أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

السفير ملحم مسعود يكتب – البطريرك ” إرينيوس الأول ” في اثينا عاد …. ليروي

السفير ملحم مسعود – اليونان 20.9.2019

تأخر نشر هذا المقال لأسباب خارجة عن إرادتي …. وكان ضروريا التوقف لمراقبة أهم الأحداث التي داهمت المنطقة … والتي قد تقرر مستقبل أمن وإستقرار الشرق الأوسط ، كذلك فلسطينيا وما تمخضت عنه الإنتخابات في دولة إسرائيل …

قال الشاعر أبو صهيب الفلسطيني :

ماكان لله يبقـى الدهرَ مرتفعا

 وكل شيء  لغير  الله  ينهــارُ

وإذا كانت تحمل لنا النتائج رياح التجديد ّ!!! في عملية إحداث تغيير حقيقي يمس آمال وطموحات شعبنا الفلسطيني … ويطور الأوضاع على الأرض من أجل  (السيادة الحقيقية ) كذلك اوضاعنا سياسيا وإقتصاديا وثقافيا لمواجهة الإستحقاقات ؟؟؟

ورغم غزارة ما يقال ويكتب هذه الأيام …. فلنا عودة لهذه المجريات … وربما إستكمال ما سبق وكتبناه عن بطريركية القدس الأرثوذكسية في مقالنا اليوم , لن يكون بعيدا عن كل ما يجري من حولنا ..

لم يفاجئنا وصول البطريرك ” إرينيوس الأول  ”

 قبل ايام وعودته للعاصمة اليونانية اثينا , بعد ان تكللت الجهود بفكاسره وترتيب سفره من قبل الدولة اليونانية , بعد قرابة خمسة عشر سنة قضاها  في أقبية البطريركية اليونانية  في القدس المحتلة … كراهب … عادي … ومنبوذ ايضا …. بعد ان كان البطريرك (إرينيوس الأول ) لتبدا صفحة جديدة منمسلسل تصرفات القائمين عليها بما ستحمله لنا …البشائر … في جعبة البطريرك العائد الذي عاش ليروي

لدي وصوله إلى مطار أثينا كان في إستقباله مندوب عن وزارة الخارجية , وآخر عن الكنيسة اليونانية , في نفس الوقت  مع نشر مقالنا ( 3+1 ) عن بطريركية القدس الأرثوذكسية على هذا الموقع . و الذي تابعنا خلاله المحاولات والضغوط  للإفراج عنه بعد سنوات من إحتجازه , في عملية غير مسبوقة   قام بها البطريرك   الحالي ” ثيوفولوس ” والذي باع وإشترى في أوقاف البطريركية . … ظنا منه أن إبعاد  وحجز  ” البطريرك  الشرعي إرينيوس ” سيمهد له الطريق ويذهب بعيدا …. في بيع الأراضي والاوقاف الفلسطينية ( عقارات  , وبنايات , وفنادق …الخ. ) في القدس المحتلة وغيرها في فلسطين الامر الذي تناولناه بشئ من التفصيل في مقالنا المشار إليه .… وبشكل موثق .

من المعروف أن الحالة الصحية للبطريرك ” إرينيوس الأول باتت دقيقة , حيث يعاني من امراض القلب والرئتين كما أفادت مصادر مطلعة مما إضطر إلى نقله مباشرة من المطار إلى مصحة خاصة لتلقي العلاجات اللازمة …

اليوم  البطريرك ” إرينيوس الأول “حيا … يرزق , و بعيدا عن سطوة البطريرك الحالي ” ثيوفولس ” والذي تآمر عليه , مما سيجعله قادرا للدفاع عن نفسه … وضحض التهم التي “ ركَبها ”  له ثيفولس وجماعته ولن يتنازل عن تقديم وتعريف نفسه

كما يقول ليس باقل من : ”  البطريرك الشرعي والقانوني للكنيسة بحسب كل القوانين والأعراف الكنسية المعمول بها وأنه ضحية لمؤامرة مقصودة كان هدفها أبعاده عن كرسي البطريركية …. ”

وكما سبق وذكرنا  قالت مراسلة بي بي سي في القدس باربرا بليتحينذاك : ( انه قانونيا لا يمكن لقادة الكنيسة إقالة البطريرك، وان الوسيلة القانونية الوحيدة هي موافقة حكومات الدول التي تضم رعايا كنيسته وهي حكومات إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية ,وحتى ذلك الوقت كانت الأردن من صدقت فقط على إقالته  )

وغالبا ما سوف يواجه البطريرك ” إرينيوس الأول “ صعوبات من اي جه او جهات ليس لها مصلحة بان يتحدث ويصرح ويرفع صوته مسموعا , ويكشف عن المستور …  لأنه اليوم بمثابة  ” كنزا … ” ومصدرا من المعلومات الخفية حول ممارسات البطاركة اليونانيين ومعهم كل القائمين على ثروات البطريركية …. وإلى ما آلت إليه  الأموال الطائلة  التي جنتها البطريركية وسماسرتها من البيع والإتجار في هذه الأوقاف المقدسة , طوال عقود الإحتلال … وربما ابعد ...

وسوف تكون الحقيقة …. أكبر واسوا مما  سمعناه حتى في حكاية على بابا والاربعين حرامي …

في إنتظار ما سوف تتمخض عنه الأيام القادمة من تطورات ….  سوف نتابع على هذا الموقع  كل جديد , ورصد  الأحداث , وتقييم  المعلومات  ومعرفة مدى جديتها ومصداقياتها …. وتوفيرها لأبناء شعبنا و مراجعنا السياسية

( ونعني هنا بالتحديد بيع الأراضي الفلسطينية من قبل البطريركية اليونانية  ) نظرا لما تعنيه لنا جميعا , من قضية وطنية , وكل ما يمس او يهدد لمقدسات الوطن … 

رؤية في التطورات :

البطريرك اليوناني  ” إرينيوس الأول “ يخضع هذه الأيام وبشكل كامل للعلاج , وربما كان ذلك الأهم لنا جميعا , ونتمنى له سرعة التعافي …. لأنه مستعجل ليروي ماعنده …. اكثر ممن يريدون سماعه …

 البطريرك اليوناني  ” إرينيوس الأول “ لن ينام على غبن محرَم

” الدولة اليونانية “ إذا لم تكن قد إشترطت عليه بعدم التصريحات وإجراء المقابلات ( ضمن صفقة مقابل خروجه ووصوله إلى وطنه ) وإستقبلوه  بشئ من التكريم , وليس كراهب منبوذ وهو الذي كان يعطي المقالات ويصدر التصريحات من طاقة غرفته المغلقة. لن يمنع هذا   البطريرك العائد من إيجاد الف ووسيلة لتسريب ( فضائح ) وممارسات البطريرك القابع على كرسي البطريركية في القدس المحتلة ….  الذي تآمر عليه وأطاح به عن  كرسي البطريركية  ” الذهبي  ”  ليخلو له الجو وليس عند البطريرك ” إرينيوس ”   ما يخسره .

يقال أن راعي الكنيسة اليونانية كبير الأساقفة ” إيرونيموس “ . سيوفر له الراحة والإقامة , وبالتأكيد سوف يتمنى عليه عدم كشف المستور في تاريخ      ” البطريركية ” المبتور…

السؤال الآن : من هي الجهات التي يقلقها عودة البطريرك اليوناني  ” إرينيوس الأول “  ؟؟؟

الاتي أعظم … حيث عاش ” إرينيوس الأول “ وعاد إلى وطنه ليروييوما … العجب … وعليكم أن تصبروا قليلا . ليس على سلوك البطريركية فقط …ومدى مسؤولية الدولة اليونانية أيضا  … الراعية … والام كما أشرنا في مقالنا السابق . والتي لن تتحمل رؤية الجماهير الفلسطينية مرة أخرى  تنزع  الأعلام اليونانية لتتساقط على الأرض , وتتمزق من أعلى المرافق البطريركية اليونانية في القدس المحتلة …  

وهنا نتوقف … لطرح السؤال الأهم …. اين نحن ( فلسطيتيا )  من كل هذه التطورات ؟؟؟

( مع التذكير بان ” السلطة الوطنية الفلسطينية برأت البطريرك ايرينيوس بشكل مطلق من صفقة بيع العقارات لجهات إسرائيلية حينذاكحسب التحقيقات  التي قام بها المحاميالياس خوري عضو لجنة التحقيق الفلسطينيةوفند إدعاءات المرتزقة والمشبوهين الذين أدلوا بدلوهم واشار لهم المحامي ….  وإذا عادوا ….. عدنا ) 

ما العمل ؟؟؟  

لمواجهة هذه الحالة , مع كل ما تواجهه السلطة الوطنية من إستحقاقات ,  وتحديات في هذه الأوقات … لكن هذه القضية تعتبر من الأولويات ….. وإلا لنتنتهي ابدا.

ألا حان الأوان للتعاون مع الإخوة  في الأردن ” الراعيين ” للمقدسات في القدس والأراضي المحتلة ؟؟؟

ألا حان الوقت لمصارحة ” الأصدقاء ” اليونانيين  بخطورة الأوضاع والتطورات حول النزاع القائم في المنطقة ’ لاسيما بخصوص الأراضي المحتلة وبشكل خاص مستقبل القدس … الذي يتوقف عليها امن وإستقرار المنطقة … والسلام العالمي … والأخطر  ما يجري الآن في أقبية البطريركية اليونانية العميقة التي ترفرف عليها الأعلام اليونانية  …. رغم كل ما يدعون به من عكس ذلك …. والله اعلم. ؟؟؟

جاء في ” لامية العجم ” للطغرائي :

وحُسْنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ …

فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ

ونعني هنا بالمصارحة مع كافة المرجعيات الرسمية للدولة اليونانية …  كذلك كافة القنوات الفاعلة في المجتمع اليوناني .  

الا حان الوقت بتذكيرهم بأن العلاقات العربية اليونانية , وخصوصا الفلسطينية صناعة التاريخ والجغرافيا … وإذا أراد البعض ترقيع التاريخ لا يمكنه تبديل وقائع الجغرافيا …. وبحضارتهم وكيف  العالم  يدرس كتبهم ما قبل الميلاد ….  بلد واحد  اعطى في عصر واحد سقراط وأفلاطون وهوميروس … ؟؟ 

نقول ذلك ويبدوا ان القائمين على البطريركية نسوا ” العهدة العمرية ” اعظم العهود  عندما كتب الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس عندما فتحهاالمسلمون كتابا أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم ….. ومن يقرا هذه العهدة اليوم يدرك كيف كان الخليفة العربي محقا في رؤيته وتصرفه …. وكانه يعيش معنا اليوم .

وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين, وربما اعظم العهود … وكان شاهدا على ذلك: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان، أم غابت السياسات الفلسطينية وادواتها الدبلوماسية ؟؟؟؟؟

* السفير ملحم مسعود من اسرة مركز الناطور للدراسات والابحاث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى