#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود يكتب بيرني ساندرس … ظاهرة أمريكية في ربوع … الصهيونية

السفير ملحم مسعود – اليونان 26-7-2021م

لم  تعد الحالة الفلسطينية تحتمل المزيد من ( المج …  ) وشعبنا الصابر والصامت , في إنتظار التصحيح والمصالحة …  والمراجعة والمحاسبة .  في الوقت الذي تعج به المسلسلات من  المقابلات والكتابات بما تنضح به … في بعض  ” الأدوات ” الإعلامية  والتي باتت اقرب من  التطبيل … لمن  يبحثون عن الشهرة , او مجدهم الضائع حول دائرة  القرار … وفقدان بريق … قد ولَى  , للتذكير أنهم ما زالوا هناك .  يذكرني احدهم  … ممن اجادوا فن التطبيل  و الجعير والتجعير … على  قنوات فضائية شبه معروفة … بحال الشاعر الأندلسي  ” أبو البقاء الرندي  يقول :

هيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ …. مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

وليست الآن زمانها ولا مكانها لتضييع الوقت … وكشف المستور .

دعونا نفكر ونعمل ونخطط للتعاطي على الجديد , والمتجدد  في الساحة الدولية  , لا سيما الاهم وهي الساحة الأمريكية … واخصص مقال الموقع اليوم للأمريكي ” بيرني ساندر  ” كمثل هام لهذه التحولات والظواهر الأمريكية … والتي  لا تُسكتب هذه التوجهات الجديدة  بمقالةٍ واحدة، ولا تُختزَل بعملٍ واحد من كتاباتها . 

ويبقى السؤال أين نحن من كل ذلك ؟ وهل ستكون سياساتنا وأعمالنا من باب  التمني والإنتظار كما قال أحمد شوقي :

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي       وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا

وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنال      إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا

هل أعطت الدبلوماسية  الفلسطينية  إياها  ( إذا كانت قد صحَت من نومها  العميق ) أهمية لهذه الظاهرة وإسمها ”  بيرني ساندرس ”   ؟؟؟

الله أعلم … لكنني متفائل على رهان التجديد .

وهنا القليل عن هذه الحالة الأمريكية  ومسيرة هذا  الرجل … 

 نشأ بيرني كيهودي في المراحل الأولى من مسيرته السياسية في إسرائيل وعاش لبعض الوقت في ستينيات القرن الماضي هناك، وكان متعاطفاً مع السياسات الإسرائيلية بشكل عام . 

ومع خوضه معركة انتخابات الرئاسة لأول مرة عام 2016، عبر عن دعم أكبر للمخاوف الفلسطينية ، وهو ما أحدث شرخاً بينه وبين المزاج العام في الحزب الديمقراطي . وكانت  شعبية الأفكار التي طرحها قد  فتحت الباب أمام الديمقراطيين المغمورين للدفع بها ومناقشتها ، تماما كما فعلوا في غيرها من القضايا التقدمية، مثل التأمين الصحي والتعليم الجامعي المجاني ورفع الحد الأدنى للأجور والإصلاح البيئي  . 

واشتدت إدانة (  ساندرز ) لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ ذلك الحين، وكان قادرا ( اليهودي ) على وصفه في ربوع الصهيونية العالمية بالقول أنه :

“مستبد يائس وعنصري”.

على سبيل المثال … كتب ساندرز مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز  لم يتوان فيه عن الهجوم على نتنياهو وهو في منصبه وعزه  ، وهو أمر لم يكن صدفة أو مجرد رأي هامشي يمر بلا تفاعلات  داخل الحزب الديمقراطي. 

وجاء في بعض  مقال ساندرز ايضا  إنه : ” في حقيقة الأمر، تظل إسرائيل سُلطة واحدة في أرضين هما إسرائيل وفلسطين ,  وبدلا من الاستعداد للسلام والعدالة ، تعزز إسرائيل من سيطرتها غير المتكافئة وغير الديمقراطية “.

واختتم ساندرز مقاله بالثناء على صعود “جيل جديد من النشطاء” في الولايات المتحدة.  “رأينا النشطاء في الشوارع الأمريكية في الصيف الماضي، بعد مقتل جورج فلويد. ونراهم في إسرائيل ، ونراهم في الأراضي الفلسطينية”.

وكان السطر الأخير في مقاله اقتباسا واضحا من حركة حياة السود مهمة، فقال : “حياة الفلسطينيين مهمة”.

وأشار  ساندرز في مقاله  إلى ما أصبح جليا في الحرب  الأخيرة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين طوال ذلك الفترة . أمسك الأمريكيون بزمام صوتهم السياسي خلال الحركة الناشطة في أرجاء الولايات المتحدة الصيف الماضي، ويتحولون الآن بروايتهم وصوتهم إلى ما يرون أنه قمع مماثل مسكوت عنه في الشرق الأوسط . وبروز مثل هذا الشرخ بين قاعدة الحزب والإدارة حول مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط … التي ربما  لم تكن على سلم أولويات بايدن …  هو ما يجعل الأمر مقلقاً أكثر. وهذا أحد الأسباب التي تثير قلق داعمي إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، إذ يخشون أن يكون دعم بايدن المستمر على مدى عقود منذ دخوله حلبة السياسة قد بدأ يفتر…

ومن المؤكد أن النقاش داخل الحزب الديمقراطي بشأن الموقف من إسرائيل قد بدأ يتغير فإن ذلك سوف ينطبق أيضاً على تحركات البيت الأبيض .

  طبعاً أميركا الحديثة تتفاعل وسياساتها تتجدد  :

 فالهجرة الكبيرة المتزايدة إلى الولايات المتّحدة، في العقود الخمسة الماضية، من مختلف بقاع العالم، وبشكلٍ خاص من أميركا اللاتينية، بدأت تُغيّر معالم المجتمع الأميركي ثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا وسياسيًا، وقد احتضن “الحزب الديمقراطي” هذه الفئات الجديدة، بينما سار “الحزب الجمهوري” باتّجاهٍ محافظ عنصري أبيض، في مقابل نموّ وتصاعد “التيّار اليساري الليبرالي” … وسط  … “ الحزب الديمقراطي” والذي عبّر عنه في الحملات الانتخابات الماضية، المرشّح بيرني ساندرز، ومجموعة من الأعضاء الجدد في مجلس النواب بينهم من هم من اصول عربية ولاتينية.

هل هناك أيها القائمون علينا من يراجع … ؟؟ هذه التحولات في امريكا وأوروبا وغيرها  ويدرسها ويبني عليها من أجل صياغة سياسات ودبلوماسية  واقعية , وإعداد القدرات والكفاءات وتاهيلها للمهمات الجديدة …  

أخيرا وعن حالنا … 

 لن يشغلنا بأي حال  التطبيل والمطبلاتية … إن الناس تميز وتقود ولا تنقاض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى