#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود – كلنا … لبنانيون

السفير ملحم مسعود – اليونان 7.8.2020

يوم الثلاثاء الماضي الرابع من هذا الشهر , كنت احاول إستكمال المقال  الحادي عشر والأخير تحت عنوان ( حروب المياه ) وراودتني حالة من  ” التريث ” والإنتظار التي تنتاب امثالي في الكتابة  … في إنتظار شيئ ما او منعطف  قد يتمخض في اللحظة الأخيرة  عن ( أزمة ) مفاوضات سد النهضة الإثيوبي … والتي اصبحت مفاوضات من أجل مفاوضات عبثية . وما هي إلا ساعات قليلة لتداهمني  أو تداهمنا جميعا ( … خبر … ) إنفجار في بيروت كانت ردة الفعل : طبيعية خبر عادي … خبر لبناني يومي … إغتيال … إنهيار … إنفجار … خبر كل يوم تحمله لنا موجات الاثير , او تومض به لنا اجهزة وادوات التواصل والإتصالات , وفي حالة الترقب والإنتظار بما تحمله لنا أخبار سد النهضة …

خبر بيروت هذه المرة وإنفجارها من العيار الثقيل يتفجر “ من كل درب وصوب … تفيض وتطفو على كل خبر عالمي آخر ولبنان في غياهب الجب .

على هذا النحو … إنفجار احرق البحر واشعل السماء , ولم يعد الهواء … هواء سمًم لبنان كله … إنفجار غير مسبوق وصلت إرتجاجاته إلى قبرص , وجزر يونانية في شرق البحر الأبيض … جثث , أشلاء , جرحى , ومفقودين … وهلع وخوف وذعر … يذكرنا بالكوارث الذرية التي حلت في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية .    

إنفجار في مرفا بيروت ادى لنشوب حريق ثم تلاه إنفجار هائل حطم واجهة المرفأ والمباني المحيطة ...وقالوا أن الإنفجار يعادل زلزالا بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر …وراحت وسائل التواصل الإجتماعي تهيمن على الموقف حيث ظهرت كالجراد أسراب الخبراء والمحللين … والكل يدلو بدلوه في خضم هذه الأجواء , والظروف الإستثنائية … كان لبنان واللبنانيون حول العالم في امس الحاجة للمعلومات , والشفافية … للإطلاع على صورة الحدث كما هو على الأرض   للعمل  على تكوين مزاج وطني عام من التضامن الإيجابي مع ذوي الضحايا والمفقودين والمشردين …

الأمر الذي لم يحدث  . والبلد فيها ما يكفيها …

ونتذكر ويليام شكسبير الذي قال إنّ المصائب لا تأتي فُرادى!

في هذه اللحظات …  بدا  المشهد بإعلان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان : بيروت ( مدينة منكوبة ) وكانه يعلن الخاتمة الكارثية للبنان وليس فقط بيروت .لم يخطر لأي إنسانأنها  أطنان متفجرات لا يعرف أحد من أين أتت ولماذا كانت هناك طوال 6 سنوات , وماهي وجهتها ( للخارج … ام …  للداخل ) وهل سمحت قواعد التخزين لمثل هذا النوع من ( البضاعة ) إستقبالها ؟؟؟  او تخزينها او دخولها   في مرفأ بيروت  …

2700 طن كافية لتحويل المدينة إلى ” هيروشيما ” العصر …  وتداعياتها التي ما زالت مستمرة من تشريد اكثر من 350 ألف إنسان …الخ.

يقول  سليم نصار  في كتاباته معللا لما حدث : ليس مصدر الإنفجار  3700 طن  قرب إهراءات القمح ومستودعات الأغذية … الخ . إنما مصدره سلطة لا تكف عن الإستعلاء على الناس والقانون وحكم السوية … دولة تتلهى بالمناصب والمكاسب , تطفوا فوق آلاف الاطنان من كل انواع المتفجرات والاخطار والكراهيات .

لا اريد ان ادلو بدلوي … وقد إرتفعت الاصوات بكثافة من كافة فعاليات المجتمع اللبناني بضرورة تشكيل لجان تحقيق دولية … وكل ما يمكن ان اقول هنا هل كان هذا المستودع أو المخزن على أرض المرفا اللبناني  الذي آلت إلية هذه الكمية من هذه المادة … أي مادة كانت … بلا مقابل أي مجانا طوال 6 سنوات ؟؟؟

وما تلى ذلك من إهتمام   العالم كله , كل ما زادت وتوسعت صورة الماساة , لا سيما من عرفوا وعاشوا ودرسوا وعشقوا لبنان وعاصمته الجميلة من حملة عالمية للتضامن مع لبنان , وبدأ وصول المساعداتفعلامع تحفظات في كل مكان تقريبا من جهات  عديدة ومعروفة تريد مساعدة اللبنانيين , وقبل حدوث هذا على ساسة البلد العودة إلى وعيهم حتى يصل الدعم. وقالوا : 

إن حجم المأساة يجب أن يهز الحكومة وكل الطبقة السياسية ويعيدها إلى وعيها حول ضرورة الإصلاح. ويجب على حزب الله الإعتراف الآن أن أي عملية إنقاذ لن تأتي بدون شروط. وفي الحد الأدنى على الحكومة أن تسمح لنظام رقابة دولية حول كيفية إنفاق أموال إعادة الإعمار. والفشل بالحصول على دعم في وقت التعاطف الكبير مع لبنان سيكون كارثة. فالعالم يريد مساعدة اللبنانيين وعلى الساسة في بيروت مساعدتنا.

وكان الرئيس الفرنسي اول من وصل بيروت وتفقد المنطقة المتضررة، واصفاً زيارته بأنها «تضامنية مع الشعب اللبناني». ووجه رسالة إلى السياسيين اللبنانيين , دعاهم فيها إلى التغيير أو الإتجاه نحو الغرق …

قلت للجميع بصراحة، إن على المسؤولين وضع المقررات موضع التنفيذ، وهي تحمل بالنسبة لي طابعا طارئا بشكل استثنائي، كما تشكل بنود عقد سياسي جديد لا مفر منه»

وباقي القصة معروف .

هناك حلقات مفقودة بلا شك … 

وبدون الدخول في الفرضيات علينا الإنتظار … لنرى على من تقع مسؤولية وامن الاماكن الحساسة , ومخازن تحتوي على مثل هذه المادة إنّ الظاهر لكل ذي عينين أنّ الجيش ما كان يملك القرار بشأنها، بل الذي يملكه حزب الله الذي صار معروفاً أنه يسيطر على المرفأ والمطار والمعابر مع سوريا … الخ

وقالوا حسب ما جاء في صحيفة ” ديلي تلجراف ” البريطانية عن تقارير إستخباراتية  دولية أن الأمن البريطاني داهم مواقع مرتبطة ب ( حزب الله ) بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نيترات الأمونيوم …وكذلك في مدينة لارنكا القبرصية … كذلك في اماكن اخرى مثل بوليفيا وألمانيا والكويت … حسب الصحيفة . ( وانا شخصيا لااثق بالأجهزة البريطانية … وتلاميذهم في دول أخرى ) ، لتبقى ( الحقيقة ) اكبر ضحايا الكارثة … ولو إلى حين ... والآن بالتاكيد من يحاول ( خلق ) الذرائع وصناعة إخراج الإتهامات .

أما الذي يحيرنا حقا موقف إسرائيل من كل ما يحدث , والسرعة على التأكيد انها بريئة وليس لها اي علاقة بالإنفجار …كما تفضلوا بتسويق موقفهم الإنساني (وبركاتهم) بتقديم العون والمساعدة , من خلال قنوات اممية ودبلوماسية .

والمهتم من الإخوة القراء بهذه المبادرة الإسرائيلية من جوانبها المختلفة يراجع مقال أخي وزميلي عماد شقور في القدس العربي اليوم تحت عنوان ( إسرائيل … وإنفجار ميناء بيروت و ” سعر الدم ” العربي) … بيروت الحبيبة والموقوفة والمستباحة والمدمرة , طوال الحروب التي ظلت تراوح بها على مدار العقود الماضية … لم يعد لبنان صاحب الريادة والتميز في التعليم والطب والسياحة , والنشر والطباعة  وواحة الخدمات البنكية والراقية التي ظلت تراوح بها على مدار العقود الماضية …

ولم تعد دار عبلة للمنفيين والمبعدين من الإخوة والرفاق  …

كان يوم الثلاثاء الماضي يوم الغضب … طالب الشعب بتعليق المشانق للمسؤولين … وكانوا قد ثاروا على من سرق اموالهم وارصدتهم وكل ما يملكون .

بحبك يا لبنان يا وطني بحبك
بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك
تسأل شو بني و شو اللي ما بني
بحبك يا لبنان يا وطني

عندك بدي إبقى ويغيبوا الغياب
إتعذب و إشقى ويا محلا العذاب
و إذا إنتا بتتركني يا أغلى الأحباب

الدنيي بترجع كذبة و تاج الأرض تراب
بفقرك بحبك و بعزك بحبك 2
أنا قلبي عاإيدي لا ينساني قلبك
و السهرة عا بابك أغلى من سني
و بحبك يا لبنان يا وطني

سألوني شو صاير ببلد العيد
مزروعة عالداير نار و بواريد
قلتلن بلدنا عم يخلق جديد

لبنان الكرامي و الشعب العنيد
كيف ما كنت بحبك بجنونك بحبك
واذا نحنا تفقرقنا بيجمهنا حبك
وحبي بترابا بكنوز الدنيا وبحبك يالبنان ياوطني

وانا كم بحبك يا لبنان يا وطني الثاني … بحبك

ملحم مسعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى