بسام ابو شريف يكتب – أوباما ينصحنا في مذكراته بألا نركن للبيت الأبيض لأن قراره خاضع لتحكم الاحتكارات والصهاينة
بسام ابو شريف*- 8/12/2020
– لماذا نراهن مرة اخرى على الولايات المتحدة ، وننسى الدروس.
– لقد أو صلتنا التجارب الى السعي لعقد مؤتمر دولي ، فلماذا تراجعنا؟
– المقاومة هي سبيل تعديل ميزان القوى ، وهو شرط مسبق لأي نجاح سياسي.
– مذكرات الرئيس اوباما مليئة بالدروس للأصدقاء ، والأعداء.
يكفي أن تقرأ ما كتبه اوباما حول العراق ، وفلسطين في مذكراته حتى تكتشف أن اوباما كان يضم الحقائق المرة حول بشاعة الاميركي في التصرف تجاه الشعوب ، وانه في قناعاته كان يرفض ما ارتكبه الاميركيون تحت ادارة بوش في العراق ، وانه كان مصمما على سحب القوات الاميركية من هناك .
وصف اوباما بدقة ما فعله بوش عندما قال دمر الاميركيون العراق وجيشه وتركوه نهبا للتناقضات الطائفية المريضة ، واعترف بأن اميركا لجأت للارهابيين ( ويقصد داعش ) دون أن يعترف بأنها هي ، التي خلقت منهم قوة بطش رهيبة أعادت المنطقة سنوات للوراء ، وحطمت ماهو أثري وثمين ، وحطمت هي والاميركيون الدولة العراقية ، والعراق مازال يعاني حتى الآن ، وسيعاني أكثر مما ارتكبه الاميركيون تحت حجة كاذبة ، هي امتلاكه للأسلحة البيولوجية !!! ، ويعترف اوباما بوضوح ان قناعته لايمكنها بالضرورة أن تتحول الى موقف للادارة الاميركية ، وحدد أن ذلك الموقف هو عادة خلاصة صراعات وتنافس الاحتكارات الكبرى في اميركا ، ومدى تأثيرها وتحكمها بصنع القرار من خلال الأحزاب ورجال الكونغرس ، الذين يتمولون من قبل هذه الاحتكارات ، لكن أبرز الاستخلاصات كانت تلك التي لم يعنونها ، وهي تأثير الحركة الصهيونية ، ومن اشترتهم في اميركا على قرار الادارة والمتصل بايجاد حل لقضية فلسطين قائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ( على الرغم من أن الادارة الاميركية تحولت بموافقة الأطراف لتصبح القوة العالمية الوحيدة المسؤولة عن ايجاد هذا الحل، وتطبيق القرارات التي اعتمدت أساسا لمؤتمر مدريد ) ويعترف اوباما ( الذي كانت له مواقف واضحة من أكثر من مشكلة عندما كان عضوا في الكونغرس ، وقبل أن يصبح رئيسا ) ، بأن من يجلس في البيت الأبيض يتعلم كثيرا من الأشياء ، وكان يشير هنا الى أن قناعات الرئيس الذي ينتخب للجلوس في البيت الأبيض ليست بالضرورة أن تكون القرارات النابعة من قناعات الرئيس المبنية على مشاهدت ملموسة لهذه المشكلة ، أو تلك المأساة ، وعلى رأس تلك المواقف ، هو الموقف من مأساة الشعب الفلسطيني فقرار البيت الأبيض ليس قرار الرئيس ، بل هو قرار مراكز القوى والنفوذ ، وما قصده اوباما بأن الجلوس في البيت الأبيض يعلم كثيرا ، هو أن الرئيس يخضع لرغبات وتوجهات هذه الاحتكارات ، ومراكز النفوذ تحت حجج مختلفة ، وعبر عدد كبير من المسؤولين والمستشارين ، وأهم هذه المراكز ” الكونغرس ” ، ومدى خضوع أغلبية أعضائه للحركة الصهيونية بسبب تمويل حملاتهم الانتخابية ، ومصالحهم الشخصية اذ لايوجد عضو في الكونغرس مر ويمر وسيمر على الكونغرس الا ويصبح مليونيرا ، وله مصالحه وشركاته سواء كانت باسم عائلته ، أو بأسماء اخرى .
أردنا أن نصف ذلك باللغة الدارجة نقول ان الكونغرس ، هو بؤرة الفساد والافساد ، التي هيمنت على أغلبيتها الحركة الصهيونية والمؤسسات الاحتكارية ، التي تخطط وتدفع نحو شن الحروب ضد الشعوب الاخرى ، ورغم ما اعترف به اوباما وغيره من الذين اكتشفوا الحقيقة فان لدينا أناسا ، ومسؤولين ، وقادة مصرون على البقاء أسرى الوهم بأن الادارة الاميركية يمكن أن تلعب دورا بناء في لجم التوسع الاسرائيلي ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة للفلسطينيين قيام الدولة كاملة السيادة على الأرض التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ، ياسادة يا كرام يتطلب ميزان قوى يجبر ليس اسرائيل فقط ، بل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بأنه لابد من اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ، وعاصمتها القدس الشرقية ( وهذا الميزان حتى تكون الشروط واضحة ، هو ذلك الميزان الذي يمكن الفلسطينيين من هزيمة اسرائيل ، فالدولة بالنسبة للاسرائيليين هي مسمار أول في نعش دولة الاستيطان الاستعماري / الدولة الصهيونية هي مشروع نهب ثروات المنطقة بتحالف الامبريالية والصهيونية ، ولا علاقة له الا من باب التضليل بالأرض الموعودة ودولة اليهود فاليهود هم الأدوات اليوم ، لكن هذه الدولة العنصرية ، هي قاعدة أمامية للنهب الامبريالي ، وسيأتي يوم وترون فيها العنصريين الذين يحكمون في اسرائيل هم عنصريون من ألوان مختلفة) .
والعمل لتغيير ميزان القوى ليس معجزة ، وأصبحت طريقه واضحة ، فمن خلال المعركة التي يخطط لها الامبرياليون ، وشريكهم الصهيوني ، وتابعهم من أسر الجزيرة والخليج الحاكمة ، هي معركة محور المقاومة في المنطقة كلها ، فأي انتصار للمقاومة في اليمن ، هو انتصار على اسرائيل ، ونصرة لفلسطين ، وعندما يتمكن المقاومون العراقيون من صياغة عراق أصيل سنرى العراق قوة لصد المشروع الصهيوني تماما كما هي سوريا الآن .
محور المقاومة يتيح لنا مسارا لتعديل ميزان القوى ، وعلينا أن نركز الجهود لتصعيد المقاومة الشعبية لتصبح عارمة ، وبقوة الانتفاضة الاولى فهذا سيحاصر العدو ، ويربكه ، وينهكه على جبهة من الجبهات ، وانضمام الجبهات الاخرى سيزيد من تعديل ميزان القوى ، ميزان القوى ليس حساب طائرات ف 35 ، وصواريخ ، وقبة حديدية فهذه أسلحة لن تفيد العدو أمام انتفاضة شعبية عارمة .
اوباما يقول لنا بصراحة : لاتعتمدوا على البيت الأبيض ، فهو أسير الصهيونية ، وينصحنا بأن نشكل حالة تفرض نفسها على جدول مصلحة الولايات المتحدة حتى تمكن من هو في البيت الأبيض على اتخاذ قرار بالالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.