ترجمات عبرية

القناة 12 العبرية: حماس تعود إلى الطريقة التي منحتها إنجازات

القناة 12 العبرية 2023-08-17، بقلم: مئير بن شباط: حماس تعود إلى الطريقة التي منحتها إنجازات

نظراً إلى كثرة الأحداث، ولأن الأخبار عن الكشف عن خلايا “مسلحة” تحولت إلى شيء روتيني، لم ينتبه الرادار الإعلامي إلى الخبر الاستثنائي بشأن خلية “حماس” في منطقة رام الله، والتي خططت لخطف جندي، وتم اعتقال أفرادها في مرحلة متقدمة من التخطيط لذلك.

بحسب بيان “الشاباك”، فإن أعضاء الخلية تزودوا بأدوات قتالية وجمعوا معلومات، كما قاموا بجولات ميدانية لمعرفة روتين عمل الجنود الذين يخدمون في المنطقة، وخططوا لمسار الهروب، حتى أنهم قاموا بتجهيز مكان سري لوضع الجندي المخطوف فيه. وعملوا بتوجيه من قيادة “حماس” في غزة والخارج.

إذا كان التخطيط للعملية جرى فعلاً بتوجيه من قيادة “حماس”، وبمصادقتها، وليس نتاج مبادرة محلية، فيجب التعامل معه كقرار تنظيمي للعودة إلى استخدام أسلوب الخطف بهدف المفاوضات. وإذا كانت الأمور كذلك، فيجب الافتراض أن توجيهات شبيهة أُخرى تم تمريرها (أو سيتم تمريرها) لخلايا ومجندين آخرين.

في نظر “حماس”، عملية الخطف هي المسار الأساسي الذي يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح عناصرها الموجودين في السجون الإسرائيلية. تحتفظ “حماس” في غزة بجثمانيْ الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين، وأيضاً تحتفظ بالمواطنين الإسرائيليين أبرا منغيستو وهشام السيد. وتستخدمهم كورقة ضغط لتحقيق هذا الهدف. التخطيط لعملية خطف يمكن أن يشير إلى أن قيادات “حماس” توصلت إلى حقيقة أن الأوراق التي لديها لا تكفي للوصول إلى صفقة تبادُل ناجعة، ولذلك، يحاولون الحصول على أوراق إضافية.

وفي هذا السياق، يجب القول، إن تنفيذ عملية خطف ليس بالأمر البسيط. فعملية كهذه بحاجة إلى تجهيزات معقدة، إذ تحتاج إلى تنسيق بين المناطق المختلفة وتحضيرات لوجستية بصورة مستمرة، وفي الوقت نفسه، الهروب من مجسّات الاستخبارات الإسرائيلية وتلك التابعة لأجهزة الأمن الفلسطينية. القيام بعملية كهذه تنطوي على أثمان كبيرة نتيجة عمليات التحقيق، أو ردود إسرائيلية ستأتي بعدها، ويمكنها أيضاً الدفع بغزة إلى الاشتعال، في توقيت ليس ملائماً بالضرورة لرغبات “حماس”. لكن الاعتبارات المطروحة على قيادات “حماس”، وأيضاً التزامها بتحرير الأسرى والتقدير المتوقع أن تحصل عليه جرّاء ذلك، ترجح الكفة لمصلحة تنفيذ العمليات.

الكشف عن هذه الخلية هو بمثابة تحذير لأجهزة الأمن وإضافة قلق إلى القلق الموجود لدى هذه الأجهزة في هذه الأيام. في البداية، وقبل كل شيء، يجب إعادة التشديد على التوجيهات الوقائية. سيكون من الجيد تعزيز جهود الإحباط ضد أطراف في “حماس”، وتقليص التصاريح التي تسمح بالحركة، وبالتالي التنسيق بين قطاع غزة والضفة من دون وسيط. وأبعد من ذلك، حان الوقت لتوديع عدة شخصيات تقود “عمليات الخطف” ضدنا منذ أعوام، وعلى رأسهم صالح العاروري الذي يعيش في الخارج. فرحيله بطريقة غير طبيعية، وبظروف تُنسب إلى إسرائيل، سيعزز الردع أمام الأعداء الآخرين الذين تعززت ثقتهم بأنفسهم مؤخراً.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى