ترجمات أجنبية

الغارديان: محادثات أمريكية سعودية وسط تقارير عن خطة دبلوماسية بعيدة المدى للشرق الأوسط

الغارديان 27-7-2023، بقلم جوليان بورغر: محادثات أمريكية سعودية وسط تقارير عن خطة دبلوماسية بعيدة المدى للشرق الأوسط

المحاولات الأمريكية للتوسط في صفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ليس لديها الكثير من فرص النجاح، لأن مطالب السعودية “ليست بداية” و”رهان مبتذل”.

المحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مدينة جدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما نُظر إليها على أنها خطة طموحة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الشرق الأوسط.

 تسريبات المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان بناء على مقابلة مع الرئيس جو بايدن، حيث اعتقد أن وجود سوليفان في جدة هو من أجل استكشاف فرص التوصل لتفاهم أمريكي- سعودي- إسرائيلي- فلسطيني.

وتعني الصفقة مقايضة كبيرة تقوم من خلالها الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية للسعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل، ويتم من خلال تبادل الاعتراف بإسرائيل وتحقيق نوع من التحسينات في المناطق الفلسطينية، وهو ما تصر عليه الولايات المتحدة، مثل وقف الاستيطان والتعهد بعدم ضم الضفة الغربية. وأكد فريدمان أن بايدن لم يحسم أمره بعد، وأن المحادثات في جدة هي مجرد استكشاف، وأن أي صفقة “تستغرق وقتا وهي صعبة ومعقدة”.

قال المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في “سي آي إيه” بروس ريدل، إن فكرة التوصل لاتفاق متعدد الوجوه بعيدة المنال. وقال إن “السعوديين لا يريدون إعادة انتخاب بايدن، ويفضلون بقوة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي لم يسألهم يوما عن حقوق الإنسان، ودعمَ حرب اليمن 100% ولم يفعل أي شيء بعد مقتل صحافي واشنطن بوست، جمال خاشقجي”.

وأضاف ريدل: “هناك سؤال كبير حول السبب الذي يدفع السعوديين لتقديم منفعة لجو بايدن. ولا أرى أن هذا ممكن، وأفترض أن جماعة بايدن أذكياء لمعرفة هذا الأمر”.

إن دفع مجلس الشيوخ للمصادقة على معاهدة أمنية مع السعودية، سيكون صعبا للغاية. ولا يريد الجمهوريون مساعدة بايدن على تحقيق تقدم، ويقاوم معظم الديمقراطيين تقديم التزامات للعائلة المالكة السعودية في ظل سجل حقوق الإنسان السيئ، ويطالبون بمكاسب كبيرة للفلسطينيين، وحكومة بنيامين نتنياهو غير مستعدة لتقديمها.

وقال الخبير في معهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، إن المتطرفين في حكومة نتنياهو “سيطلقون النار” على مقترحات تجميد الاستيطان ونقل السيطرة على مناطق للسلطة الوطنية، “علاوة على اتخاذ خطوات جوهرية باتجاه حل الدولتين الذي لم يعد على الطاولة”.

وقال الجندي: “الملمح الآخر الذي أراه غير مريح، أنه يهمش بالكامل المصالح الفلسطينية، ويجرد الفلسطينيين من قرارهم”، و”هو مثل أننا عدنا للأيام الماضية التي كانت فيها إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية تقرر مصير الفلسطينيين بدون أي مشاركة منهم. وهذا وحده يستبعد التعامل معه بجدية، وبالطبع لن يحدث”.

وقال فريدمان إن الصفقة ستشمل ضمانات دفاعية أمريكية حال تعرض السعودية للهجوم، ومراقبة مشروع المفاعل النووي المدني، وشراء الأسلحة الأمريكية المتقدمة، مثل نظام ثاد الصاروخي. وقال مات داس المستشار السابق للسناتور بيرني ساندرز، إن المطلب السعودي الأول “لا يمثل بداية” والثاني والثالث هي “أفكار سيئة”. وقال إن “بايدن يوازن في رهان تاريخي خاسر”.

وقال ريدل إن هناك عددا من المكاسب الدبلوماسية الضئيلة الناجمة عن التحاور مع القيادة السعودية، مثل تخفيف وتيرة النزاع في اليمن والمساعدة السعودية للفلسطينيين لمنع اندلاع انتفاضة ثالثة ضد التوسع الاستيطاني، والإجراءات الأخرى التي تقوم بها الحكومة المتطرفة في إسرائيل.

وقال البيت الأبيض إن محادثات سوليفان في جدة “تطرقت للتقدم الواضح والاستفادة من فوائد الهدنة في اليمن، والتي استمرت لأكثر من 16 شهرا، كما رحب بجهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب”.

*مراسل صحيفة الغارديان في واشنطن

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى