ترجمات أجنبية

السّفير قوه وي يكتب –  تركّز المبادرات الصّينيّة وتمحورها على الدّول النّامية

بقلم السّفير قوه وي* – 28/11/2020

يعيش المجتمع البشري حاليا أخطر جائحة على مر القرن، في حين يشهد الاقتصاد العالمي أسوأ ركود منذ الكساد الأعظم في ثلاثينيات القرن الماضي، مما يشكل تحديات خطيرة للدول النامية، حيث يعاني ما بين 88 مليونا و115 مليون شخص من محنة الفقر المدقع جراء جائحة كورونا. إن الصين بصفتها أكبر دولة نامية في العالم، تعمل بحزم على حماية حقوق ومصالح الدول النامية، وتدعم بثبات الدول النامية في محاربة الجائحة وإنعاش الاقتصاد، وتحرص على مساعدة الدول النامية في تعزيز قدراتها الإنمائية. إسهاما في خروج الدول النامية من الأزمة الحالية، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرات ومقترحات صينية خلال كلماته المهمة أمام اجتماعات الدورة الخامسة عشرة لقمة قادة دول مجموعة العشرين خلال يومي 21 و22 نوفمبر الحالي.

أولا- حماية حق الدول النامية في التنمية ومساحتها في التنمية من خلال التمسك بتعددية الأطراف. دعت الصين إلى صيانة النظام الدولي الذي تكون الأمم المتحدة المركز له، والحفاظ بحزم على سلطة الأمم المتحدة ومكانتها، والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على نظام دولي قائم على أساس القانون الدولي، واستكمال منظومة حوكمة العولمة الاقتصادية، وحمايتها بقوة نظام التجارة متعدد الأطراف لتعزيز التجارة الحرة، ومعارضة الأحادية والحمائية للحفاظ على المنافسة العادلة، وإصلاح النظام المالي الدولي لزيادة تمثيل وصوت الدول النامية.

ثانيا- دعم الدول النامية للخروج من الورطة عبر مكافحة جائحة كورونا والحفاظ على استقرار الاقتصاد. دعمت الصين منظمة الصحة العالمية في تعبئة الموارد وترسيخها وتوزيع اللقاحات بشكل عادل وفعال، وجددت تعهداتها بالتزامها بالعمل على جعل اللقاحات منفعة عامة عالمية متاحة وميسورة التكلفة، واقترحت إنشاء آلية عالمية للاعتراف المتبادل بالشهادات الصحية بناءً على نتائج اختبار الحمض النووي في شكل رموز QR المقبولة دوليا، وإنشاء مسارات سريعة مع المزيد من الدول لتسهيل التدفق المنظم للمسافرين. وأرجأت الصين سداد الدول النامية لديون تجاوز إجماليها 1.3 مليار دولار أميركي تنفيذا لمبادرة خدمة تأجيل سداد الديون لمجموعة العشرين، وأيدت قرار تمديد المهلة الزمنية للمبادرة، وستزيد جهودها لتعليق الديون وخفضها للدول التي تواجه صعوبات حقيقية. 

ثالثا- مساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية من خلال تعزيز التنمية المستدامة. دعت الصين إلى بذل جهود لتعزيز التعاون الإنمائي وتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وشددت على تنفيذ مبادرة خدمة تأجيل سداد الديون للدول النامية، ومواصلة تزويدها بالدعم المالي الضروري، فضلا عن تدعيم البنية التحتية والارتباطية، ودعت إلى تقليل الحواجز الجمركية وغير الجمركية، وتعزيز الحد من الفقر والنمو الاقتصادي من خلال التجارة، ومساعدة الدول النامية في الاندماج بشكل أفضل في السوق العالمية، وشددت على دور التكنولوجيا الرقمية في التخفيف من حدة الفقر لخلق المزيد من الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة وللمرأة والشباب والفئات الضعيفة الأخرى للانتقال من الفقر إلى الازدهار.

إن كلا من الصين وفلسطين ينتمي الى الدول النامية، وينشد كلا الشعبين الالتزام بالتعددية وصيانة الإنصاف والعدالة. منذ تفشي جائحة كورونا، يتآزر ويتساند الشعبان للتغلب على الصعوبات، في تجسيد جديد للصداقة التقليدية الصينية الفلسطينية. ستعمل الصين مع أعضاء مجموعة العشرين الآخرين على مساعدة ودعم فلسطين وغيرها من الدول النامية للتغلب على الجائحة والخروج من المحنة، بما يساهم في إعادة الديناميكية للعالم ما بعد الجائحة.

* مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى