اللواء محمود الناطور يكتب – تنظيم القاعدة: استراتيجية جديدة وقوة متنامية – الحلقة السادسة
الاقامة في الصومال
بثت قناة الجزيرة الفضائية (الاحد 21/6/2009) لقاءا اجراه مراسلها في افغانستان مع الشيخ مصطفى ابو اليزيد القائد العام لقوات تنظيم القاعدة في افغانستان ، حيث كشف فيه عن وجود الشيخين اسامه بن لادن والدكتور ايمن الظواهري في مكان آمن مؤكدا على تواصلهما الكامل مع جميع فروع القاعدة في مختلف الساحات .
وأوضح بأن تنظيم القاعدة يعمل حاليا تحت امرة خليفة المسلمين الملا محمد عمر ، واشار الى ان جميع الاشاعات حول تعاون تنظيم القاعدة مع ايران هي كاذبة ، ولا اساس لها من الصحة ، واصفا ايران بدولة النفاق والشقاق التي تعادي المسلمين السنة موجها لها العديد من الاتهامات من ابرزها تعذيب الشيخ محمد الاستانبولي في السجن وهو شقيق خالد الاستانبولي منفذ عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات ، وان ايران تحتجز في سجونها العديد من المجاهدين مع عائلاتهم ، وان زوجة الشيخ محمد الاستانبولي توفيت في السجن نتيجة الاهمال .
ووصف حزب الله اللبناني بأنه “حزب رافضي” لا يمكن التعاون معه مبديا الدعم لحركة الشباب المجاهدين وللحزب الاسلامي في الصومال ، ومعترفا بتراجع العمل في السعودية بشكل محدود موضحا ان عمليات القاعدة في السعودية التي قال انها عزيزة على كل مسلم كانت مما تزال تستهدف القوات والتواجد الامريكي والمصالح الامريكية .
وقال الشيخ مصطفى ابو اليزيد .. ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد توحد تحت امارة “ابو بصير” الشيخ ناصر الوحيشي مكذبا الانباء التي اشارت الى ان تنظيم القاعدة يؤيد انفصال اليمن الجنوبي ، كما اعترف بدعم المجاهدين في تنظيم “فتح الاسلام” في لبنان والمجاهدين في حركة حماس في فلسطين دون ان يشير الى أي علاقة مع قيادة الحركة .
واثنى على المجاهدين في دولة العراق الاسمية موضحا انه اذا كان البعض لديه اعتراض على التسمية فانه بالامكان تغييره بقرار من قادة التنظيم في العراق في حال الضرورة لكسب المنافع ودرء المفاسد .
وشرح الشيخ مصطفى ابو اليزيد استراتيجية القاعدة في الوصول الى فلسطين لتحريرها من اليهود حسب اقواله مشير الى خطاب الشيخ اسامه بن لادن بهذا الشأن ، وبسؤاله عن امكانية التفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية اجاب : بأنه ليس هناك ما يمنع اذا التزمت امريكا بشروط القاعدة وانسحبت من جميع بلاد المسلمين ، وأوقفت دعمها لليهود في فلسطين ، ويمكن ان يكون التفاوض على اساس “هدنة” محددة .
وكشف الشيخ مصطفى ابو اليزيد النقاب عن تدفق المجاهدين من باكستان وافغانستان والدول العربية والاسلامية وان امكانيات القاعدة المالية والتسليحية جيدة ، مناشدا المسلمين الدعم المالي لمواصلة مسيرة الجهاد حتى هزيمة لاعداء .
وتطرق الى الوضع في الباكستان وعمليات القتال الدائرة مع الجيش الباكستاني في منطقة وادي سوات مشيرا الى ان الجيش هو الذي بدأ القتال واصفا الرئيس الباكستاني آصف زرداري بأنه لص ، متوعدا بمواصلة القتال الى جانب حركة طالبان باكستان التي قال انهم على وفاق تام معها في العقيدة والجهاد.
وردا على سؤال حول سيطرة حركة طالبان على الترسانة النووية الباكستانية اذا اتيحت لها الفرصة قال ان المجاهدين هدفهم اقامة دولة الخلافة الاسلامية ، ولديهم المقدرة على تحقيق النصر والسيطرة على الترسانة النووية لتكون سلاحا في يد المسلمين .
وبالعودة الى مرحلة وجود الشيخ اسامه بن لادن في السودان واختياره الرحيل عنها عام 1996 فانه ومنذ اعلنت السودان انه ترك الاقامة فيها ، فقد استنفرت اجهزة المخابرات الامريكية والغربية لمعرفة وجهته التي قصدها ، وفي البداية شككت اجهزة المخابرات بمعلومات الحكومة السودانية ، واشاعت اجواء تفيد ان الشيخ اسامه بن لادن قد انتقل الى منطقة “الجبل الابيض” التي تبعد حوالي (400 كلم) في شمال غرب الخرطوم ، وهي منطقة صحراوية معزولة ومعروف انها تحوي قواعد عسكرية ومعسكرات لتدريب الجماعات الجهادية ، وبالرغم من تكرار الحكومة السودانية لنبأ رحيل الشيخ اسامه بن لادن مع عشرة من معاونيه الى افغانستان ، الا ان النشاط الاستخباري الامريكي والغربي ازداد كثافة في حي “كوبر” حيث كان يقيم هناك الشيخ عمر عبد الرحمن قبل مغادرته السودان ، الى الى الولايات المتحدة الامريكية ، كما ازداد النشاط الاستخباري في شارع الرياض حيث يقيم عدد من قادة الجماعات الاسلامية .
وظل التشكيك الامريكي والاوروبي بالرواية السودانية حول مغادرة الشيخ اسامه بن لادن مستمرا لمدة ثلاثة اسابيع حتى فوجئت اجهزة الاستخبارات بوجود الشيخ اسامه بن لادن في الصومال حيث يقيم في قاعدة تابعة لانصارالمليونير عثمان غاتو احد اكبر المنافسين آنذاك للجنرال محمد فارح عيديد ، وهو حليف لمهدي محمد الذي كان يسطر على شمال مقديشو عاصمة الصومال والعدو اللدود للجنرال عيديد .
وحول اختيار الصومال لتكون محطة اولى لخروجه من السودان قاصدا افغانستان فاننا لا نكشف سرا عندما نوضح بأن الشيخ اسامه بن لادن كان قبل خروجه يكرس وقته للعمل على مستوى القرن الافريقي ، وعلى مستوى العلاقات مع تنظيمات اصولية نشطة في المنطقة ، وقد حرص الشيخ اسامه بن لادن آنذاك على “احباط” المساعي الامريكية للسيطرة على منطقة القرن الافريقي، وهي مساع بدأت بزيارة وفد كبير من كبار المسؤولين في المخابرات الامريكية الى العاصمة الاثيوبية “اديس ابابا” برئاسة “جون دوتس” مدير وكالة المخابرات المركزية ، وضم الوفد اكثر من عشرين خبيرا ، حيث تركز البحث مع المسؤولين الاثيوبيين على تطورات الوضع في القرن الافريقي لا سيما ما يخص السودان والصومال .
وطبقا للمعلومات فان الوفد المخابراتي الامريكي التقى اثنين من قادة المعارضة السودانية هما منصور خالد مستشار جون قرنق والدكتور عمر نور احد ابرز قيادات حزب الامة الذي يقوده الصادق المهدي ، وتمخضت النتائج على اعادة الاعتبار للدور الاقليمي لاثيوبيا على ضوء معلومات مفادها ان هناك خطة واسعة لزعزعة المنطقة انطلاقا من الصومال واثيوبيا ، حيث اخترقت التنظيمات الاسلامية اكثر من منطقة في اثيوبيا وخاصة اقليم “بني شنقول” المجاور للسودان واقليم “اوغادين” عند حدود الصومال ، وكانت الجبهة الوطنية لتحرير اوغادين المتحالفة مع جبهة اورومو آنذاك تتلقى الدعم من الشيخ اسامه بن لادن .
أسباب خروج بن لادن من السودان
بعد خروج الشيخ أسامه بن لادن من السودان قاصدا في البداية الصومال، قرر عدد كبير من مسؤولي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مغادرة السودان واللجوء الى اليمن تاركين وراءهم العديد من المزارع والقواعد .
وتفسيرا لما حدث بعد ان شرحنا دوافع الحكومة السودانية في حلقات سابقة نورد بعض الوقائع التي تلقي المزيد من الاضواء على موقف السودان حينذاك والذي قرر التجاوب مع الادارة الامريكية وتقديم مبادرة حسن نوايا ، وقد بدأ الانفتاح السوداني على الادارة الامريكية نتيجة اتصالات قام بها اللواء “جوزيف لاقو” نائب رئيس الجمهورية السابق والسفير المتجول بوزارة الخارجية السودانية، الذي زار واشنطن واجتمع الى اعضاء نافذين في الكونغرس الامريكي ، وعاد الى بلاده قبل رحيل أسامه بن لادن بأيام يحمل مذكرة امريكية هي عبارة عن مجموعة مطالب وشروط لاعادة الحوار مع الخرطوم ، وتتضمن المذكرة سبع نقاط هي :
وجدت المذكرة تجاوبا من الشيخ حسن الترابي الذي وجدها فرصة لتعزيز علاقاته مع الادارة الامريكية والانقلاب على حلفاء الامس الذين ما زالوا يناصبونه العداء بسبب موقفه حتى تاريخ اعداد هذه الحلقة، وتشجيعا للشيخ حسن الترابي وافقت الادارة الامريكية على تعيين اللواء “فاتح عروه“ مندوبا دائما للسودان في الامم المتحدة في نقل موافقة الشيخ حسن الترابي على المذكرة الامريكية سفير السودان في واشنطن “مهدي ابراهيم“ الذي سلمها الى مسؤول دائرة شرق افريقيا في الخارجية الامريكية .
كان ذلك هو الجزء الظاهر من جيل الجليد ، لكن الجزء المخفي والاهم يحمل في طياته أسرارا كثيرة اعقبت حادث تفجير مقر تدريب الحرس الوطني السعودي في الرياض يوم 13/11/1995 ، الذي أودى بحياة سبعة اشخاص بينهم خمسة جنود امريكان ، وأشير بأصابع الاتهام الى منفذين تابعين للشيخ أسامه بن لادن .
وقد فتح هذا الحادث طريق الحوار بين المسؤولين السعوديين والشيخ حسن الترابي، وبعد اعدام منفذي ذلك الهجوم اواخر شهر ايار/مايو 1996 ، عمت الصدمة معظم المسؤولين السعوديين والامريكان حين انفجر صهريج وقود مفخخ بحوالي (2500 كلغم) من المتفجرات الشديدة عند سور المجمع السكني الذي يقيم فيه الجنود الامريكان في قاعدة الملك عبد العزيز بمدينة الخبر قرب الظهران ، حيث قتل (19 جنديا) امريكيا وجرح ما يزيد عن (400 جندي) كانت حالات بعضهم خطرة ، وتم تدمير المبنى المكون من ثمانية طوابق بالكامل ، وقد وقع الهجوم بعد (25) يوما من اعدام منفذي الهجوم على مقر تدريب الحرس الوطني السعودي .
وسبب الصدمة والدهشة ان قاعدة الملك عبد العزيز هي منطقة عسكرية يتجمع فيها آنذاك ثلاثة آلاف جندي امريكي وعدة مئات من الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا ينفذون قرار مجلس الامن الدولي الخاص بمراقبة الاجواء العراقية ، ومنع الطيران العراقي من التحليق في المناطق المحظورة على الطيران في شمال وجنوب العراق ، وتتمتع تلك القاعدة باجراءات امنية مشددة ، كما ان تنفيذ مثل هذا الهجوم يتطلب من اكبر التنظيمات اشهرا من الاعداد،وتكليف مجموعات عديدة للرصد والمراقبة والتصوير بالكاميرات ، ثم ادخال المعلومات الى اجهزة الكمبيوتر قبل تحديد الهدف والتوقيت .
وقد كان رد الولايات المتحدة الامريكية على ذلك الهجوم قويا للغاية حيث اعلن الرئيس بل كلينتون بأن واشنطن ستطارد الفاعلين وستقتص منهم ولن تترك تلك الجريمة بلا عقاب ، وكشف كلينتون عن اربعين توصية محددة لمكافحة الارهاب.
وقد شهدت تلك السنوات ضمن احداثها الجسام الهجوم على موكب الرئيس المصري حسني مبارك يوم 26/6/1995 وهو في طريقه من المطار عن طريق شارع بول لحضور اجتماعات القمة الافريقية بالعاصمة الاثيوبية ، وكشفت تحقيقات جهاز الامن الاثيوبي مع المتهمين الثلاثة وهم “صفوت عبد الغني ، وعبد الكريم النادي ، والعربي صديق حافظ” عن زيارات للشيخ أسامه بن لادن للمعسكر الذي كانوا يتدربون فيه .
فقد جاء في اعترافات صفوت عبد الغني انه تلقى تدريباته العسكرية في افغانستان التي وصلها عن طريق المملكة العربية السعودية بعد اداءه لفريضة الحج ، وبعد ذلك التحق بكتائب العمل الجهادي ضمن صفوف مقاتلي “قلب الدين حكمتيار” القائد الافغاني المشهور في بيشاور ، وبعد التدريبات انتقل الى السودان عن طريق كينيا ، حيث مكث فيها مع بعض الزملاء من الافغان العرب في مزرعة تبعد حوالي (20 كم) جنوب الخرطوم بمنطقة تسمى (سوبا) حيث التقى هناك اكثر من مرة بالشيخ أسامه بن لادن الذي كان يزورهم باستمرار بمواقع التدريب الخاصة بالجماعة الاسلامية .
لقد كانت المذكرة الامريكية وتلك الاحداث التي استعرضناها سببا في انقلاب الشيخ حسن الترابي على حلفائه طمعا في تعزيز علاقاته مع الادارة الامريكية ، لكن الشيخ أسامه بن لادن كان على علم بالاتصالات الامريكية السودانية التى كان بطلها اللواء “جوزيف لاقو” فآثر الانسحاب ومغادرة السودان قبل استفحال الأمور.
تشكيل القيادة الاسلامية بزعامة الترابي
عندما وصلت وحدات (رانجر) الامريكية للتدخل السريع الى العاصمة الصومالية مقديشو تجمعت لدى قيادة (يوتوهوم – 2) معلومات تفيد باقامة جسر جوي بين افغانستان والسودان لنقل عدد من الافغان العرب الذيناضطروا لمغادرة بيشاور مطلع التسعينات من القرن الماضي ، فمنهم من لجأ الى جلال آباد او لمعسكرات أنشئت خصيصا في المنطقة الفاصلة بين الحدود الافغانية – الباكستانية، ومنهم من توجه الى السودان وجرى نقلهم فيما بعد الى “هيرغيسا” عاصمة جمهورية “ارض الصومال” لمساعدة جماعات (هبر غدير) من قبيلة الجنرال الصومالي الهارب آنذاك محمد فارح عيديد الذي كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع الشيخ حسن الترابي زعيم الجبهة القومية الاسلامية السودانية ، والذي استطاع خلال تلك الفترة تشكيل “قيادة اسلامية” برئاسته وتضم كلا من الدكتور ايمن الظواهري زعيم تنظيم الجهاد الاسلامي المصري والقائد الافغاني عبد الله جاويد والقائد الاسلامي الجزائري قمر الدين قربان ، بالتحالف مع الحزب الاسلامي الصومالي بزعامة الشيخ علي ورسمه ، وكانت مهمة تلك القيادة الاسلامية تقديم الدعم المالي وبالسلاح والعتاد الى انصار الجنرال الصومالي محمد فارح عيديد، وتنفيذ عمليات ضد القوات الدولية في الصومال لاخراجها من العاصمة مقديشو.
وقد تشكلت تلك القيادة الاسلامية نهاية شهر آب/اغسطس من عام 1993 حيث عبر الشيخ حسن الترابي عن اهدافها بالقول انها تخوض معركة كل المسلمين على مدى القرن الافريقي ، وتم اختيار الدكتور ايمن الظواهري منسقا عاما لتلك القيادة، وبموجب هذا الاختيار قام الدكتور الظواهري خلال نفس الشهر بمرافقة الشيخ حسن الترابي في جولة الى العاصمة الكينية “مومباسا” حيث اجتمعا الى جماعات اصولية موالية لايران ، ومع ممثلي جبهة “ارومو” الاثيوبية والحركة الاوغندية الاسلامية الناشطة آنذاك على الحدود بين الصومال واثيوبيا ثم قام الاثنان بزيارة الى “هيرغيسا” عاصمة جمهورية ارض الصومال حيث التقيا مع قيادات حليفه للجنرال محمد فارح عيديد .
ومن ابرز مهمات “القيادة الاسلامية” حينذاك انها كانت تنقل السلاح عبر طائرات صغيرة يقودها افغان عرب الى المقاتلين الاسلاميين ، وتهبط بها في مدرجات لمطارات صغيرة كان السوفييت قد بنوها في السبعينيات ابان فترة حكم محمد سياد بري ، ثم تحول الحال بعد ان اغلقت القوات الامريكية تلك المدرجات الى التسلل عبر مراكب شراعية صغيرة من خلال نقاط محدودة على طول الساحل خصوصا شمال شرق الصومال حيث كانت “حركة الإنقاذالوطني الصومالي” تفرض سيطرتها بعد المصالحة مع الاسلاميين التي تمت برعاية من شيوخ قبائل في جمهورية ارض الصومال .
بعد تشكيل “القيادة الاسلامية” بزعامة الشيخ حسن الترابي تحولت العاصمة الصومالية مقديشو الى عاصمة “اممية” للتنظيمات الاسلامية السلفية في القرن الافريقي ، وتجد الدعم من الافغان العرب ومن طهران ومن الخرطوم التي زعم الترابي ان المعارك ضد القوات الامريكية هي الرد العملي على ادراج اسم السودان على اللائحة السوداء الداعمة للارهاب .
ومنذ دخول الرئيس بيل كلينتون الى البيت الابيض كانت المخابرات الامريكية تتهمه بالاهمال وتدعي انه يفضل مطالعة الصحف الصباحية على قراءة التقارير التي تعدها له المخابرات المركزية الامريكية، الا ان الهجمات القاتلة التي تتعرض لها القوات الامريكية والدولية في الصومال جعلته يقلع عن هذه العادة .
ففي بداية شهر حزيران/يونيو 1994 انضم الرئيس كلينتون الى اجتماع خاص الى جانب مستشاره لشؤون الامن الافريقي “انطوني ليك” والمدير الجديد للمخابرات المركزية الامريكية حينذاك “جون دوتيش” وقد خصص الاجتماع للبحث في سبل معاقبة ايران بعد ان تزايدت تقارير المخابرات المركزية الامريكية التي تشير الى دورها الناشط في القارة السوداء في شكل يتجاوز ما كان يسمى “الحزام الاسلامي” المحيط بالسودان .
وكانت المعلومات تقول بأن التغلغل الايراني وصل الى اعماق القارة الافريقية من خلال معسكرات التدريب التي قيل انها وضعت تحت اشراف الحرس الثوري في السودان لتدريب وتأهيل عناصر كل التنظيمات الاسلامية التي تنتمي الى عدد كبير من الدول العربية والاسلامية بدءا من حركة حماس والجهاد الاسلامي المصري وصولا الى افغان الجزائر وسائر الافغان العرب بما في ذلك التيارات الاسلامية الافريقية في اريتريا واثيوبيا والصومال وجيبوتي ومالي وتشاد والسنغال وشاطئ العاج .

