شخصيات

الشهيد القائد ممدوح صيدم “ابو صبري”

الشهيد القائد ممدوح صيدم “أبو صبري”- ولد في قرية عاقر قضاء الرملة عام 1940م، اجتاحت العصابات الصهيونية قريته عام 1948م فاضطر وأسرته للنزوح من قريته عاقر واللجوء إلى مدينة المجدل، وعندما انسحبت القوات المصرية من الشريط الساحلي توجهت عائلته سيرا على الأقدام، بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط متجهين إلى مدينة غزة، ومنها جنوبا إلى مخيم النصيرات القريب من البحر المتوسط، حيث استقر بالأسرة المقام في هذا المخيم، وقد عاش منذ بداية حياته كما يعيش الآلاف من أبناء شعب فلسطين المشرد، ولاقى كما لاقوا من الجوع والعذاب والآلام، وقد تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية بمدرسة النصيرات الإعدادية التابعة لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين، وفي هذه الفترة بدأ ممدوح يتحسس الآلام اليومية بنفسه، حيث فقد والدته الحنون وهو في الثانية عشرة من عمره، وأخذ يصارع نكبات الدهر بنفسه، وبدأ يشعر بضرورة الاعتماد على ذاته، وساعده في ذلك شعوره باستقلالية شخصية وهو صغير، وكانت مشاريعه كثيرة منها الاشتراك في الرحلات والنوادي والكشافة، وقد التحق بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية، وكانت له نشاطات سياسية كثيرة، حيث اشترك في مظاهرات عديدة، وفي عام 1956 اجتاحت قوات العدو الصهيوني قطاع غزة، أثناء العدوان الثلاثي على مصر (إنجلترا، فرنسا، الكيان الصهيوني) على اثر تأميم قناة السويس الذي أقدم عليه الرئيس جمال عبد الناصر، وقد اعتقلت القوات الصهيونية ممدوح ووالده وأودعتهما معسكر التجمع، حيث تعرض لتعذيب وحشي أمام والده، بعد تخرجه من جامعة الإسكندرية عام 1963م عاد إلى غزة ليفتش عن عمل، وهناك التقى بالأخوين خليل الوزير وأحمد وافي وأقنعاه بالالتحاق بحركة فتح ثم سافر إلى الجزائر حيث عمل مدرسا في مدينة بليدة ولمدة قصيرة، وبعدها ترك العمل كمدرس وتفرغ للعمل في مكتب فلسطين بالجزائر حيث كلف بشؤون البعثة الثقافية والتعليمية والطلابية للشباب الفلسطيني وهناك واجهته مشاكل كثيرة لكنه تغلب عليها، وكانت له نشاطات سياسية وتنظيمية وعسكرية للشباب الفلسطيني حيث رافقه في هذا الميدان، الكثير من الإخوة الثوار، كان مثالا للفداء والنضال والقدوة الحسنة لأبناء شعبه، شارك في عدة دورات عسكرية شارك في أول دورة تدريبية عسكرية لكوادر فتح بالجزائر (1964)، وأشرف على تخريج دفعات من الضباط الفلسطينيين من الكليات العسكرية بالجزائر وعندما غادر خليل الوزير الجزائر وتفرغ للعمل الثوري عام 1965 استدعى أخيه ممدوح صيدم إلى دمشق حيث عملا مع رفاق آخرين على نشر أفكار حركة فتح وتعميقها في الشارع الفلسطيني والعربي، والقائمة على المناداة بالكفاح المسلح، والكيان الثوري والوحدة الوطنية والقرار الفلسطيني المستقل البعيد عن الوصاية والتبعية للأنظمة العربية. وفي عام 1966 اعتقلته السلطات السورية ضمن القيادة الفتحاوية عندما حاولت الاستخبارات السورية الاستيلاء على حركة فتح حيث دفعت بأحد ضباطها (يوسف عرابي) لتنفيذ الخطة.

وفي المؤتمر الحركي العام الأول 1967 انتخب أبو صبري عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضوا للقيادة العامة لقوات العاصفة، وأنهى دورة عسكرية في كلية “نانكين” العسكرية في الصين، وبعد كارثة الخامس من حزيران 1967م التحق أبو صبري بإخوانه الثوار في الأرض المحتلة تلبية لنداء الواجب وخاض على أثرها عدة معارك ضارية وقاسية وعنيفة في الضفة الغربية، ومن أبرزها معركة بيت فوريك التي قادها وشارك في تنفيذها.

صفاته ومميزاته: كان رجلا صلبا مخلصا في توجهاته الوطنية. شجاعا مقداما في ساحة القتال.. إنسانا كريما معطاء في المواقف الإنسانية، صادق الوعد والعهد.. ففلسطين بالنسبة له أمه وأبيه، ودنياه التي تأويه.. كان يتميز بالجدية والمثابرة، صاحب قيم ومبادئ سامية.. كان عزيز النفس شامخا كقامته المديدة التي لم يحنها إلا لخالقه. كان إنسانا وقائدا مثاليا في سلوكياته حريصا على تربية أبنائه وإخوته من المقاتلين تربية ثورية سوية تؤكد معاني الالتزام والانضباط، والحفاظ على طهارة الثورة وسمعتها، وكان يكرس في نفوسهم مفهوم الثائر الحقيقي.. وقد شهد له أستاذه صلاح خلف بأنه كان طالبا غير عادي في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية، فلم يكن اهتمامه منصبا على الدراسة بل كان يجعل من كل مادة مدخلا للحديث عن الهم الفلسطيني ومناقشة أبعاد الصراع الفلسطيني الصهيوني، ووسائل تحقيق عودة اللاجئين إلى ديارهم.

في صباح يوم السبت في 24/7/1971م انتقل ممدوح صبري صيدم إلى جوار ربه، بعد شهور مريرة قضاها في مصارعة مرض مفاجئ المّ به، وقد ودعت الثورة الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني أحد قادة “فتح” الأوائل الذين تحملوا مسؤولية تفجير الثورة والانطلاق معها منذ أيامها الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى