أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

السفير ملحم مسعود يكتب – الخوف … من التخويف

السفير ملحم مسعود – اليونان 3.4.2020

منذ عودتي للكتابة وانا اراجع عناوين المواضيع وأهميتها التي ربما نقدمها على هذا الموقع و التي تشكل احداث وقضايا تستحق الكتابة بعيدا عن التكرار , وكنت قد رحلت بعضها مما يمكن الكتابة فيه لاحقا , وبدات المقال الأول من واقع الحال تحت عنوان  لا صوت يعلو فوق صوت …. كورونا “ وإذ كورونا ” هذه مستمرة تفرض نفسها على كل من يكتب أن يكتب ويدلو بدلوه … ما لها وما عليها ولكل منا أسبابه وحججه , خاصة عتدما تكون رغبة القارئ وهو في الحجر الإضطراري ملحة لمعرفة الجديد , او أي شئ يتعلق (بالجائحة) التي المت بنا وبعالمنا , بحثا عن الحقيقة , والمعلومة المفيدة لأن الثقة تكاد أن تكون مفقودة في مجتمعاتنا مما تقدمه له معظم وسائط الإعلام ( الرسمية ) , والانظمة شبه الديموقراطية , والتي طابعها التخويف , وتحجب الواقع كما حدث بالصين في بداية إنتشار المرض .

كذلك في مجتمعات ديموقراطية على سبيل المثال ما آلت عليه الإمور بأمريكا بسبب  لا مبالات الرئيس …ومن المعروف عنه إجتهاداته وغرابة تصرفاته , ونتذكر كيف اغلق المكتب المختص في البيت الابيض ( بالوباء والأمراض )الذي أسسه الرئيس السابق أوبابا , الرئيس الذي كان له رؤية سياسية بعيدة كقائد  في قضايا مثل الصحة والمناخ وغيرها  .  

وهنا تاتي اهمية الإعلام … ومدى المصداقية التي يتمتع بها هنا وهناك ,  ولابد ان تكون المعلومات صادقة مهما كانت صادمة في أي مجتمع كان .  لأن التوعية والثقافة الصحية من أهم وسائل الوقاية وبعيدا عن التخويف وبالتالي عدم الثقة والشك يكون مصدرا للقلق , والمثير في هذا الموضوع كما يقول العلماء  فهو الخوف من مجرد التعرض للشعور بالخوف … والشعور من الخوف يحمي الإنسان من الأخطار وهو ضرورة لجسده كي يتعامل بشكل تلقائي وفعال مع مصادر الخطر … لكن بدون تخويف.

و في اليونان ودول اخرى على سبيل  المثال نرى مدى الشفافية المعلنة والتي تحيل بين المواطن وعقدة الخوف , حيث تقدم يوميا نشرة خاصة لآخر التطورات إبتداءا من عدد الوفيات , والإصابات وآخر المستجدات والإجراءات  , كذلك أوضاع المستشفيات وأدائها , وعن المساعدات التي تتلقاها هذه الدول من اثرياء بلادهم , كذلك عن  وصول مساعدات من الخارج …. وربما الأهم الحوافز وتشجيع الطواقم الطبية والمتطوعين من الداخل والخارج .   

هذا ما يجري كما هوالحال في بلاد أخرى ديموقراطية النظام , ويتذكر القارئ الكريم وكل من يتابع التطورات تصريحات رئيس الوزراء البريطاني , فقد وصف المتابعون للخطة الأولى التي بدأ اتباعها رئيس الوزراء البريطاني في «حربه» على الفيروس أنها خطة حمائية نقيضة لخطة « الحجر الصحي إذ أطلق عليها اسم «مناعة القطيع» . وحين تطورت الإمور نحو الأسوأ قال بصراحة وبدون لف او دوران واصفا الحالة التي وصلت عليها البلاد حينذاك  ” المزيد من العائلات ستفقد احبة لها ”  . 

وهنا بعض ما قيل في الخوف :

قال الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت، فى خطابه الأول بعد تولّيه الرئاسة العام ١٩٣٣: «الشىءُ الوحيدُ الذى علينا أن نخافَه، هو الخوفُ ذاته، لأنه بلا اسم، بلا عقل، بلا مبرر، مجردُ رعبٍ يشِلُّ طاقاتنا التى نحتاجُ إليها؛ فنحوّلَ التراجعَ، تقدّمًا».

ويقول كولريدج: «فى السياسة، ما يبدأ بالخوف، عادةً ما ينتهى بالحماقة »

ووضع فريدريك نوت، الخوفَ على رأس قائمة الدوافع الخمسة للقتل: «الخوفُ- الغيرةُ- المالُ- الانتقامُ- وحمايةُ من تحبُّ»

وقال إدجار وليس فى كتاب «دليل الشمعة المجدولة»: «الخوفُ طاغيةٌ مستبدٌّ، أكثرُ رعبًا من مِخْلَعة، وأشدُّ فحولةً من أفعى».

. ويقول المثل الألمانى: «الخوفُ يجعل الذئبَ أكبر حجمًا، مما هو عليه فعلا».
ويقول الرومانى بوبليوس سيروس، فى القرن الأول قبل الميلاد: «ما نخافه سوف يمرُّ أسرعَ مما نأمل فيه وننتظره»

». أما الفاتنة بريجيت باردو فقالت: «الوحدةُ تُخيفنى. تجعلنى أفكر فى الحب، والموت، والحرب. أحتاج إلى أن يتشتت ذهنى ليخرج من القلق، والأفكار السوداء».

أما صلاح جاهين، فقال فى إحدى رباعياته: «سَهّير ليالى وياما لفيت وطُفْت/ وفْ ليلة راجع فى الضلام قُمت شُفْت/ الخوف كأنه كلب سَدِّ الطريق/ وكنت عاوز أقتله/ بس خُفْت/ عجبى!».

واخيرا:  ما قاله فرانك هربرت فى تعويذة بينى جيزيريت «الابتهالُ ضد الخوف»: يجب ألا أخاف. الخوفُ قاتلُ العقل. الخوفُ هو الميتةُ الصغرى التى تجلب المحوَ التام. سوف أواجه خوفى. سأسمحُ له بأن يعبرَ فوقى، ومن خلالى. وحينما يمضى سوف أشخصُ بعيونى الداخلية لأتأملَ طريقه الذى سلك. الخوفُ قد مرَّ ولن يكون هناك شىء. وحدى أنا سوف أبقى».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى