#أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” يكتب – في الذكرى التاسعة والاربعين لاستشهاد القائد ابو علي اياد “عمروش فلسطين”

اللواء محمود الناطور “ابو الطيب” 27-7-2020م

ابو علي اياد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، من أبرز قيادات قوات العاصفة التي وضعت قضية فلسطين على خارطة العالم، وذو حضور نوعي، حمل فكرا وطنيا ومرجعية للمتطلعين الى درب التحرير والاستقلال الوطني. نذر حياته مناضلا عانق بندقية فلسطين فوق جبال فلسطين صانعا جيلا من الفدائيين المقاتلين الذين كسروا حاجز الموت، فاستنسخ الجيل الثاني للثورة الفلسطينية جيل (اشبال الثورة) قادة المستقبل في مراحل التمدد الثوري. ولقد عرف هذا القائد المتميز بقدراته وكفائته القيادية من حيث الصرامة والشجاعة والتفاني والإخلاص. لا نستطيع اختصار تاريخ حافل وملىء لقائد كان رمزاً للشجاعة والأقدام ، لا يبالي الصعاب، ولانستطيع ايفاءه حقه في سطور ، فهو كل السطور ، فهو المحب لأشباله والمربي لجيل المستقبل ، وهو نقمة على الأعداء والجبناء ، وهو من أرسل ثورة الأوراس في الجزائر ، ومن معدي الدورات العسكرية إليها ، وهي أول دولة قدمت وفتحت مكاتب ومعسكرات لحركة فتح فيها وخرجت دورات وأرسلت امدادات كثيرة. هو كل العطاء والتمرد على الواقع الفاسد ، ومنشىء المعسكرات وفاتح جبهة الجولان ولبنان ، وهو رفيق المقاتل في كل الظروف وهو أب وأخ للرجال ، وهو المؤمن بعدالة القضية وقدسيتها، ومنع التحدث بسواها ، وهو من أنشأ أول مدرسة كوادر للتثقيف السياسي في سوريا ، ومن بادر بالقواعد الارتكازية في لبنان.

ابو علي اياد

اسم وعنوان .. للقائد الفدائي .. الذي رحل على عجل .. والحاجة ملحة لبقائه .. هو لا يحتاج الى تعريف فهو باق على فم الزمن .. وذكراه تتجدد مع عشق الأرض التي تاق للعودة إليها من ديار الاغتراب والإكراه .. هو رمز للثائر القائد ولعاصفة الفتح .. الذي أعطى لفلسطين كل عمره .. وحين قضى من أجلها كان فقدانه في الزمن الصعب الذي يعز فيه الرجال .. كان رمز الصمت .. والقرار الشجاع .. والصلابة حين يقتضي الموقف ذلك … قليلاً ما يبتسم وكثيراً ما يملأ الأرض ضجيجاً بعصاه متنقلاً في قواعد الثورة بين سوريا ولبنان وصولاً الى الأردن . تجده يحضّر دوماً لدوريات القتال والاستطلاع و دوريات العمق ، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف ، شارحاً وموجهاً ، بكلام واحد ، ان فلسطين عروس ، ومهرها الدماء ، ومن أختار هذا الدرب يجب أن يستشهد من أجله ففلسطين أغلى من الدم . كان لا يخاف الموت أبداً بل لا يفكر فيه ، لدرجة أنه كثيراً ما كنّا نرجوه أن يحافظ على نفسه للحاجة إليه ولكنه كان يرفض دائماً، فرحلة الاستشهاد الى فلسطين ، ورحلات الذهاب ودوريات العمق كان له تركيز عليها .

كانت الساحات أمام ناظريه معبراً للوطن، وكل الطاقات العربية يجب أن تحشد لفلسطين، أبو علي أياد.. الجرح القديم الذي غطى جسمه المخضب ، ذلك الجرح الناتج عن عبوة أخذت من جسمه الكثير لتترك آثارها على جسده، فلم ترحمه العبوة من حماية أعينه وأرجله ، ليترك وسام شرف على جبينه اشتهر به، ليستعمل عصاه على أثرها و تشهد له شعاب الجولان وقراه ، والعرقوب و قراه والساحة الأردنية آنذاك وشمالها ، أنه حاضر دائماً فيها ، فهو دائم الحركة والاعداد والاشراف ليطمئن أن الدوريات تسير بانتظام للأهداف المحددة لها وصولاً الى فلسطين جغرافياً وتاريخياً.

وفي الذكرى التاسعة والاربعين لاستشهاده 27-7-1971 ننشر الفصل الثالث من كتابنا بعنوان حركة فتح والانجازات الثورية في العام 1969م ، والذي تم تخصيصه بالكامل للشهيد القائد البطل ابو علي اياد.

 

[better-wp-embedder width=”100%” height=”800px” download=”all” download-text=”” attachment_id=”86108″ /]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى