#أقلام وأراء

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب”: في الذكرى الحادية والخمسين لاستشهاد القائد الرمز ابو علي اياد

بقلم اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” 27-7-2022

في مثل هذا اليوم قبل واحد وخمسين عاما ، في 27 يوليو / تموز عام 1971، فقدت فلسطين، واحداً من أبرز قادتها الابطال ، الذين عشقوا ترابها وحلموا بالحرية ، الفدائي ، الثائر ، القائد الرمز وليد احمد نمر نصر الحسن “ابو علي اياد”، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، من أبرز قيادات قوات العاصفة، التي وضعت قضية فلسطين على خارطة العالم.

نذر حياته مناضلا ، عانق بندقية فلسطين ، فوق جبال فلسطين ، صانعا جيلا من الفدائيين المقاتلين الذين كسروا حاجز الموت، كان متحمساً دائما لفكرة الثورة، حمل فكرا وطنيا ثوريا مكنه من أن يكون مرجعية للمتطلعين الى درب التحرير والاستقلال الوطني.

كان رمز الصمت، والقرار الشجاع، والصلابة ، قليلاً ما يبتسم، وكثيراً ما يملأ الأرض ضجيجاً بعصاه متنقلاً في قواعد الثورة بين سوريا ولبنان وصولاً الى الأردن .. تجده يحضّر دوماً لدوريات الاستطلاع و دوريات العمق ، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف، شارحاً وموجهاً ، بكلام واحد ، ان فلسطين عروس ، ومهرها الدماء ، ومن أختار هذا الدرب يجب أن يستشهد من أجله.

عرف بقدراته القيادية، الشجاعة، الاصرار، العطاء والتمرد ، كان رفيق المقاتلين في كل الظروف ، مؤمنا بعدالة القضية التي يناضل من أجلها، ومنع التحدث بسواها ، ونذر حياته للوطن، وتميز بخشونته المنسجمة مع طبيعته العسكرية، إلى جانب الإيمان بالتضحية من أجل تحرير فلسطين، كان موسوعة علمية في الجانب الروحي، وبعث الهمم وإحياء القيم والقدرة على الإقناع، وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم، فاستحق لقبي: عمروش فلسطين (نسبة إلى القائد الجزائري) وبطل الجبل.

ظل مدركا أن مهمته الاساسية في التدريب والتحضير والاعداد، فقد كان مؤمنا بالاجيال الصاعدة، التي ستكون قادرة تحرير فلسطين، واستنسخ الجيل الثاني للثورة الفلسطينية جيل “اشبال الثورة”، قادة المستقبل ، في مراحل التمدد الثوري. وأنشأ أول مدرسة كوادر للتثقيف السياسي في سوريا.

كان معتقدا دائما أن الرصيد الاساسي للثورة يجب أن يكون في القواعد الارتكازية الامامية ، ولذلك بادر الى تأسيسها ، وكان يردد دائما أن العمليات الفدائية هي التي ستعبد الطريق نحو فلسطين، ولم يتأخر عن قيادة الكثير من العمليات البطولية. وكان دائم الحركة ليطمئن أن الدوريات تسير بانتظام للأهداف المحددة لها وصولاً الى فلسطين جغرافياً وتاريخياً.

واحد وخمسون عاما مرت على استشهاد القائد وليد احمد نمر نصر الحسن “ابو علي اياد” الا انه لازال في اذهان شعبنا ، بمقولته الخالدة التي حفرها في ذاكرة التاريخ “نموت واقفين ولن نركع”. وها هو شعبنا بكافة أطيافه يتمسك بهذا المبدأ الخالد ، وبعد كل هذه السنوات ، يتعرض للقتل والدمار ، ويبقى واقفا مجسدا هذه المقولة التاريخية الخالدة.

حين تمر ذكرى شهيد وقائد وبطل فإننا نحني رؤوسنا اجلالا واحتراما لهؤلاء الابطال الذين غادرونا وهم يدافعون عن شعبنا وحقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة. وفي الذكرى الحادية والخمسين لاستشهاده 27-7-1971 نوجه التحية للذين لازالوا على عهد حركة فتح وعهد الشهداء والجرحى والاسرى والمناضلين في الكثير من المواقع والاماكن المتباعدة والذين تجمعهم فتح الفكرة والانتماء والثورة وفلسطين.

وفي هذه المناسبة نعيد نشر الفصل الثالث من كتابنا بعنوان حركة فتح والانجازات الثورية في العام 1969م ، والذي تم تخصيصه بالكامل للشهيد القائد البطل ابو علي اياد.

 

Please wait while flipbook is loading. For more related info, FAQs and issues please refer to DearFlip WordPress Flipbook Plugin Help documentation.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى