أقلام وأراء

انتصار تراكمي في المنفى

حمادة فراعنة – 12/4/2021

انتصار بسيط حققه تجمع الجاليات العربية يوم 6 نيسان 2021، لدى بلدة بيلوس الأميركية، القريبة من مدينة شيكاغو في ولاية ايلينوي، حيث استطاعت جهود الجالية العربية، إسقاط مرشحة لعضوية مجلس إدارة البلدية، على خلفية مواقفها العنصرية المعادية للمسلمين وللعرب ولفلسطين.

جهود الجاليات العربية الموحدة حققت نتائجها في هزيمة شيرن  برانيجان المنتمية للحزب الجمهوري، المؤيدة المتحمسة لسياسات الرئيس المهزوم ترامب ومواقفه العنصرية، فتحولت مثله إلى عنوان هزيمة للعنصريين البيض، وعنوان نجاح وانتصار للمسلمين وللعرب وبشكل خاص للفلسطينيين الذين قادوا الحملة، ووحدوا جهود ومواقف الجالية العربية وهزموا برانيجان  في منطقة موصوفة أنها قاعدة لليمين العنصري، وذات أغلبية من البيض المحافظين المؤيدين للحزب الجمهوري، ومع ذلك حققت الحملة هدفها في إسقاط المرأة المرشحة العنصرية.

حسام مراجدة منسق حملة «مع السلامة برانيجان « قال: «الانتصار للجالية العربية وخاصة للفلسطينيين انتصار بسيط، حققه شباب الجالية من الطبقة العاملة وشباب الجامعات، الذين تعلموا أهمية النضال التراكمي معتمدين على إرادتهم وقد حققوا المطلوب، وأن الجيل الشاب من الأميركيين العرب وخاصة من الفلسطينيين، لم يعودوا سلبيين هامشيين، بل اندمجوا في تفاصيل الحياة لتحسين ليس فقط ظروفهم المعيشية عبر العمل والدراسة، بل عبر الاندماج بالحياة الأميركية العامة، والمشاركة عبر الانتخابات، لتحقيق حالة الحضور واحترام أصولهم والانتصار لقضاياهم، وشكلت معركة هزيمة العنصرية شيرن برانيجان  نموذجاً لهذا النشاط الحيوي، وقد سبقه نجاحات لمرشحين عرب ومسلمين وفلسطينيين في مواقع بلدية وولائية مختلفة، وكان تتويجها حشد الجهود في معركة الرئاسة التي ساهمت يوم 3/11/2020 في هزيمة ترامب ونجاح بايدن».

شهرياً منذ ثلاث سنوات كانت حملة «مع السلامة برانيجان « تدعو إلى اجتماع تبرز فيه سلوك وتصريحات عضوة البلدية السابقة، التي لجأت إلى المحكمة لمنع النشاطات الجماهيرية التي تستهدفها، وكان قرار القاضي مؤكداً على «حق المحتجين في الاعتراض على برانيجان « لسلوكها العنصري وتصريحاتها المعادية للمسلمين وللعرب وللفلسطينيين.

حملة إسقاط برانيجان ، أجرت عشرين ألف مكالمة تلفونية مع ناخبين محليين، وطرقت أبواب خمسة آلاف عائلة، مما يدلل على أن النشاط التراكمي، والجهود المبذولة، والعنوان الواضح، والعمل الدؤوب نحو الهدف، يحقق ما هو مطلوب، والمطلوب هو تحرير الشعب الأميركي من نفوذ الصهيونية، ودفعهم نحو الاعتدال والتوازن في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة، ووقف الانحياز والدعم الأميركي للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.

نضال الفلسطينيين في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، واتساع قاعدة مشاركتهم في الانتخابات الإسرائيلية ليكونوا عنصراً داخلياً مؤثراً لمواجهة سياسة تل أبيب العنصرية الاحتلالية التوسعية، ونضال الفلسطينيين والعرب والمسلمين في الولايات المتحدة عنوان واحد لقضية واحدة، وهذا معنى وقيمة الانتصار الذي تحقق في مدينة بيلوس قرب شيكاغو في ولاية أيلينوي الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى