ترجمات أجنبية

الغارديان :”الأسلحة البيولوجية الأوكرانية”.. روسيا تتبع “التكتيك السوري” لتبرير هجومها

الغارديان ١٠-٣-٢٠٢٢م

أعاد تحذير موسكو من وجود “برنامج أسلحة بيولوجية” في أوكرانيا، المشهد السوري إلى ذاكرة المعارضين المناهضين لنظام بشار الأسد، الذين كانوا يسيطرون على شمال سوريا“.
والأحد الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، إن كييف قامت بالتستر على آثار برنامج بيولوجي عسكري تم تنفيذه في أوكرانيا وبتمويل من البنتاغون.
وكان ذلك أول ذكر للأسلحة البيولوجية في إطار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بعد أن ثارت مخاوف العالم إثر إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إصدار أوامره بإعداد وتجهيز برنامج الردع النووي.
وأشار التقرير إلى أنه “منذ عام عام 2015، عندما استحوذت روسيا على حصة بارزة في الصراع السوري، كانت الاتهامات للمعارضة بأنهم استخدموا الأسلحة الكيماوية، بدلا من نظام الأسد، وذلك لتبرير شن الهجمات ضدهم“.
وجاءت هذه المزاعم والاتهامات من قبل موسكو، كلما أرادت القوات البرية التي تدعمها تطهير بلدة أو مدينة بالكامل عبر القصف العشوائي والعنيف.
وحتى في مهدها، فإن الحرب الروسية في أوكرانيا لها العديد من أوجه الشبه مع الصراع في سوريا مثل الوحشية والهروب الجماعي للمدنيين، الدمار العشوائي، والآن يمكن إضافة استخدام الذرائع والاتهامات الباطلة.
في المقابل، نفى البنتاغون والقيادة الأوكرانية على حد سواء الادعاء الروسي.
وفي هذا السياق، قال ضابط كبير سابق في الناتو، لصحيفة الغارديان، إن “أوكرانيا جزء من سلسلة متصلة أطول بكثير من سوريا“.
وأضاف: “تتمثل تجربة بوتين في القدرة على الإفلات من أي شيء يريده تقريبا في كل بُعد من أبعاد الحرب، التعزيز الصارخ للنزاعات المجمدة في دول بارزة مثل جورجيا وأوكرانيا، وتقويض الحكم، واستخدام التكتيكات الأكثر وحشية، وسحق مدن بأكملها
بدوره، اعتبر تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، أن “نطاق الحرب في أوكرانيا مختلف، ولكن بعض التكتيكات الروسية تم اكتسابها وتطويرها في سوريا“.
وأوضح ليستر أن “الإفلات الواسع من العقاب عزز قدرة بوتين على عدم الالتفات إلى الخطوط الحمراء الدولية“.
ومنذ عام 2015، وحتى الآن، ثبتت روسيا في سوريا “موطئ قدم” كبير، وبينما جعلت من نفسها طرفا أساسيا في أي مسار سياسي يؤدي إلى “الحل”، انتشرت عسكريا في مناطق متفرقة، أبرزها قاعدة “حميميم” ومرفأ طرطوس، كما هيمنت على قطاعات اقتصادية رئيسية، بموجب عقود طويلة الأمد.“.
أما في أوكرانيا فهي تسعى حاليا إلى تحقيق هدفين، الأول نزع السلاح من أوكرانيا من جهة، وإزالة الحكومة المنتخبة من جهة أخرى.
وكان لموسكو، في البلد الأول، حليفٌ على الأرض يتمثل بالنظام السوري والميليشيات المساندة له، سواء التي تتبع لإيران أو غيرها من الميليشيات المحلية، في حين تفتقد في البلد الثاني (أوكرانيا) لأي حليف فعلي، سوى الانفصاليين الذين أعلنوا استقلالهم في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وأعلن النظام السوري في الأيام الماضية دعمه للغزو الروسي لأوكرانيا، حيث قال الأسد إن “ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي“.
كما التقت زوجته أسماء الأسد بطفلة روسية في العاصمة دمشق ومسؤولين روس آخرين، وقالت في حديث نشرته وكالة الأنباء السورية “سانا”: “جنود المؤسسة العسكرية الروسية مع جنود الجيش السوري يقاتلون لحماية سورية وروسيا معا. يقاتلون لتصحيح التاريخ ولتصويب البوصلة نحو الحق.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى