ضد المقاومة في اليمن خطر كبير من خلال من باعوا أنفسهم بالمال ، ترامب اتفق مع ابن سلمان أن تمول السعودية كل هذه التجليات ” لحلاوة الروح ” ، حتى لا يطلع أحد من الكونغرس على الخطط ، أما الأجهزة الاميركية فمساهماتها اللوجستية ، والعملية هي ” ترجمة لاتفاقيات معقودة حول الأمن المشترك ” ، بين اسرائيل ، والبيت الأبيض .

حذار ……. حذار …….. حذار

لقد سبق أن حذرت ياسر عرفات ، وابو علي مصطفى قبل اغتيالهما .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى