#شؤون مكافحة الاٍرهاب

المرتزقة في ليبيا ـ مخاطر التسلل إلى أوروبا

إعداد: وحدة الدراسات و التقارير “2” – 16/6/2021

دعا الاتحاد الأوروبي إلى خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، واصفا ذلك بـ “الشرط المسبق” لعودة الاستقرار إلى المنطقة. وكانت قد أرسلت أنقرة الألاف من المرتزقة السوريين المواليين لها  للقتال في طرابلس بجانب حكومة الوفاق السابقة. ووفرت لهم الدعم المالي والعسكري، مما زاد من خطر قيام جيل جديد من المقاتلين الأجانب بزعزعة استقرار ليبيا والمنطقة.  ويمثل تسلل المئات من المرتزقة من ليبيا إلى جنوب أوروبا تهديدا للقارة العجوز لاسيما بعد تنامي استياء المرتزقة المتواجدين في ليبيا بسبب إقامتهم الجبرية وعدم عودتهم إلى بلدانهم.

هروب المرتزقة الليبيين إلى أوروبا

اعتمدت تركيا بشكل رئيسي على المرتزقة السوريين في ليبيا كما دعمت القوات الأذربيجانية في ناغورني كاراباخ بعدد غير قليل منهم. وتقدر الأمم المتحدة في 5 مايو 2021 ب (20) ألفا عدد المرتزقة الموجودين في ليبيا معظمهم من الأتراك. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 25 فبراير 2020 عن هرب (64) من المرتزقة السوريين من ليبيا إلى أوروبا وكان قد فرّ (41) من المرتزقة إلى إيطاليا عبر مواني في ليبيا وفقا للإحصائيات في 26 يناير 2020. المرتزقة في ليبيا ـ المخاطر والتهديدات لدول المنطقة

وذكرت التقارير أن (17) مرتزقا سوريا نجحوا في الوصول إلى البر الإيطالي، بعدما غادروا بقوارب ميناء في العاصمة الليبية طرابلس. وتبلغ تكلفة تهريب الفرد من مدينة الزاوية غربي طرابلس إلى إيطاليا، بحوالي أكثر من (1300) دولار. وفي 10 أغسطس 2020 أكدت مصادر ليبية فرار (20) مرتزقاً سورياً من أحد معسكرات صبراتة غرب ليبيا عبر زوارق هجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا.

خارطة طريق مؤتمر برلين

تستضيف ألمانيا في 23 يونيو 2021 جولة جديدة من محادثات السلام الليبية بمشاركة الحكومة الانتقالية الليبية لبحث عدة ملفات من بينها، سحب المرتزقة من ليبيا والتحضير للانتخابات الوطنية المقررة في نهاية عام2021 وكذلك تكثيف المباحثات حول تشكيل قوات أمنية ليبية موحّدة. وبرعاية الأمم المتحدة في 19 يناير 2020 كانت قد استضافت برلين محادثات لإحلال السلام في ليبيا. وكانت قد دعت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تركيا لاتخاذ خطوات لتنفيذ قرارت مجلس الأمن المتعلقة بليبيا وتنفيذ مخرجات الجولة الأولى من مؤتمر برلين حول ليبيا لسحب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

واقع التعاون الأمني مع دول أوروبا – المرتزقة

إيطاليا: أكدت وزارة الدفاع الإيطالية في 23 أبريل 2021 تعزيز التعاون العسكري مع ليبيا لا سيما أن ليبيا تمثل لإيطاليا أولوية استراتيجية. ومن أوجه التعاون الأمني بين الجانبين تدريب ودراسة الطلاب الليبيين في الأكاديميات العسكرية الإيطالية. كذلك تأمين الحدود البرية عبر تقديم المساعدات اللوجيستية والفنية وتدريب الكوادر الليبية. وأيضا حماية الحدود البحرية من خلال تدريب خفر السواحل الليبي لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

ألمانيا: تساهم ألمانيا منذ 6 مارس 2021 في العملية “IRINI” بالسفينة الحربية “برلين” لمراقبة الامتثال لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا. وكانت قد ساهمت الحكومة الألمانية من قبل بالفرقاطة “هامبورغ” لتفتيش السفن المشتبه في تورطها بتهريب أسلحة. كماعقدت ألمانيا وتركيا مباحثات في 6 مايو 2020 ركزت على سحب المرتزقة من ليبيا.

فرنسا: أعلنت فرنسا عن تقديم دعمها الكامل للسلطة التنفيذية في قيادة الانتقال السياسي في ليبيا حتى انتخابات 24 ديسمبر 2021. وتساهم فرنسا في تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية التابعة لوزارة الداخلية الليبية على كافة الأصعدة.

زار وفد أوروبي لدول إيطاليا وفرنسا وألمانيا العاصمة الليبية طرابلس في 25 مارس 2021. وشدد الوفد الأوروبي على ضرورة إخراج «المرتزقة» الأجانب من ليبيا كشرط أساسي للإعداد للانتخابات المقبلة، واستبعاد أي حل عسكري للأزمة الليبية.وأكد وزراء الخارجية الفرنسي “جان إيف لودريان” والإيطالي “دي مايو والألماني هايكو ماس” ضرورة مساندة حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وإنهاء مسار خريطة الطريق و”مؤتمر برلين”.

يرى ” أرتورو فارفيللي ” المحلل السياسي ومدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) في 25 مارس 2021 إن زيارة وزير الخارجية “لويجي دي مايو” إلى طرابلس مع نظيريه الألماني والفرنسي “هيكو ماس” و”جان إيف لودريان” هي إشارة “واضحة” على “وحدة هدف أوروبية أعيد اكتشافها، لم يرها أحد من قبل منذ وقت طويل”، إنها أخبار “إيجابية للغاية”. وأن الاتحاد الأوروبي “بدأ يتحرك أخيرًا في انسجام” بشأن الملف الليبي، وحتى لو كان “من المستحيل التفكير بأن جميع المشاكل قد تم حلها وكأنها بشكل سحري، فنحن نسير على طريق ممتازة”. المرتزقة في ليبيا ـ تحقيق مكاسب مادية .. أقوى دافع لدى المقاتلين. بقلم جاسم محمد .     

التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي

بحثت السلطات الليبية في  8 يونيو 2021  مع الاتحاد الأوروبي  تعزيز التعاون المشترك، في دعم الأمن على الحدود الجنوبية الليبية، ومكافحة موجات الهجرة غير الشرعية. والمساعدة الأوروبية لحرس السواحل الليبية، لدعم السيطرة على الحدود البحرية، وفق “استراتيجية أورو – متوسطية متكاملة”. وأكد بيريز أهمية مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود، بالنسبة للاتحاد الأوروبي. بحث وزراء الدفاع الأوروبيون ببروكسل في 5 مايو 2021، ملف المرتزقة، واستئناف تدريب خفر السواحل الليبي بالتزامن مع تسجيل عملية “إيريني” انتهاك حظر توريد السلاح إلى ليبيا. وكان قد ابدى الاتحاد الأوروبي استعداده لتزويد المراقبين في ليبيا بالخبرات وصور الأقمار الاصطناعية.

التقييم

يشكل سحب المرتزقة من ليبيا وتشكيل قوة أمنية موحدة تحديا كبيرا لدول أوروبا والاتحاد الأوروبي لحل الأزمة الليبية. وبالرغم من مخرجات الجولة الأولى من مؤتمر برلين 2020 وما تبذله الدول الأوروبية من جهود والتشديد على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة بحلول يناير 2021، إلا أن هذا التاريخ انقضى دون التوصل لأي حلول.

تسيطر تركيا على طريق الهجرة غير شرعية إلى أوروبا انطلاقا من سواحل طرابلس وهذا يمثل الخطر الأكبر للاتحاد الأوروبي كون أنه يسمح لأنقرة استخدام الهجرة غير شرعية لتحقيق مكاسب اقتصادية ونفوذ للفرص المستقبلية في إعادة إعمار ليبيا والضغط على الاتحاد الأوروبي.

تواجد المرتزقة في ليبيا بجانب الجماعات المتطرفة يتيح لهم للوصول إلى أوروبا عبر سواحل ليبيا خاصة وأن هذه الجماعات، تفضل المغامرة عبر البحر للوصول إلى إيطاليا بحرا، ثم أوروبا، وهذا ما تخشاه دول التكتل الأوروبي

منحت أنقرة الجنسية التركية للعديد من المرتزقة المواليين لها وباتوا يحملون جوازات سفر ثبوتية تركية. وهذا من شأنه أن يشكل تهديدا كبيرا لدول أوروبا ويزيد من قدرات المرتزقة المواليين لتركيا للوصول إلى أوروبا أو منطقة شنغن، وهو أمر صعب أو مستحيل حَالِيًّا باستخدام جواز سفر سوري.

* المركز الأوربي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات .

الهوامش

برلين تستضيف جولة جديدة من محادثات السلام الليبية في 23 يونيو بحضور الحكومة الانتقالية

https://bit.ly/3iIGHvl

سفينة حربية تغادر قاعدة ألمانية باتجاه الساحل الليبي.

https://bit.ly/2RFCL3f

وزير الدفاع الإيطالي: ليبيا أولوية استراتيجية لنا… ونعد بتعزيز التعاون العسكري معها

https://bit.ly/3xbV3Ik

محلل سياسي إيطالي: زيارة 3 وزراء لليبيا إشارة لوحدة أوروبية كانت مفقودة.

https://bit.ly/2TWJ03q

مباحثات أممية أوروبية لمراقبة وقف النار في ليبيا.

https://bit.ly/3iwrEV6

تقرير: “مرتزقة أردوغان” يفرون من ليبيا إلى أوروبا

https://bit.ly/3wczqaG

4700 مرتزق سوري يصلون طرابلس.. و64 هربوا لأوروبا

https://bit.ly/352MC6l

سبعة غرقوا في البحر.. سوريون ألقوا سلاحهم في ليبيا وهربوا لأوروبا.

https://arbne.ws/3x7TRpq

ليبيا والاتحاد الأوروبي يبحثان تأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية

https://bit.ly/3pIh9j9

Libya: Are Turkey’s Syrian mercenaries a new threat?

https://bit.ly/3xc8bNA

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى