ترجمات عبرية

الشيكل القوي يفيد الجمهور، الانتاج للفرد في ارتفاع والاسرائيليون يزدادون غنى

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  جينيا بلنسكي – 8/12/2020

في الاسبوع الماضي بيع الدولار بسعر 3.25 شيكل، وهو اقل سعر منذ 12 سنة. الشيكل في ذروته امام سلة العملات الاجنبية. “اكسلنس” غير واثقة من أنه يجب التطلع الى شيكل ضعيف. وبنك ديسكونت يرى أن مصدري الخدمات يحصلون على قدر اقل بالشواقل، لكن الطلبات في العالم هي اكثر هيمنة “.

الدولار واصل في الاسبوع الماضي الهبوط وانخفض الى مستوى 3.25 شيكل – وهو اقل مستوى وصل اليه في الـ 12 سنة الاخيرة. ردا على ذلك عاد بنك اسرائيل الى التدخل في السوق وقام بشراء مئات ملايين الدولارات ونجح في تحسين سعر العملة ليصل الى 3.27 شيكل. منذ بداية السنة فقد الدولار 5.5 في المئة من قيمته مقابل الشيكل، بعد أن قفز في شهر آذار، وهو ذروة الهبوط في الاسواق، الى 3.9 شيكل. ومنذ ذلك الحين انخفض بـ 15 في المئة.

الشيكل بيع برقم قياسي امام سلة العملات التي تشمل الشركات التجارية الرئيسية في اسرائيل. منذ بداية السنة تآكلت قيمة سلة العملات بأكثر من 4 في المئة. الاقتصاديون يذكرون عدة اسباب لضعف الدولار، ليس فقط امام الشيكل، بل امام مجمل العملات الرئيسية في العالم. أحد هذه الاسباب هو التفاؤل ازاء انتعاش الاقتصادات بسبب التطعيم الذي يقترب ضد الكورونا، وكذلك التوقعات لرزمة محفزات اخرى ستعرضها الادارة الامريكية على للاقتصاد الامريكي.

“هناك شعور بأن الاقتصاد العالمي آخذ في التحسن. لهذا فان عدد اقل من المستثمرين يبحثون عن الاماكن الاكثر أمانا، الامر الذي يعني أن الدولار اصبح اقل اهمية. نحن نلاحظ هذا ايضا في الطريقة التي تسلكها الاموال في اسواق الاسهم خارج الولايات المتحدة”، قال رافي غوزلان، كبير الاقتصاديين في “آي.بي.آي”. غوزلان قال إن مستويات السعر التي بيع بها الدولار ظهرت فقط في العام 2008، عندها اطلق بنك اسرائيل برنامج شراء واسع جدا. “اليوم بنك اسرائيل غير قليلا سلوكه، ويبدو أنه يركز اكثر على حلول للازمة الواقعية”.

مصدر آخر لضعف الدولار في اسرائيل هو نشاطات المؤسسات. الارتفاع في الاسواق أدى الى أن سعر الانكشاف للعملة الاجنبية لهيئات المؤسسات ارتفع، الامر الذي اضطر هذه المؤسسات الى بيع الدولارات بهدف الوصول الى مستوى الانكشاف المطلوب للعملات الاجنبية. وحسب اقوال شموئيل كتسفيان، استراتيجي الاسواق في بنك ديسكونت، فان هذه ظاهرة عالمية لا تميز فقط المؤسسات الاسرائيلية: “توجد علاقة قوية بين سوق الاسهم العالمي وبين سعر الدولار امام سلة العملات الغربية – سوق الاسهم ارتفع وسعر الدولار مقابل العملة المحلية يهبط. هذه ظاهرة تحدث، حتى بدرجة أشد، في اماكن اخرى في العالم”.

كتسفيان اشار الى أن المؤسسات الاسرائيلية وصلت في شهر آب وحتى تشرين الاول الى اسعار سياسية في الانكشاف على العملات الاجنبية يتراوح بين 17.4– 17.7 في المئة. بالارقام هذا الانكشاف يساوي 99 – 103 مليارات دولار. “نحن نقدر بأن هذا الارتفاع لم يحدث بسبب قرار ناجع لزيادة معدل الانكشاف لعملة اجنبية، بل كتوجه تقني حدث بسبب الارتفاع في اسواق الاسهم في الخارج”.

عامل ثالث يساعد في ضعف الدولار هو القوة التي يظهرها اليورو. حسب اقوال امير كهانوفيتش، الاقتصادي الرئيسي في “اكسلنس”: “في ذروة الازمة كان يظهر أن الاتحاد المالي لاوروبا مشكوك فيه – وهذه الدول لا تريد أن تدخل يدها الى جيبها من اجل أن تساعد بعضها البعض. في اللحظة التي اعلن فيها الاتحاد عن خطة مالية مشتركة في شهر ايلول، شاهدنا تعزز لليورو، والمستثمرون شعروا براحة اكبر في الانتقال من الدولار الى اليورو”.

عامل آخر ساعد في تقوية الشيكل، ذكر كتسفيان، الزيادة في تصدير الخدمات من اسرائيل، الذي يزيد دخول الدولارات الى السوق. وحسب قوله “ميزان المدفوعات (ميزان تصدير البضائع والخدمات مخصوم منه استيراد البضائع والخدمات)، ارتفع في الربع الثاني الى 4.4 مليار دولار. وحسب مقاييسنا سيرتفع في الربع الثالث الى 4.9 مليار دولار. من اسرائيل يسافر 9.1 مليون اسرائيلي في السنة الى الخارج، وعدد السياح من الخارج الذين دخلوا هو فقط نصف هذا العدد. فقط وقف السياحة ساهم في ارتفاع بلغ 300 مليون دولار خالص في حساب ميزان المدفوعات في الربع الثاني.

“نحن احدى الدول الوحيدة في العالم التي يوجد لديها فائض في ميزان المدفوعات في السنتين الاخيرتين، وهناك توقع بأن نصعد درجة اخرى. في العالم ما بعد الكورونا فان الطلب على مجالات مثل السايبر والاتصالات والعمل عن بعد والعلاج عن بعد والالعاب، سيزداد، واسرائيل قوية نسبيا في هذه المجالات وهي تصدر قدر لا بأس به. العالم حتى قبل الكورونا كان في عملية انتقالية من اقتصاد بضائع الى اقتصاد خدمات – وهو توجه تستفيد منه اسرائيل. ايضا اتفاقات السلام مع دول الخليج تزيد الامكانية الكامنة للتصدير”.

الوضع غير دراماتيكي

ضعف الدولار ليس فقط في التجارة بالشيكل، بل امام مجمل العملات الرئيسية في العالم. السبب الرئيسي لضعف الدولار هو الطبع الواسع للنقود في الولايات المتحدة وارتفاع العجز. مؤشر الدولار في “بلومبرغ” هبط 11 في المئة منذ شهر آذار، وعدد من الاقتصاديين يعتقدون أن توجهات اقتصادية كلية واسعة ستؤدي الى انخفاض حاد كبير للدولار في المستقبل. مؤخرا قدر  الاقتصاديون في سيتي بأن الدولار سينخفض 20 في المئة في 2021 في حالة توزيع لقاح للكورونا في العالم وانتعشت التجارة العالمية.

رغم الارقام القياسية للشيكل فان كتسفيان يقدر بأن الوضع في سوق العملة الاجنبية غير دراماتيكي، وبالتأكيد مقارنة مع العام 2019: “في السنة الماضية تعزز الشيكل تقريبا امام جميع العملات في العالم، في حين أنه في هذه السنة الشيكل تعزز امام ست عملات، بما في ذلك الدولار. ولكن في موازاة ذلك ضعف امام اربع عملات منها اليورو. هكذا، رغم التعويم الحاد للعملة فان تعزز قيمة الشيكل معتدل مقارنة مع زيادة قيمته التي وصلت الى 8 في المئة في العام الماضي.

“صحيح أن الشيكل في ذروته، لكننا لا نعرف سعر الصرف الذي يجب أن يكون. هناك قوى في هذه الاثناء هي ايجابية بالنسبة للشيكل، منها ازدهار الهايتيك، الفائدة في اسرائيل والفائض في ميزان المدفوعات”، قال كهانوفيتش.

اتجاه الدولار يشتق من الشعور في السوق. بالنسبة للمستقبل فان غوزلان يعتقد أن اتجاه الدولار يشتق من المشاعر في الاسواق المالية: “كلما كان هناك تفاؤل اكثر ولم تكن هناك عقبات في الطريق فان الدولار سيواصل الضعف. ولكن صفحة التوقعات في هذه الاثناء مرتفعة، واذا كان هناك انتعاش بطيء فان الدولار سيعدل في العالم.

غوزلان قدر ايضا بأنه اذا واصل الدولار ضعفه لفترة طويلة فان بنوك مركزية في العالم وفي اسرائيل ايضا ستبدأ في أن تكون اكثر عدوانية: “في بيان الفائدة الاخير عاد بنك اسرائيل الى استخدام تعبير يمكن أن نفهم منه بأننا وصلنا الى مستويات يشعرون فيها براحة اقل، وهي تتوافق مع سوق كما يبدو سيتدخلون فيه.

كهانوفيتش يؤكد بأنه غير واثق تماما من أنه يجب التطلع الى شيكل ضعيف: “يوجد للكثير من الاشخاص في اسرائيل رؤية تقول بأن الشيكل القوي هو أمر غير جيد. ولكن عندما يكون الشيكل قوي فان الجمهور يكون اكثر غنى، وكذلك الانتاج للفرد في اسرائيل يصبح اكثر غنى بمفاهيم دولية. الادعاء المضاد هو أن زيادة قوة الشيكل ستؤدي الى الاضرار بالصناعة التجارية التي ستجد صعوبة في منافسة الدول التي فيها الاجور متدنية جدا، وهذا سيؤدي الى البطالة. ولكن وزن هذه الفروع انخفض جدا في الاقتصاد. لذلك فانه رغم تعزز الشيكل  إلا أنه طالما لا نرى الضرر على الاقتصاد فان المستهلك في اسرائيل سيستفيد أكثر”.

بالنسبة لمسألة الاضرار بالمصدرين، اشار كتسفيان: “المصالح التجارية اقوى من العملة. الطلب على خدمات الهايتيك يؤثر اكثر من قيمة الشيكل امام الدولار. صحيح أن مصدري الخدمات يحصلون على قدر اقل بالشواقل، لكن الطلبات في العالم هي اكثر هيمنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى